أخويّة شبيبة العذراء رعيّة مار سمعان العموديّ - القليعات تصلّي لموتاها
"اجتمعت يوم "رعيتنا عيلتنا" من كلّ الأجيال لنصلّي لموتانا إيمانًا منّا بشركة القدّيسين وعرفانًا بالجميل لهم وللتأكيد على اتّحادنا معهم بالمسيح الّذي "هو هو أمس واليوم وللأبد"، بهذه الكلمات بدأ خوري الرعيّة يوسف مبارك عظته شاكرًا ومثنيًا على وعي الشبيبة ومحبّتهم لآبائهم وأجدادهم ومرحّبًا بزيارة طلائع العذراء - الحدث وفوج من الكشاف الرعيّة.
ومن ثمّ ألقى عظته عن آية شفاء أعمى أريحا قائلًا "يسوع نور العالم، أتى إلى العالم لينشلنا من عمى قلوبنا وضمائرنا، من هنا نلاحظ أفعال الحركة المتتالية". وأردف "ألقى عنه رداءه ووثب وجاء إلى يسوع" (مر 10: 50) متخلّيًا عن كل ضماناته إيمانًا منه بالمسيح الّذي هو الضمانة الوحيدة والأكيدة، فما كان من الرّبّ يسوع سوى أن يسأله كما يسألنا "ماذا تريد أن أصنع لك؟" (مر 10: 51)، يريدنا بذلك أن نعترف بثقة ونُخبر ونُحدّد بماذا نحن عميان: بالحقد، بالتسلّط، بعدم الأمانة، باللامبالاة، بعدم المحبّة.. إذ لا يجب علينا أن نخجل من الإقرار بعمانا، ولا أن نظلّ على حافة الطّريق نستعطي المحبّة والعطف والقوت متّكلين على عصاتنا وملتحفين بردائنا نحمي به أنفسنا، خاضعين خانعين، فالله خلقنا على صورته لنكون أحرارًا محبّين. فنحن أبناء النّور، يريدنا أن نمشي معه على طريق الخلاص، لا أن نسلك مسلك الجمع الغفير المتناقض الذي نراه إلى يومنا هذا في مجتمعنا الّذي يجهض الضعيف ويدفنه وهو حيّ في نظرتهم السلبيّة والأنانيّة، وعندما يأتي أحد ذو شأن ويلقي الضوء على أهميّة هذا الضعيف وقيمته يغيّرون مسلكيّتهم تجاهه وعندها يهتمون به قائلين "تشدّد وقم فإنّه يدعوك" (مر 10: 49).
ثمّ ختم الخوري مبارك عظته قائلًا "شفاء الأعمى يتوّج عجائب يسوع لنصل إلى قيامة لعازار، الإثنان كانا مدفونين، الأعمى مدفون وهو على قيد الحياة ولعازار مدفون وهو بالفعل ميت، الرّابط بينهما أنّ المسيح أقامهما من الظلمة إلى النّور، من ظلمة القبر ليوصلهما إلى نور القيامة. من هنا، من المستحسن في عيد الفصح المجيد أن نعيّد بعضنا بعبارة "قيامة مجيدة" وليس فصح مجيد لأنّ الفصح هو عبور، وعبورنا في بعض الأحيان ناقص بسبب ضعفنا الإنسانيّ والإرادي والرّوحي، لذلك علينا أن نعرف أن عبورنا هو قيامة مع الّذي هو قادر أن يحوّل خطيئتنا لنعمة وموتنا إلى قيامة مردّدين مع بولس الرّسول "إذا متنا معه حيينا معه وإذا صبرنا ملكنا معه" (2طيم 2: 11 - 12).