لبنان
07 أيلول 2017, 13:15

أزمة مزارعي التّفاح على طاولة الرّاعي

استقبل البطريرك المارونيّ الكردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم الخميس ٧ ايلول في الصّرح البطريركيّ الدّيمان وفدًا من لجنة مزارعي التّفاح في بشرّي يرافقهم منسّق القوات اللّبنانيّة في المدينة المختار فادي الشدياق ممثّلاً نائبي بشرّي ستريدا جعجع وإيلي كيروز والمونسنيور يوسف فخري وأمين الإعلام في المنطقة طوني سكر.

وقد تلا مسؤول التعاونيّة الزّراعيّة السّابق في بشرّي أنور فخري بيانًا أسماه:"صرخة وجع من مزارعي أرياف الجبل إلى  المرجعيات المسؤولة " إستهله بالقول: غبطة البطريرك بشارة الراعي بفرح نلتمس بركتكم الروحية، نحن أبناء رعيتكم المزارعون الصامدون في هذه الأرض المقدسة، خصوصاً المقيمين شتاءً والذين لولا حمايتهم لها لإجتاحها الغرباء. جئنا إلى  مقامكم السّامي لنعلن أن وضع معيشتنا من زراعاتنا وصل إلى  حد المأساة، ويشرفنا أن نضع بين أيديكم بياناً موجزاً يلخص سبب المأساة ويقترح بعض أفكار الحلول. ثقتتنا وأملنا كبيرين برعايتكم الأبوية وسندكم القوي لنصل إلى  حال يساعدنا للصمود في هذه الأرض التي حماها أجدادنا وتركوها أمانة في أعناقنا.ابينا البطريرك  ما نفع كل المشاريع والعمران إذا خلت الأرض من أهلها، وحكمة مثل تقول "الدني بأهلها". ونأمل ألا يصح فينا ما قاله قديماً فلاح بشراوي لقريبه. "سأل الفلاح الأول: معي 100 ليرة، بشتري فيها دوا ت تتحسن صحتي يما شروال؟ أجابه الفلاح الثاني: يا أخوت إذا مت مين بيلبس الشروال"؟ سيدنا، رعايتكم بعون الله ستكون لنا الدواء الشافي ليلبس فلاحنا شرواله.

وتابع: المزارعون يتعرّضون لوضع مأساويّ سيدفعهم إلى  هجرة أرضهم بسبب المأساة النّاتجة عن تهديد عوامل المناخ وتقلّباته، تصل أحياناً إلى  تلف كامل المحصول. فتك الحشرات الوبائي المستعصي "الأكاروز وذبابة المتوسط". كساد مواسمهم خصوصاً في الأربع سنوات الأخيرة. إرتفاع وتنامي تكاليف الإنتاج "أسعار النمواد وأجور اليد العاملة". كلفة إنتاج صندوق التفاح حوالي 12,000 ل.ل. "8000 في الحقل و4000 في التبريد". سلسلة الرتب ستقدم للمستفيدين منها زيادة رواتب وزيادة رفاهية بينما ستقدم للمزارعين زيادة في الأعباء وتعميقاً للمأساة. فهل يجوز وأي ضمير يرضى بذلك؟ خصوصاً والمزارعون يسمعون يومياً من المسؤولين أخبار الهدر الهائل للمال العام.

واشار إلى  ان المساعدة في تخفيف وضع المأساة. يكون عبر إعلان حال طوارئ بيئية لمكافحة وباء الحشرات المستعصي. دعم تصريف الإنتاج للخارج "5000ل.ل. للتصدير عبر إيدال و3000ل.ل. للتبريد". حماية تصريف السوق المحلي من منافسة التهريب. درس إمكانية إنضمام المزارعين لصندوق الضمان إسوةً بالآخرين. التعاون مع منظمة "الفاو" الدولية لدراسة مستقبل زراعاتنا وإدخال زراعة رديفة داعمة. إمكانية إنشاء مؤسسة ضمان المحاصيل من المخاطر. ولنا أمل كبير بأن صوت وجعنا سيجد التجاوب المطلوب.

ورد البطريرك الراعي بكلمة أكد فيها على مواكبته الأزمة التي يعيشها المزارعون ومتابعة موضوع معالجة تداعيات عدم تصريف الإنتاج مع المرجعيات المحلية والدولية مشيراً إلى  ضرورة أن تقوم الدولة بمساعدة المزارعين لتثبيتهم في أرضهم وقراهم والحد من هجرة الأرياف.وشدد غبطته على اهمية الارشاد الزراعي لجهة تحسين المواصفات وتجويد الانتاج لتأمين تسويقه وتصديره بشكل افضل إلى  الخارج .

