سوريا
22 شباط 2021, 14:30

أبرشيّة حمص وحماة وطرطوس للسّريان الأرثوذكس تفرح براعيها الجديد!

تيلي لوميار/ نورسات
فرحت كاتدرائيّة سيّدة العذراء أمّ الزّنّار- حمص السّبت، بتجليس المطران بتجليس المطران تيموثاوس متّى الخوري على أبرشيّة حمص وحماة وطرطوس وتوابعها للسّريان الأرثوذكس، في قدّاس إلهيّ احتفل به البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثّاني، وعاونه فيه لفيف من مطارنة الكنيسة وسائر الكنائس، بحضور ممثّلين عن رؤساء الكنائس الشّقيقة.

وبعد رتبة التّجليس، ‎ألقى المطران الخوري كلمةً قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة:

"صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا" (1 كو 9: 22).

‎قداسةَ الحَبْرِ الأعظمِ سيّدَنا مار إغناطيوس أفرام الثّاني الكلّيّ الطّوبى،

‎أصحابَ النّيافةِ والسّيادةِ المطارنة الأجلّاء،

‎الآباءُ الكهنة والإخوةُ الرّهبان والشّمامسة،

‎أيّها المؤمنونَ الكِرام،

‎(صِرتُ للكلّ كلَّ شيء)، قبلَ حوالي التّسعةِ أعوامٍ وبهذه الكلماتِ الّتي كتبَها الرّسولُ بولسُ إلى أهلِ كورنثوس، انطلقتُ في خِدمتي الأسقفيّةِ، يومَ وقفْتُ أمامَ المثلّثِ الرّحماتِ البطريرك مار إغناطيوس زكّا الأوّل بعدَ أن وضعَ يمينَه على هامَتي ورسَمَني بالنّعمةِ لا بالاستحقاقِ مطرانًا. وكأنّي بالتّاريخِ اليومَ يُعيدُ نفسَه، فأمتثِلُ مرّةً ثانية بين أيدي قداستِكم وأنتم تجلسوني مطرانًا على أبرشيّةِ حمصَ وحماه وطرطوس، فأُعلنُ خُضوعيَ التّامَّ لمشيئةِ الرّبِّ الّذي كرّستُ ذاتي منذُ نُعومةِ أظفاري لخدمةِ مَذبحِه المقدّسِ، وقد دعاني من هذه المدينةِ المباركةِ حمصَ منذُ عِشرينَ عامًا لأعدَّ نفسي جيّدًا لخدمةِ الكنيسةِ وأبنائِها. فبعدَ خدمةٍ طويلةٍ في مقرِّ البطريركيّةِ الجليلةِ أعودُ اليومَ إلى حمصَ لأتابعَ مسيرةَ معلّمي ومرشدي المثلّثِ الرّحماتِ المطرانِ مار سلوانس بطرس النّعمة في خدمةِ أبناءِ هذه الأبرشيّةِ الأعزّاءِ، وقد اختاروني، كهنةً ومجالسَ ملية، ووضَعوا ثقتَهم في ضَعفي، وعلى كاهِلي عَلّقوا آمالَهم، وإليّ تتوجَّهُ أنظارُهم، وما أصعبَها من مسؤوليةٍّ، أسألُ الرّبَّ الإلهَ أن يُعينَني في حَملِها.

