لبنان
30 تشرين الأول 2018, 14:48

أبرشيّة بيروت المارونيّة تصلّي من أجل الشّبيبة

للسّنة الرّابعة، التقى أكثر من ألف شابّ وشابّة من أبرشيّة بيروت المارونيّة في مدرسة الحكمة هاي سكول- عين سعادة، مع رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر- تزامنًا مع انعقاد سينودس الأساقفة من أجل الشّبيبة ودعوة البابا فرنسيس إلى التّركيز على نصّ "تلميذي عمّاوس"- في قدّاس إلهيّ عاونه فيه رئيس المدرسة الخوري غبريال تابت ورئيس لجنة الشّبيبة في الأبرشيّة الخوري روجيه سركيس ومرشد الشّبيبة الخوري شربل موسى، بمشاركة راعي أبرشيّة جبيل المطران ميشال عون ولفيف من كهنة الأبرشيّة ورهبان وراهبات.

 

رفع المشاركون الصّلاة على نيّة الشّبيبة في أبرشيّتي بيروت وجبيل وعلى نيّة الشّبية في كلّ أبرشيّات لبنان والعالم. وفي كلمته الرّوحيّة قال المطران مطر بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "إنّها فرحة كبيرة أن نلتقي في هذا اللّقاء لنصلّي معًا على نيّة الشّبيبة. والمشاركون معنا اليوم في هذا اللّقاء يمثلّون أكثر من مئة ألف شابّة وشابّ من أبناء الأبرشيّة. نصلّي معًا ونرفع صلاتنا من أجل توفيقكم في مسيرتكم الّتي هي مسيرة مع الرّبّ، الّذي يتدخّل في حياتنا ليردّ الرّجاء والإيمان. ونحن اليوم نحتفل بالذّبيحة الإلهيّة بالاتّحاد مع قداسة البابا فرنسيس الّذي يحتفل في الوقت نفسه بالذّبيحة الإلهيّة في ختام سينودس على مدى 23 يومًا، من أجل شباب العالم، بمشاركة كرادلة وبطاركة وأساقفة، بمن فيهم البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي. أراد قداسته هذا السّينودس من أجل شباب العالم لكي لا يعيشوا من دون رجاء ومن دون قضيّة ومن دون فرح وإيمان، بل يريد البابا من شبيبة اليوم أن يكونوا مؤمنين بيسوع المسيح أمام الجميع، ليشهدوا على جمال الحياة وأنّ المستقبل مفتوح مع الله وأنّنا قادرون على بناء وطن وأوطان تعكس ملكوت الرّبّ. على هذه النّيّات نصلّي.
إنّ أكبر عمليّة تغيير جرت في الطّريق بين أورشليم وعمّاوس في لحظات اليأس والحزن كانت عندما رافق يسوع القائم من الموت تلميذي عمّاوس. الخير الّذي أنزله الرّبّ على الأرض والمحبّة الّتي زرعها في الأرض، كانا بوجه الشّرّ الموجود في الأرض. والرّبّ يقول لنا: سيكون لكم في العالم ضيق ولكن أنا غلبت العالم، لا تخافوا فأنا معكم. المسيح مرّ في الآلام وافتدى البشريّة وسيقوم من الموت إلى حياة جديدة.
إنّ إنجيل تلميذي عمّاوس موجّه لكلّ منّا، خصوصًا إذا كان اليأس يتملّكنا. الرّبّ يدخل إلى حياة كلّ منّا لفتح الدّروب أمامنا. وإذا اكتشفنا يسوع في حياتنا فلن نتخلّى عنه لأنّه كنزنا وقوتنا ونعرف أنّه سيكون رفيقًا لنا في حياتنا. والرّبّ لم يترك الإنسان وحده ولم يترك الإنسانيّة وحدها، فأرسل إلى الأرض ابنه. وإذا كان الرّبّ معنا فمن علينا؟ آمنوا أنّكم لستم وحدكم. ديانتا المسيحيّة تقول إنّ الإنسان ليس متروكًا، لأنّ الله معه ويسوع معه وروح الرّبّ والقدّيسين والمحبّين معه.

نشكر ربّنا على هذا اللّقاء، الّذي نفكّر فيه بتغيير ما، في حياة كلّ واحد منّا، وبفضل يسوع المسيح القائم من الموت، ونقول له يا ربّ أسلّمك حياتي وأتوكّل عليك، أنا معك وأنا لك وأحمل قضيّتك. نحن نحمل قضيّة يسوع المسيح. قضيّة يسوع هي مصالحة النّاس بصليبه. أن يجمع الأعداء لصيروا أصدقاء وتعليم الغفران والحبّ والتّسامح والاحترام والعدل والحقوق للجميع. قضيّة يسوع هي الفقير والمتروك والمهمل والمشرّد. نحن مجنّدون لنعمل كلّ منّا في سبيل ملكوت الرّبّ.
أهنّئكم على هذا اللّقاء الجميل، فهو لقاء الإيمان والمحبّة والرّجاء، وأطلب منكم التّمسّك بيسوع المسيح وتعاليمه، فهو خلاصنا وقوتنا في هذه الدّنيا وفي الحياة الأبديّة، لنعمل وطننا وكنيستنا وعالمنا وشرقنا أفضل". 
وفي الختام وجّه دعوة إلى الحاضرين للمشاركة يوم السّبت المقبل في افتتاح السّنة الطّقسيّة الجديدة في كاتدرائيّة مار جرجس في بيروت، عند السّاعة السّادسة مساءً.