أبناء القليعات يحجون الى جذورهم
في بداية اللقاء، ألقى الأب مبارك كلمة ترحيبية مستعيناً بشهادات لمعمّري الضيعة السيد جريس شاكر القاعي والسيد جورج زعيتر ابي راشد الّذين أخبرا أن الضيعة القديمة كانت مؤلّفة من عائلات أبي راشد، القاعي، مدوّر ومبارك، شركاء المشايخ والأديرة إذ كان 10% فقط من أراضي الوادي مملوكة والباقي أملاكًا وقفية".
الزيارة الأولى التي قام بها خادم الرعية لوادي الصليب كانت سنة 2001 مع اثنين من أبنائها. وسنة 2005، توجّه مع 37 شخصاً من الرعية في المسيرة نفسها الّتي مذّاك أصبحت سنويّة. وقد تقدّم الخوري مبارك يوم السّبت 185 شخصاً في الرّحلة الثّالثة عشرة.
انطلق هذا المشروع السنوي الذي أصبح تقليداً، إيماناً من المنظّمين بأن الطبيعة هي المكان الأساس والأول والأخير للعودة الى الرّب والى الذات، وللعودة الى السلام الداخلي، وبأن جميع البشر يتساوون بالتراب.
هذا وأوضح خادم الرّعيّة أنّ المشروع يهدف أيضًا إلى "المحافظة على كيان أبناء الضيعة الواحدة وعلى الهوية وعلى إرث الأجداد في هذا الوادي، مشدّدًا على التمسك بتاريخ الأجداد لبناء عائلة متماسكة محبة ومتعاونة، مثلّث ثالوثي متّحد، فتكون بالتالي القليعات كما اسمها، قلعة صمود، عروسة المصايف ومنجم الدعوات الكهنوتية؛ إذ باتحاد أبنائها تستطيع اجتراح العجائب."
بهذه الكلمة وعلى نية البلدية الجديدة وأبناء الرعية الأحياء منهم والأموات، احتفل الخوري مبارك بالذبيحة الإلهية على أنقاض كنيسة مار بطرس وبولس بجو بديع على ألحان الطبيعة.
ومن ثم ألقى عظة بمناسبة عيد شفيعي الضيعة، قال فيها:
"الشهادة هي أن الانسان يشهد لما رأى، لما اختار ولما عاش، هكذا كان القديسان بطرس وبولس ولذلك استشهدا، هما اللذان اختبرا وعاشا يسوع المسيح. هكذا هي المسيرة المسيحية، مسيرة شهادة. والذي يحصل اليوم في منطقتنا في الشرق ليس بجديد على المسيحيين، فتاريخنا مليء بالشهداء وهذا الوادي يحكي الكثير عنهم... فالمسيحي الحقيقي، عندما يأخذ جرعة الإيمان، كما علّمنا آباؤنا القديسون عبر تاريخ كنيستنا، سيصل يوماً ما الى بحر الحب، بحر الرحمة الإلهية حجراً ناعماً مصقولاً يمجد الله ويكون في قلب المحيط الذي يحويه."
وأضاف: "في هذا العيد المبارك نريد أن نمجد الله ونسبحه ونشكره على نعمة الحياة، نحن حرّاس نعمة الحياة، لتكون حياتنا ممتلئة فرحاً على الرغم من كل الآلام والصعوبات قائلين مع القديس بولس: "أنا قوي بالذي يقويني"."
وختم الخوري مبارك كلمته معلناً نذره تجاه رعيته أمام الرب وأقسم باسمه وباسم رئيس البلدية والمخاتير قائلاً: "باسم الله العظيم، وباسم مار سمعان العمودي ومار بطرس وبولس وباسم القليعات ودم شهدائها وضحاياها، سنحاول بما أوتينا من قوّة أن نكون لخدمة الضيعة لمجد الله وخير نفوسها".