‎وفي هذا اليومِ الّذي فيه أستَهلُّ خدمَتي الجديدةَ كخادمٍ لهذه الأبرشيّةِ يَطيبُ ليَ أن أُجدّدَ عهدي مع رئيسِ الكهنةِ الأعظمِ، وأمامَ قداستِكم، بأن أكونَ كُلّاً للكلِّ، لأخلصَ على كلِّ حالٍ قومًا، بأن أبحثَ عن الكلِّ، وأحبَّ الكلَّ، لأنَّها هذه هي خدمتُنا أن نَجذِبَ الجميعَ للمسيحِ، فأناشدُكم جميعًا بأن تُرافقوني بصلواتِكم حتّى أعملَ كلَّ ما يُرضي الرّبَّ الإلهَ. أطلُبُ صلاتَكم لضَعفي مُستخدِمًا نفسَ كلماتِ أوغسطينوس الّذي خاطَبَ أبناءَ أبرشيّتِهِ يومًا قائلاً: "أنا أسقفٌ من أجلِكم، ومؤمنٌ معكم، ومؤتَمنٌ عليكم، أشعرُ بالرّهبةِ أمامَ مسؤوليَّتي الأسقفيّةِ تُجاهَكم، ولكنّي أفرحُ لكَوني مؤمنًا بينَكم، ساعدوني بصلواتِكم وتعاونِكم حتّى أجِدَ فرحي في خدمتِكم".

‎سيّدي صاحبَ القداسةِ، منذُ أيّامٍ ودّعتُموني في مقرِّ البطريركيّةِ بدمشقَ، وأتَيتُم اليومَ لتُبارِكوني وأبناءَكم الرّوحيّينَ في حمصَ وحماه وطرطوس. لم يكنْ من السّهلِ عليّ أن أترُكَ برَكةَ خدمتِكم، لأنّني لم أكتَفِ بعدُ من تعاليمِكم وخِبرتِكم الرّوحيّةِ والإداريّةِ، مع اعترافي بأنّني نِلتُ قِسطًا جيّدًا منها، كيفَ لا؟، وقد كنتُ مُرافِقًا لكم في زياراتِكم، حاضِرًا في مُجملِ لقاءاتِكم، مُدقِّقًا في عُمقِ كلامِكم، مُهتمًّا في متابعةِ أعمالِكم، مُوثِّقًا تفاصيلَ منجزاتِكم، وما أكثرَها من مُنجَزاتٍ، وكم كنتُ أفرحُ عندما أسمعُكم دائمًا تقولون: يستحِقُّ أن يكونَ للسّريانِ كلُّ هذه المشاريعِ، فما أسعدَني أن أحظى بهذه البركةِ الّتي سترافقُني في خدمَتي دَومًا، فكلُّ كلماتِ الشّكرِ والامتنانِ تعجزُ عن أن تَفيَكم حقَّكم، أمامَ ما تقدّمونَه للكنيسةِ وأبنائِها، فأعمالُكم وإنجازاتُكم تشهدُ لكم، ويخبرُ بها القاصي والدّاني، والغريبُ قبلَ القريبِ، لذلك يليقُ بنا أن نشكرَ اللهَ عليكم، وأن نصلّيَ إليه من أجلِكم، ليزيدَكم من نعمِه، وليمدَّكم بالقوّةِ والحكمةِ، لتتابعوا إدارةَ الكنيسةِ في هذا الزّمنِ الصّعب.

‎سيّدَنا، أشكرُكم جزيلَ الشّكرِ على كلِّ ما قدّمتُموه لي شخصيًّا من دعمٍ ومحبّةٍ وثقةٍ مُطلَقةٍ أعتزُّ بها، أتمنّى أن تباركوني وأن تصلّوا من أجلي، وأتعهّدُ بأن أبقى خاضِعًا من بعدِ المسيحِ لكم، مُطيعًا أوامرَكم، ولن أتردّدَ في تأديةِ أيّةِ مُهِمٍّة توكِلوني بها.

‎أعبّرُ عن تقديري ومحبّتي لإخوَتي في الأسقفيّةِ الّذين هم قُدوتي بل آبائي في خِبرةِ الإيمانِ والرّعايةِ. لقد عملتُ معكم كلِّكم، وتعلمتُ منكم الكثيرَ وسأبقى أتعلمُ وأستنيرُ، أشكرُ محبَّتَكم وقد تجَشّمتُمْ عناءَ السّفرِ واجراءاتِه المعقّدةِ جرّاءَ وباءِ كورونا، فقَدِمْتُم من مختلفِ دولِ العالمِ لتكونوا إلى جانبي في هذا اليومِ المميّز:

