مصر
28 شباط 2020, 07:30

أبو قرقاص للأقباط الكاثوليك احتفلت بأسقفها الجديد

تيلي لوميار/ نورسات
بوضع يد بطريرك الإسكندريّة للأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق وحضور آباء السّينودس المقدّس، والقاصد الرّسوليّ سفير الفاتيكان المونسنيور نيقولا لوفونان، ولفيف من الإكليروس من مختلف الكنائس، سيم الأب بشارة جودة الفرنسيسكانيّ أسقفًا على أبرشيّة أبو قرقاص للأقباط الكاثوليك باسم الأنبا بشارة، وذلك خلال قدّاس احتفاليّ ترأّسه في كاتدرائيّة أمّ النّعم الإلهيّة- أبو قرقاص.

خلال السّيامة، ألقى الأنبا إسحق كلمة، بحضور شيوخ من الأزهر الشّريف وأئمّة وشخصيّات رسميّة، وفعاليّات اجتماعيّة وشعبيّة، قال فيها نقلًا عن "المتحدّث الرّسميّ للكنيسة الكاثوليكيّة بمصر":

"نشكر الله الّذي مكّننا من أن نجتمع اليوم باسمه ونرفع قلوبنا إلى فوق ونفرح بهباته وعطاياه

وأوّلها أن نختبر أن نكون قلبًا واحدًا ونفسًا واحده معه وفيما بيننا. ونفرح أن نكون معًا للاحتفال بالإفخارستيّا من خلال الإصغاء لكلمة الله والمشاركة في جسده ودمه.

الهبة الثّانية، هي السّيامة الأسقفيّة للأب بشارة جودة الّذي يدعوه الرّبّ اليوم بعد ما يقرب من 20 سنة خدمة كهنوتيّة أن يواصل رسالة الرّسل، أيّ أن يعلّم ويقدّس ويدبّر من خلال خدمة الأسرار، وأن يقود كنيستة للوصول بها إلى ملكوت الله.

الهبة الثّالثة، هي تأسيس أبرشيّة جديدة، أبرشيّة أبو قرقاص في الكنيسة البطريركيّة للأقباط الكاثوليك، وبذلك يصير عدد الأبرشيّات 8.  

هذه الهبات تعطينا الفرح والحماسة لمواصلة رسالتنا بقوّة أكبر.

في مسيرة نموّ كنيستنا في مصر وفي فترة لا تزيد على 4 سنوات، نشكر الله على ثمرة عمل روحه القدّوس في السّينودس وفي الكنيسة وبفضل صلاة ومساهمة أبناء الكنيسة ومحبّتهم. فقد تمّت سيامة عدد 6 أساقفة، 4 من بينهم في غضون الـ6 أشهر الأخيرة.

لذا وجب علينا اليوم أن نتذكّر بكلّ الحبّ والعرفان كلّ من سبقونا من آباء الكنيسة من بطاركة ومطارنة وكهنة ومكرّسين وعلمانيّين، الّذين جاهدوا وخدموا بأمانة وإخلاص، في هذه الأبرشيّة المنيا وسائر الأبرشيّات في الكنيسة.

1- أبرشيّة جديدة أبرشيّة أبوقرقاص

لماذا التّقسيم وإنشاء أبرشيّات جديدة؟

يريد الله لنا النّضوج وأن يعيش بعمق قوّة قيامتة على مستوى الجماعة والأشخاص. لذلك فإنّ حياة الكنيسة في تطوّر ونموّ مستمرّين في أساليب الخدمة الّتي عليها أن تواكب التّحدّيات الحديثة والقوانين الّتي قد تحتاج إلى إعادة نظر لتناسب وتتوافق مع متطلّبات الأزمنة.

وعلى جانب آخر ونظرًا لازدياد عدد المؤمنين، تزداد الحاجة إلى تركيز أكبر في الخدمة الرّعويّة، وعمق أكبر في العلاقات بالعائلات والأشخاص. وهذا هو الهدف الأوّل والأساس لأيّ أنظمة وقوانين في الكنيسة وهو الوصول إلى خدمة خلاص النّفوس.

لذا فمن الطّبيعيّ وبعد دراسة الأمور جيّدًا الوصول إلى تقسيم المناطق الكبيرة في المساحة والعدد لمزيد من خدمة رعويّة أفضل وأكثر عمقًا وروحانيّة.

