أفرام الثّاني في افتتاح المجمع العامّ: يجب أن تكون الكنيسة نورًا يضيء في الظّلام وملحًا يعطي للعالم نكهة الإنجيل
وفي التّفاصيل، وبحسب إعلام البطريركيّة، افتتح البطريرك أفرام الثّاني الاجتماع بصلاة طلب فيها إرشاد الرّوح القدس ووحدته لتوجيه المناقشات من أجل خدمة مثمرة لمسيرة الكنيسة. ثمّ ألقى كلمته الافتتاحيّة، دعا فيها إلى الوحدة، والالتزام الرّوحيّ، والتّفاني الرّاسخ في الإيمان في مواجهة تحدّيات العصر الحديث، مستشهدًا بتوصية الرّسول بولس: "لِيَكُونَ كُلُّكُمْ فِكْرًا وَاحِدًا، وَرَأْيًا وَاحِدًا" (كورنثوس الأولى 1: 10)، مشدّدًا على الفضائل الأساسيّة للوحدة، بما في ذلك التّواضع والمحبّة والخدمة، قائلًا: "الوحدة الحقيقيّة بين الخدّام لا تُبنى فقط على الاتّفاق الخارجيّ، بل على الفضائل الجوهريّة الّتي تشكّل أساس الرّوحانيّة المسيحيّة".
كما رحّب البطريرك بمفريان الهند الجديد معربًا عن ثقته بقدرته على قيادة الكنيسة بنعمة الله مستذكرًا إرث المثلّث الرّحمات المفريان باسيليوس توما الأوّل وخدمته، داعيًا إلى المحافظة على التّراث الرّسوليّ الغنيّ للكنيسة السّريانيّة، وعلى اللّغة السّريانيّة والتّقاليد، وبالتّالي على هويّة الكنيسة وسط تحدّيات العولمة.
وتطرّق أفرام الثّاني إلى التّحدّيات الرّاهنة، فسلّط الضّوء على معاناة المسيحيّين في الشّرق الأوسط، لاسيّما في سوريا ولبنان والعراق والأرض المقدّسة. وأشاد بصمود المؤمنين بالرّغم من الصّعوبات، وأعاد التّأكيد على التزام الكنيسة الثّابت بتقديم الدّعم الرّوحيّ والاجتماعيّ، وقال: "يجب أن تكون الكنيسة نورًا يضيء في الظّلام وملحًا يعطي للعالم نكهة الإنجيل."
وفي الختام، أشار إلى اليوبيل الـ1700 عام لانعقاد المجمع المسكونيّ الأوّل في نيقية، وإلى أهمّيّة هذا الحدث الرّاسخ في صياغة قانون الإيمان النّيقاويّ، داعيًا إلى الاستمرار في الأمانة لهذه الحقائق. وإختتم بالقول: "لنشكر الرّبّ الّذي جمعنا، ونطلب بإلحاح أن يرافق اجتماعاتنا وقراراتنا، لكي ننفّذ إرادته المقدّسة في كلّ ما نقوم به".