أساقفة إسبانيا: الحياة المكرّسة هي مثال أخوّة في عالم جريح
هذا وأشار الأساقفة إلى أنّ "الحياة المكرّسة هي مثال أخوّة في عالم جريح"، وأنّ اليوم العالميّ للحياة المكرّسة هو "فرصة مواتية لتجديد وإحياء مشاعر التّفاني للرّبّ"، حاثّين المكرّسين في هذا "العالم الجريح وفي البحر المضطرب للقرن الحادي والعشرين"، على الأخوّة وعلى الاعتراف بـ"كرامة كلّ شخص بشريّ: و"السّير كبشريّة واحدة". ويقول الأساقفة في هذا السّياق: "إنَّ العالم جريح، وفي معظم أنحاء كوكبنا، ينزُّ الجرح ليلاً ونهارًا، في السّياسة، في الاقتصاد، وفي الحياة الاجتماعيّة، لدرجة أنّ "سوء المعاملة والمعاناة قد أصبحت أمورًا مزمنة". إنَّ الجوع والبؤس والحرب والاضطهاد والاستغلال ليسوا أمورًا من الماضي وإنّما يملكون وجهًا ملموسًا في العديد من الاشخاص الّذين يعانون بسبب أشكال جديدة من الظّلم والألم واليأس، في الأشخاص المتضرّرين من وباء فيروس الكورونا والمرضى والمسنّين والأشدَّ ضعفًا؛ في ضحايا الكوارث الطّبيعيّة؛ في المهاجرين واللّاجئين الّذين يهربون بالآلاف من الرّعب ولا يجدون التّفاهم والمأوى في أراضينا؛ في العائلات المشتّتة، الّتي دمرها العنف والعزلة؛ في الأشخاص الّذين يتعرّضون لسوء المعاملة ويُنتهكون في كرامتهم وحقوقهم الأساسيّة، وأيضًا من قبل الّذين يجب عليهم حمايتهم والدّفاع عنهم."
ولم ينسَ الأساقفة الشّباب والعاطلين عن العمل الّذي يبحثون عن فرصة لن تصل أبدًا، فـ"في هذه "الوجوه المهمّشة" يجد المكرّسون انعكاسهم لأنّهم يرون فيها "المسيح العطشان، الّذي يتعرّض لسوء المعاملة، والغريب والمسجون؛ في هاوية البشريّة هذه، يقترب المكرّسون من الجميع بدون استثناء، وفي قلوبهم الرّحيمة والمرسلة يحملون الأخوّة البشريّة. أقوياء بواقع أنّ "جروح العالم ليست نهائيّة ولن تكون أبديّة".
وبحسب "فاتيكان نيوز"، "يدعو الأساقفة الأشخاص المكرّسين لكي يحملوا المسيح إلى العالم، ويولِّدوا الصّبر والمغفرة حيث يزرع الآخرون الغضب والحقد؛ ويُطلِقوا مشاريع مشتركة ومثمرة حيث يرسم الآخرون الحدود ويحفرون الخنادق ويقيمون الجدران؛ ويطيعون الرّبّ بحرّيّة حيث يمارس الآخرون الفرديّة العمياء، ويختارون بفرح فقر المسيح حيث يركب الآخرون الجشع؛ ويحلمون بمعانقة محبّة الله الّتي توسع الحياة، حيث ينجذب الآخرون إلى الكبرياء."
وأنهى الأساقفة رسالتهم مؤكّدين أنّ "الأخوّة الإلهيّة هي بشريّة والأخوّة البشريّة هي إلهيّة. هذا هو نموذج المكرّسين والمكرّسات الّذين يتحوّلون، وسط العديد من التّحدّيات، في أكثر بقاع العالم قسوة أو في أيّ دير، إلى مرهم لجروح العالم. فيهم ومعهم نصغي إلى صوت يسوع المسيح الّذي يقول لنا: "إذهب أنتَ أيضًا واعمل هكذا".