أوروبا
10 أيلول 2020, 13:30

أسقف ألمانيّ: القصّة الأعظم الّتي تبقى هي الكتاب المقدّس

تيلي لوميار/ نورسات
عشيّة احتفال العالم باليوم الرّابع والخمسين لوسائل التّواصل الاجتماعيّ الّذي يحييه العالم يوم الأحد، كتب أسقف أبرشيّة روتنبورغ وشتوتغارت ورئيس لجنة الاتّصالات التّابعة لمجلس أساقفة ألمانيا المطران Gebhard Fürst على الموقع الإلكترونيّ لمجلس أساقفة ألمانيا، مشيرًا إلى أنّ "إيماننا يعيش على القصص، لا بل إنّ تاريخنا البشريّ بأكمله يقوم على القصّة ونقل الخبرات والمعرفة."

وتابع رئيس اللّجنة يقول بحسب "فاتيكان نيوز": "كما في السّنوات السّابقة، كتب البابا فرنسيس لهذه المناسبة رسالة تأخذ عنوانها من سفر الخروج "لكي تُخبر وتحفظ في ذاكرتك. الحياة تصبح قصّة"، نُشرت في الرّابع والعشرين من كانون الثّاني يناير لليوم الّذي كان سيتمُّ الاحتفال به في الرّابع والعشرين من أيّار مايو ولكن تمّ تأجيله بسبب وباء فيروس الكورونا. يكتب البابا فرنسيس "إنَّ الإنسان هو كائن راوي. ومنذ صغرنا نجوع للقصص كما نجوع للغذاء. أكانت تحت شكل أسطورة أو رواية أو فيلم أو أغنية أو خبر... إنّ القصص تؤثّر على حياتنا حتّى وإن لم نكن مدركين لهذا الأمر. غالبًا ما نقرّر ما هو الصّحّ أو الخطأ بناء على الشّخصيّات والقصص الّتي تعلّمناها. إنّ الرّوايات تطبعنا وتصوغ قناعاتنا وتصرّفاتنا، ويمكنها أن تساعدنا لكي نفهم أنفسنا ونعبّر عنها.

يخبرنا البابا فرنسيس أنّه عندما نغوص في القصّة يمكننا أن نجد الدّوافع البطوليّة الّتي تساعدنا في مواجهة تحدّيات الحياة، ونصبح قادرين على الاستقاء من القصص أيضًا حتّى في الأزمة العالميّة الحاليّة الّتي يسبّبها وباء فيروس الكورونا. يمكننا أن نفكّر حول خبرات العزلة والوحدة والسّكون من خلال القصص. ويمكننا أن نجد التّعزية والثّقة، ولاسيّما من خلال النّصوص البيبليّة مثل المزامير.

حتّى تعايشنا قد تغيّر بسبب الوباء؛ فغالبًا ما لا نرى العائلة والأصدقاء وزملاء العمل لأسابيع وعلينا الآن أيضًا أن نحافظ على البعد وننتبه. أصبحت نشاطاتنا محدودة. لهذا السّبب، أصبحت وسائل التّواصل الاجتماعيّ أكثر أهمّيّة لإبقائنا على اتّصال: المكالمات الهاتفيّة مع الأقارب، والتّهاني في أعياد الميلاد عبر الرّسائل النّصيّة، والتّبادلات مع زملاء الدّراسة في الدّردشة عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّة... جميع هذه الأمور قد قادتنا قدمًا خلال هذه المرحلة، لقد ساعدتنا القصص وتبادل الخبرات، في الحفاظ على تماسكنا وعلى البقاء على قيد الحياة.

إنّه لأمر جيّد أنّه لدينا وسائل إعلام روت قصص حياة خلال هذه الأسابيع والأشهر. لقد كانت أيضًا قصص موت: في جميع القصص، بما في ذلك قصص حياتنا، هناك شيء واحد واضح، وهو أنّ الحياة تستحقّ أن تُروى لكي ننقل الخبرات والعواطف والمعرفة والمسؤوليّة إلى الأجيال القادمة. يدعونا اليوم العالميّ لوسائل التّواصل الاجتماعيّة هذا العام إلى سرد هذه القصص من أجل الحاضر ومن أجل الجيل القادم. تساعدنا وسائل الإعلام أيضًا في القيام بذلك، لكن القصّة الأعظم والّتي تبقى هي الكتاب المقدّس."