أسقف جديد في الموصل
"يوم احتفاليّ ليس فقط للكنيسة العراقيّة، لكن لبلاد الرّافدين قاطبة، للتّأكيد على ديناميكيّة وحيويّة المجتمع المسيحيّ، القادر على مواجهة آلاف التّحدّيات المتجدّدة يوميًّا.
وإنّ الموصل تمثّل معنًى خاصًّا لكبير أساقفة الكلدانيّين الذي سيكون بمثابة مصدر أمل للمجتمع المحلّيّ كلّه.
واتّصل بي العديد من المسلمين عندما علموا بخبر تعيين رئيس أساقفة الموصل الجديد، وأعربوا عن فرحتهم بوجود سلطة مسيحيّة في المدينة. يجب على الأسقف أن يجلب السّعادة، أن يكون مصدرًا للثّقة في المستقبل، في واقع يكافح فيه النّاس للخروج من دمار هائل .
إنّ الأب نجيب (64 عامًا)، وهو موصليّ المولد، سيواجه تحدّيًا كبيرًا، وسيكون أمام مهمّة خطيرةً جدًّا ومسؤوليّة كبيرة. ولكنّه سيكون قادرًا على القيام بالكثير لخير المدينة. إنّه يعرف الحقيقة جيّدًا، ويمكن أن يعزّز العديد من الصّداقات وشبكة كبيرة من العلاقات الشّخصيّة أيضًا مع المسلمين.
وبينما استهدف متشدّدو داعش، الذين استولوا على مدينة الموصل عام 2014، أماكن العبادة الخاصّة بالأقلّيّات الدّينيّة، ساهم الأب الدّومينيكيّ (الذي أصبح كاهنًا في 16 مايو 1987) في أعمال دعم النّازحين في الموصل وسهل نينوى. وبفضل تدريبه كمسؤول أرشيف، قام بحماية جزء من التّراث الثّقافيّ (المسيحيّ وغيره) الواقع في شمال المدينة من الدّمار. وإنّ العاملين اللّذين يجب الإصرار عليهما هما المصالحة والثّقة بين أهل المدينة، بعد التّخلّص من عنف داعش والأيديولوجيّة الأصوليّة. الأسقف الجديد سيكون أمام مهمّة إعادة بدء الحوار وتشجيع المسلمين أنفسهم على المصالحة وإعادة الإعمار. المصالحة والثّقة، من منظور السّلام الدّائم. كما سيكون على الأسقف الجديد أن يساعد المسيحيّين على إعادة ربط خيوط التّاريخ في الموصل، وإحياء الكنائس وأماكن العبادة، وبعضها من بين الأقدم والأكثر أهميّة بالنّسبة للكنيسة الكلدانيّة: فهي جزء من حياة وتاريخ المدينة."