أخبارنا
22 أيار 2024, 06:00

"أربعٌ وثلاثون سنة على عمل تيلي لوميار على تحريك قوّة الله المزروعة فينا": جاك الكلّاسي

تيلي لوميار/ نورسات
يتزامن عيد تأسيس تيلي لوميار التي انطلقت من غرفةٍ صغيرة حاملة كلمة الله لتبشّر بها إخوتها، وعيد العنصرة، حينما ولدت الكنيسة الأولى وانطلقت، بقوّة الروح القدس، لتبشّر الأمم كلّها حتّى أقاصي الأرض. احتفل البطريرك الكردينال بشارة الراعي، في بكركي، بالقدّاس الإلهيّ بهاتين المناسبتين، في التاسع عشر من أيّار (مايو) 2024. بعد القدّاس، كانت كلمة لِجاك الكلّاسي، مدير عامّ تيلي لوميار، ورئيس مجلس إدارة نورسات، جاء فيها:

 

"سأروي قصّةً من الكتاب المقدّس تعود إلى ثلاثة آلاف سنة...عن سليمان الحكيم ابن داود الملك...صاحب المزامير الشهيرة. كان عمره 13 سنة عند وفاة أبيه داود، لمّا نادى به الشعبُ ملكًا عليهم.

خاف سليمان أمام هذا الاستحقاق الكبير، وأسرع إلى الخيمة التي فيها تابوت العهد...وصلّى...وتكلّم مع الله ببراءة الأطفال:  

"يا ربّ أنت تملّكني على شعبٍ غفير، وأنا بعدُ في عمرٍ صغير.  

أطلب منك أن تعطيني الحكمة لِأقدرَ أن أجمعهم وأقودهم بحسب تدبيرك..."

 

فأتى جواب الله كالتالي: "لأنّك لم تطلب لا غنىً ولا ثروةً ولا عمرًا طويلًا، ولا موت أعدائك...سأعطيك "حكمةً" لم ينلها أحدٌ قبلك، ولن ينالَها أحدٌ بعدك".

وحكمة الله لسليمان أزهرت سلامًا بين شعبه، والشعوب الأخرى.

سلامًا دام أربعين سنةً متتالية، من بدء عهده حتّى وفاته."  

 

ثمّ تابع الكلّاسي: "دهاء زعماء عالم اليوم لم يترك مكانًا لأيّ حكمة، فانتفى السلام بين الشعوب، وغاب السلام بين الله والبشر...

 

لا بل صار السلام العدوّ الرئيس لهذه الإمبراطوريّات الضخمة التي بَنَتْ اقتصاداتها وأمجادها على الحروب وعلى صناعة السلاح وتجارته...

ولمّا سأل النبيّ حزقيّال الله أنْ لماذا تسمح، يا ربّ، بدمار أورشليم واليهوديّة، أجابه الله: "لقد ملأوا الأرض عنفًا وفسادًا" (حز 8: 17)

 

الله أعطانا المواهب والذكاء والحكمة والوزنات ...

ونحن ننزعها عنّا...ونستبدلها بآلة...!!!!!

ثمّ، نعود لنسأل الآلة أن تعطيَنا حكمةً وذكاءً!!!!"

 

أردف الكلّاسي قال: "ما من أحدٍ منّا ولا منكم يرفض التكنولوجيا الحديثة أو التطوّر العلميّ والتقنيّ، ولولا هذا التطوّر، لما وصلنا إلى أقاصي الأرض، لكنّنا نرفض أن تحلّ هذه التكنولوجيا محلّ الله.  

 

الآلات والأجهزة كلّها مع تطبيقاتها المختلفة عاجزة عن أن تُخمد الحروب والنزاعات...

الآلات والأجهزة وتطبيقاتها غير قادرة أن تقضي على الخوف واليأس والقلق...

الآلات والأجهزة وتطبيقاتها مكبّلة أمام المرض والموت...

 

منذ حوالى 2500 سنة، قال حزقيّال النبّيّ: "كلٌّ يحمل آلة تدميره بيده" (حز 9: 1)

آلةٌ تقول الشيءَ ونقيضَه!!!!!

آلةٌ لا تميّز بين الخبر السيّئ والخبر الجيّد!!!

آلةٌ انتهكت خصوصيّة الناس!!!

آلةٌ لا تهمّها لا التوبة، ولا التسامح، ولا الرحمة...!!!!

آلةٌ تُفرغُ ما تعبّاَ فيها: (آلة تجميع داتا-وتفريغ داتا)

                            (آلة تجميع أخبار-وتفريغ أخبار)

تطبيقاتٌ كثيرة، تربّي أجيالًا تأكلها البِدع والانحرافات، والتعصُّب، والانحلال...

كلّنا من صنع يدي الله، وكلّ واحدٍ منّا فكرةٌ من أفكار الله. في كلٍّ منّا قوّةٌ روحيّةٌ مزروعة من الله، تمكّن كلًّا منّا أن يغيّر العالم بأسره إلى الأفضل..."

 

منذ 34 سنة وشغل تيلي لوميار الشاغل تحريك هذه القوّة الإلهيّة المزروعة فينا، لنصل إلى إنسانٍ نقيّ، ونظيفٍ وطاهر...إنسانٍ يعمل لخير إخوته في الإنسانيّة..."

 

قال الكلّاسي أيضًا: "تيلي لوميار تسعى إلى هذا الانسان:

- إنسان لا يستسلم عند المصاعب  

- إنسان لا ترهبه الأخطار

- إنسان لا ينهزم أمام التجارب

- إنسان لا تبهره الأضواء ولا تغريه الرغبات .......

- إنسان قلبه نظيف خالٍ من الصفات الهدّامة كلّها  

- إنسان قلبه خالٍ من البغض والحقد  

- إنسان قلبه خالٍ من الغضب والعنف

إنسان نقيّ يسعى إلى الكمال...

 

تيلي لوميار إلى جانبكم لئلا تستسلموا لليأس  

تيلي لوميار إلى جانبكم لئلّا تخدعكم المظاهر الكاذبة

تيلي لوميار إلى جانبكم حتّى تصلوا إلى سلامكم الداخليّ."

 

وختم جاك الكلّاسي كلمته قال: "وعندما نبلغ إلى سلامنا الداخليّ....نكون حقًّا في الله  

كل عنصرة وأنتم مليئون من الروح القدس، حكمةً وذكاءً وفهمًا، وحبًّا، وشجاعةً ورحمة...  

 

كلّ عيد وتبقى تيلي لوميار منوّرةً قلوبكم...

وأنتم منوّرون شاشتها...

كلّ عيد وأنتم بخير."