أفرام الثّاني يهنّئ المطران مار ثاوفيلوس جورج صليبا، والمناسبة؟
"نجتمع اليوم لنحتفل، وهل من احتفالٍ أفضل من أن نجتمع حول مائدة الرّبّ؟
التّكريس هو أن يفرز الإنسان نفسه من أجل خدمة الله، وهنا تتجلّى عظمة الله الذي يختار إنسانًا ليقيمه مدبّرًا على شعبه وخادمًا على أسراره ووكيلاً على بيته. ونيافة المطران مار ثاوفيلوس جورج صليبا كرّس نفسه لخدمة الرّبّ وخدمة الإنسان، لأنّ المرء لا يستطيع أن يخدم الله إن لم يخدم أخاه الإنسان. وهو معروف بمحبّته للكنيسة المقدّسة والتّمسّك بإيمانها والدّفاع عنها ضدّ من يحاول النّيل منها؛ فنراه بقلمه ولسانه العذب يدافع عن الكنيسة بدون أن يهاجم من أمامه.
وفي هذا السّياق، لا بدّ لي أن أتحدّث عن الدّور الرّياديّ لنيافته في لبنان، خاصّةً في أيّام الحرب الأهليّة حيث نزل إلى الميدان لإسعاف الجرحى بدون أن ينظر إلى عقيدتهم. لقد أرسلك الله إلى هذا البلد، وهذه الأبرشيّة العزيزة، في وقتٍ عصيبٍ؛ في وقتٍ كانت فيه قيمة الإنسان رصاصةً، فالله لا يترك نفسه بلا شهودٍ أو خدّامٍ أمناء صادقين. وإنّ نيافة المطران جورج اختصر كّل خدمته بوصية الرّبّ القائل "أن تحبّ الرّبّ إلهك... وأن تحبّ قريبك كنفسك".
أنت العزيز الأخ الغالي على قلوبنا جميعًا، والذي يحبّه كلّ أصحاب النّيافة المطارنة وكلّ الأحبّاء والمؤمنين؛ فباسم هؤلاء، نبارك لك هذه المناسبة ونشكر الله الذي منحك للكنيسة والوطن، ونصلّي لك لتظلّ خادمًا لهذه الأبرشيّة العزيزة وللكنيسة المقدّسة لسنين كثيرة."
وللمناسبة، كانت كلمة للمطران مار ثاوفيلوس جورج صليبا كلمةً جاء فيها: "حاولتُ خلال هذه السّنين السّتّين أن أعمل وأعلّم وأتعلّم، أخفقتُ كثيرًا وبلغتُ شيئًا من النّجاح أحيانًا، لكنّني أعترف بضعفاتي التي هي مدار إقامتي في هذا الوجود. وعشتُ هذه السّنين أطمع وأطمح في المدينة الباقية أيّ أورشليم التي في السّماء، وهي أمنية بل رغبة كلّ المسيحيّين المؤمنين، وأشكر الله في كلّ شيء وله الحمد والتّسبيح أبدًا. ولم أتوانَ وأتأخّرَ قدر ما استطعت أن أفعل الخير، وأقدّم المشورة الحسنة والعطاء السّخيّ من أعماق قلبي متذكّرًا قول سليمان الحكيم: لا تمنع الخير عن أهله حين يكون في طاقة يدك أن تفعله (أم 3: 27)". فأنا لم أوفّر محتاجًا أو قاصدًا أو مراجعًا، بأيّ موضوعٍ أو طلبٍ روحيًّا ومعنويًّا ومادّيًّا، وشعاري دائمًا هو قول يسوع الحبيب: مجّانًا أخذتم مجّانًا أعطوا (مت 10: 8). وختامًا، أصلّي ليحفظ الله قداسة سيدنا البطريرك المعظّم مار إغناطيوس أفرام الثّاني راعيًا ورئيسًا وأبًا حكيمًا لكنيستنا. كما أشكر كلّ المحبّين، خاصّةً أبناء أبرشيّتي الحبيبة جبل لبنان وطرابلس وجميع الأصدقاء والمحبّين."