‎نيافةَ المطرانِ مار يوستينوس بولس سفر النّائبِ البطريركيّ في زحلة والبقاع، نيافةَ مار تيموثاوس موسى الشّماني مطرانِ أبرشيّة دير مار متّى، نيافةَ المطرانِ مار فيلكسينوس متياس نايش النّائبِ البطريركيّ في ألمانيا، نيافةَ المطرانِ مار ديونيسيوس جان قواق النّائبِ البطريركيّ في أبرشيّة شرقيّ الولايات المتّحدة الأميركيّة، نيافةَ مار نيقوديموس داود شرف مطرانِ أبرشيّةِ الموصل وكركوك وكردستان العراق، نيافةَ مار موريس عمسيح مطرانِ أبرشيّةِ الجزيرة والفرات، نيافةَ المطرانِ مار جرجس كوريّة النّائبِ البطريركيّ في بلجيكا وفرنسا ولوكسنبورغ، نيافةَ المطرانِ مار أنتيموس جاك يعقوب النّائبِ البطريركيّ لشؤونِ الشّبابِ والتّنشئةِ المسيحيّة، نيافةَ المطرانِ مار بطرس قسّيس المعاونِ البطريركيّ ومديرِ عامّ هيئة مار أفرام السّريانيّ البطريركيّة للتّنمية والمعتمدِ البطريركيّ في حلب، نيافةَ المطرانِ يعقوب باباوي النّائبِ البطريركيّ لشؤونِ الرّهبانِ وإدارةِ الكلّيّة الإكليريكيّة، سيادةَ الأسقفِ مار إياونيس بولس السّوقيّ.

‎ومعكم أذكرُ أيضًا بقيةَ أصحابِ النّيافةِ الأحبارِ الأجلّاءِ أعضاءِ المجمعِ الأنطاكيّ السّريانيّ المقدّس، وقد عبّروا عن محبّتِهم وتهنئتِهم، فشكرًا لكم جميعًا وصلاتي لأجلِكم ولأبرشيّاتِكم العامرة.

‎أشكرُ إخوَتي ممثّلي أصحابِ الغبطةِ،

‎صاحبَ القداسةِ كاراكين الثّاني كاثوليكوس أرمينيا وسائرِ عموم الأرمن، ممثّلاً بسيادةِ المطرانِ أرماش نالبنديان مطرانِ دمشقَ للأرمن الأرثوذكس.

‎صاحبَ القداسةِ يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائرِ المشرقِ للرّوم الأرثوذكس، ممثّلاً بسيادةِ الأسقفِ أفرام معلولي الوكيل البطريركيّ.

‎صاحبَ الغبطةِ يوسف العبسيّ، بطريرك أنطاكية وسائرِ المشرقِ والإسكندريّةِ وأورشليمَ للرّوم الملكيّين الكاثوليك، ممثّلاً بسيادةِ المطرانِ نيقولا أنتيبا النّائبِ البطريركيّ العامّ.

‎صاحبَ الغبطةِ مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ، ممثلّاً بالأبِ حبيب مراد القيّمِ البطريركيّ العامّ وأمينِ سرِّ البطريركيّة.