إنّ وصول السّينودس البطريركيّ إلى فكرة تقسيم وإنشاء أبرشيّات جديدة وقبول صاحب النّيافة الأنبا بطرس لتقسيم الأبرشيّة خلال خدمته، لهو بالفعل علامة قويّة وحقيقيّة على محبّتهم الصّادقة للكنيسة وسعيهم الدّؤوب لنموّها حتّى تصير حقًّا شاهدة للحياة والقيامة.

وهنا أنتهز الفرصة لأعبّر لنيافة الأنبا بطرس عن تقديرنا لما بذله من جهد نتج عنه نموّ في الرّعايا والكنائس واثقين من استمراره في العطاء والعمل المشترك مع أخيه الأنبا بشارة ونؤكّد له صلاتنا ومحبّتنا.

الكنيسة علامة الشّركة

إنّ مثال الجماعة الأوّل في سفر أعمال الرّسل، يساعدنا أن نكتشف الطّريق نحو الشّركة. كانوا يعيشون قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة وكلّ شيء بينهم مشتركًا.

كان غذاؤهم تعليم الرّسل ( أي إعلان كلمة الله)، والشّركة الأخويّة (أيّ خدمة المحبّة للصّغار)، وكسر الخبز أيّ الإفخارستيّا، والصّلاة الشّخصيّة. على هذه الأعمدة الأربعة تقوم حياة الكنيسة.

الأسقف خادم الشّركة

أيّها الأخ الحبيب الأنبا بشارة، دعاك الرّبّ للتّكرّس في الرّهبنة الفرنسيسكانيّة على مثال فرنسيس الأسيزيّ الّذي صار على طريق المسيح، واليوم يدعوك من خلال الكنيسة لتكون أسقفًا أبرشيًّا في أبرشيّة جديدة هي أبرشيّة أبو قرقاص.

فبإسم الكنيسة أعبّر لك عن فرحة آباء السّينودس بانضمامك عضوًا لهم وأقول لك مبروك، ونحن على دراية بالتّحدّيات الّتي تواجه كلّ أسقف جديد، ولكنّنا نساعدك ونشجّعك ونصلّي من أجلك ليقود روح الله خطاك وينجح مسعاك لخير كلّ من يضعه الرّبّ على طريقك فلا تخف لأنّ مثل هذه المهام والرّسالات لا تتوقّف على إمكانيّاتنا البشريّة المحدودة الضّعيفة. ولكن نذكر كلمات بولس الرّسول نحمل هذا الكنز في آنية خزفيّة لتكون عظم القوّة لله لا منّا.

أذكّرك ونتذكّر معك أنّ الأسقف لا يكون وحدة بل متّحدًا وباستمرار مع إخوتة في الأسقفيّة في رباط وثيق من التّعاون. ووحدة الأساقفة هي تعبير ورمز لوحدة شعب المسيح وهي أحد من العناصر الأساسيّة الّتي نشأت منها وحدة الكنيسة. والأسقف لكي يكون خادم الشّركة، عليه أن يشتغل ويعمل على تجديده ونموّه الشّخصيّ بيقظة القلب الّتي تتعمّق بحياة الصّلاة والتّواضع والإصغاء والتّضحية والحرّيّة الدّاخليّة. ويقوم تجديد الكنيسة بالرّعاية الأبويّة من الأسقف تجاه شعبة وشُركائه في الخدمة كهنة الأبرشيّة.

كلمة أخيرة إلى كهنة وشعب الأبرشيّة الجديدة

تهنئة خالصة من القلب لكم بتأسيس الأبرشيّة الجديدة الّتي تحتاج إلى إخلاصكم ومحبّتكم وتفانيكم ومساندتكم للأب المطران الأنبا بشارة.

فإلى الأمام والرّبّ يبارك أبرشيّتكم ولا تنسوا كلمة المسيح (يعرفون أنّكم تلاميذي إذا أحببتم بعضكم بعضًا).  

أخيرًا لا يفوتني أن أشكر وأبارك كلّ من كان له تعب ومحبّة في الإعداد لهذه المناسبة المفرحة من شمال المنيا إلى جنوبها. الرّبّ قادر أن يعوّضهم خيرًا ونعمة وبركة. مبروك للجميع ويعظم انتصارنا بالّذي أحبّنا آمين!".