وبعد اللقاء تجمع المزارعون في باحة الصرح امام شجرة تفاح اقتلعوها مع ثمارها تأكيدا منهم على ان الزراعة مهددة بالزوال ورفعوا يافطة كتبوا عليها ارحموا معاناة المزارع وأكد ممثل النائبين المختار الشدياق على أن الدكتور سمير جعجع يتابع شخصياً أوضاع المزارعين مع الوزارات المعنية وسفراء الدول العربية والاجنبية لتأمين تصري الانتاج .كما اشارإلى  أن نائبي بشري ستريدا جعجع وإيلي كيروز يتابعان أيضاً الموضوع وقد سعيا لإنشاء تعاونيات زراعية في كل قرى وبلدات القضاء.وأضاف: نحن هنا اليوم لإيصال صوتنا إلى  غبطة البطريرك ونؤكد له أن المزارعين يعانون من أزمة كبيرة باتت متراكمة وهم بحاجة إلى  حل جذري والقوات تتابع الموضوع منذ أكثر من أربع سنوات على كل المستويات.

وإستقبل غبطته وفداً من الإتحاد العمالي العام برئاسة الدكتور بشارة الأسمر الذي عرض لغبطته الواقع العمالي في لبنان من حيث مزاحمة اليد العاملة الأجنبية والصرف التعسفي الذي يمارس في بعض المؤسسات والمصارف والغلاء الذي نتج عن سلسلة الرتب والرواتب وتداعياته على الأقساط المدرسية والكتب والقرطاسية وضرورة معالجة هذه الأمور ضمن مبدأ تفعيل الأجهزة الرقابية والحوار مع المدارس الخاصة كي لا يتحمل العامل وصاحب الدخل المحدود وزر الضرائب والزيادات . وطلب الاسمر بركة صاحب الغبطة ومساعدته للحد من الفساد المستشري وصولاً إلى  دولة المؤسسات بكل مقوماتها.

وظهراً إستقبل البطريرك الراعي الوزير السابق الشيخ فريد هيكل الخازن. وبعد اللقاء قال الخازن: كانت جولة أفق حول الوضع العام في البلد والأزمة الإقتصادية والإجتماعية التي يمر بها لبنان وكان بحث في موضوع إحترام الدستور والقانون الإنتخابي الجديد بما يعني الإنتخابات الفرعية وما ترمز إليه من تأكيد حصول أو عدم حصول الإنتخابات العامة في أيار وقد لمسنا حرص صاحب الغبطة على إلزامية حصول هذه الإنتخابات. وقد أكدنا أمام غبطته على ضرورة أن يقوم وزير الداخلية بإعداد المرسوم وتوقيعه وإرساله إلى  رئاسة الحكومة ليصار لتوقيعه أيضاً ومن ثم توقيع فخامة رئيس الجمهورية عليه ليصار إلى  إصداره في الجريدة الرسمية ودعوة الهيئات الناخبة للإنتخابات لأنه ليس هناك أي مبرر لعدم إجرائها سوى أن السلطة تخشى من الخسارة في المعركة الفرعية وهذه هي برأيي حقيقة الأمر.

ووجه الخازن التحية لأرواح شهداء الجيش اللبناني والتعزية لذويهم وقال: لا يسعني في المناسبة ومن هذا الصرح الكبير سوى التأكيد على ضرورة إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة كيف تمت مسألة إختطافهم وعلى من تقع المسؤوليات في حينها.

إلى  ذلك زار البطريرك الراعي مدرسة ودير مار دانيال لراهبات العائلة المقدسة المارونيات في حدث الجبة يرافقه المطران مارون جوزيف نفاع والقيم البطريركي الخوري طوني الاغا وكان في استقبالهم رئيسة المدرسة الاخت ماري جاك خوري والراهبات وشرحت خوري للبطريرك خلال الجولة في ارجاء الديرالاوضاع وتداعيات السلسلة على مدارس الارياف التي تراعي اوضاع الاهالي وتسعى مع الجهات المختصة لا سيما وزارة الشؤون الاجتماعية لدعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء . وكرر البطريرك بعد الجولة تأكيده على ضرورة ان لدعم الدولة المدارس الخاصة لا سيما المدارس شبه المجانية الموجودة في اكثريتها ضمن المناطق الرّيفية والا ستضطر بمعظمها للاقفال.