‎أشكرُ حضورَ رئيسِ السّينودس الإنجيليِّ الوطنيِّ في سورية ولبنانَ سيادةِ القسِّ بطرس زاعور. وكذلك السّادةَ المطارنةَ رؤساءَ الكنائسِ المسيحيّةِ الحاضرين معنا: سيادةَ المطرانِ جاورجيوس أبو زخم مطرانِ حمص وتوابعِها للرّومِ الأرثوذكس، سيادةَ المطرانِ نيقولا بعلبكي مطران حماه وتوابعِها للرّومِ الأرثوذكس، سيادةَ الأسقفِ ديمتري شربك أسقفِ بانياس للرّومِ الأرثوذكس، سيادةَ المطرانِ عبدو عربش متروبوليت حمص وحماه والنّبك وتوابعِها للرّوم الملكيّين الكاثوليك ورئيسِ كاريتاس سورية. سيادةَ الأبِ جورج الخوري، المدبّرِ البطريركيّ لأبرشيةِ حمص وحماه والنّبك للسّريان الكاثوليك. وجميعَ الآباءِ الكهنةِ والرّهبانِ والشّمامسةِ من كلِّ الكنائسِ الأرثوذكسيّةِ والكاثوليكيّةِ والإنجيليّةِ أشكرُ لكم مشاركتَكم، معًا نواصلُ الشّهادةَ للسّيّدِ المسيحِ ولإنجيلِه، مُتّحدينَ مع بعضِنا البعضِ برِباطِ المحبّةِ والسّلام. وأتوقُ إلى متابعةِ ما أسمّيه رسالتي المسكونيّة وشهادتي معكم أنّنا للمسيحِ كنيسةٌ واحدةٌ جامعةٌ، مُتّحدين في جسدِه السّرّيِّ لنكونَ واحدًا كما يريدُنا هو.

‎يشرّفُني حضورُ الآباءِ الكهنةِ الغالينَ جدًّا على قلبي، وكذلك إخوةٍ وأصدقاءٍ وأهلٍ قَدِموا من مناطقَ مختلفةٍ من سوريا وأميركا وأوروبا وأستراليا، جاؤوا خصّيصًا ليكونوا معي في هذا اليومِ المميّزِ، أشكرُكم جزيلَ الشّكرِ وأُثمِّنُ محبّتَكم وأصلّي من أجلِكم وأتمنّى لكم كلَّ الخيرِ والتّوفيق.  

‎سيّدي صاحبَ القداسةِ، اسمحوا لي أن أذكرَ سيّدي ومعلّمي ومرشدي ملاكَ حمصَ المثلّثَ الرّحمةِ المطرانَ مار سلوانس بطرس النّعمة، أذكرُ أتعابَه وأفضالَه عليَّ، وأعمالَه الكثيرةَ في هذه الأبرشيّةِ، وكأنّه اليومَ يُحمّلُني مسؤوليّةَ متابعةِ المُهمّةِ، وما أصعبَها من مهمّةٍ، ولكن ثقتي كبيرةٌ بأنَّ مَن كانَ معي سابقًا يُشجّعُني ويعضُدُني، سيكون معي دائمًا، وأمامَ عرشِ النّعمةِ يُصلّي من أجلي.

‎أشكرُ حكيمَ أبرشيّتِنا، صاحبَ القلبِ الكبيرِ، الأبَ الخوري أنطون جرادة النّائبَ الأسقفيّ للأبرشيّة، وكلُّ كلماتِ الشّكرِ قد لا تُعطيه حقَّه، ليس فقط على إدارتِه للأبرشيّةِ خلالَ الفترةِ الماضيةِ بل على خدمتِه الطّويلةِ للكنيسةِ والّتي زادَتْ عن الخمسينَ عامًّا، والّتي نصَّبَتْهُ نموذجًا يُحتذى به لكلِّ الكهنةِ، أصلّي من أجلِكَ أبونا أنطون، ولا تفكّرْ أبدًا بأنكَ سترتاح، فأمامَنا الكثيرُ من الأعمال.

‎وأنتم يا أحبّائي الكهنة، وأنا كاهنٌ مثلُكم، ومطرانٌ لأجلكم، وكلُّنا لأجلِ الرّعيّة. هَلُمّوا نخدُمُ بأمانةٍ حتّى الموتِ، وننشرُ إنجيلَ الرّبِّ بفرحٍ، ونكسِرُ قربانَه خبزًا للبشريّةِ التّائقةِ إلى الحياةِ والخلاص. ودارُ المطرانيّةِ، هي بيتُكم، فيها نكوّنُ عائلةً كهنوتيّةً، نفكّرُ، نُخطّطُ، نضعُ الأولويّاتِ، ونُصلّي سويّةً لئلّا نُجَرَّبَ في تسلّطٍ وانقسامٍ فيتشوَّه جمالُ خدمتِنا، فيَسرُّني أن أمدَّ يدي إليكم، وأدعوكم لنكونَ معًا كُلّاً للكلِّ من أجل أن نربحَ الكلَّ، لأنَّ هذه هي رسالةُ الرّاعي الصّالحِ ألّا يضيعَ ولا يُفقدَ ولا يَهلكَ أحدٌ من خرافِه.

‎وإلى كلِّ الشّمامسةِ والشّمّاساتِ، والخدّامِ في التّعليمِ المسيحيّ، وأعضاءِ لِجانِ الأوقافِ والفِرَقِ الكشفيّةِ والجمعيّاتِ على مختلفِ أهدافِها أقولُ: لقد كرَّستُم أنفسَكم للمسيحِ، لتخدُموا الكلمةَ، ولتعكِسوا جمالَ ملكوتِ اللهِ على الأرض، أنتم لستُم مؤسّساتٍ، ولستُم فعاليّاتٍ، أنتم قلبُ الكنيسةِ، ومعكم يتكاملُ مشروعُ الرّسالةِ، لا بل أنتم السّببُ في نجاحِها، فيَدي الثّانيةُ مبسوطةٌ إليكم لنعملَ معًا كما يليقُ بأبناءِ المسيحِ وبالسّريانِ حافظي الإيمانِ ووَرَثةِ الحضارة.

‎قلبي المُفعمُ بالامتنانِ، يعجزُ عن النّطقِ بالمشاعرِ الّتي تختلِجُني في هذه الأثناء. فإنّي أفتقدُ وجودَ والدي المرحومِ فاضل (أبو جميل) إلى جانبي في هذا اليومِ وهو الّذي كنتُ ألتَجِئُ إليه عندما أريدُ الإصغاءَ إلى كلامِ حكمةٍ وأُسرِعُ إليه لمعرفةِ حلولٍ للمشكلاتِ العُضالِ الّتي كانتْ تعترِضُني، لأنّي أثقُ في إرشادِه الحكيمِ ونُصحِهِ السَّديد. ولكن عَزائي يكمُنُ في أنّني أخذتُ عنه عشقَهُ لهذه الأبرشيّةِ المباركةِ وافتخارَه بتاريخِها العَريق.

‎أمّي الحبيبة، علّمتِني الكثيرَ ولكنّكِ لم تدرّبيني لأتمكّنَ من التّعبيرِ عن مدى محبَّتي وشُكريَ لكِ، أنتِ الحضنُ الدّافئُ الّذي فيه تربَّيتُ لأكونَ ما أنا عليه اليومَ، وأتعهّدُ أن أصلّيَ لكِ ولإخوتي ما حَييْتُ فبذلك يُسَرُّ قلبي وترتاحُ نفسي وتتجدَّدُ قُوّتي.

‎أبناءَ أبرشيّتي الأحبّاء، أنا بينَكم أبًا وأخًا ورفيقًا، نسيرُ معًا، ونفرحُ معًا، ونتضامنُ في الصّلاةِ معًا، ونواجِهُ التّحدّياتِ معًا، فبالاتّحادِ معًا فقط نستطيعُ أن نحقّقَ رسالةَ المسيحِ فينا، بأن نكونَ نورًا للعالمِ ومِلحًا للأرض. فيا أبناءَ صددَ (صدد أمُّ السّريانِ ومدينةُ الشّهداء) ويا أبناءَ الحفر والقريتين وزيدل وفيروزة والفحيلة ومسكنة وحماه وقرى الوادي وطرطوس (وعندما أقولُ أبناءَ الأبرشيّةِ أقصِدُ إخوتَنا في بلادِ الانتشارِ أيضًا) أثمِّنُ فيكم النّخوةَ العاليةَ، والغَيرةَ الوَقّادةَ، والسّخاءَ المعهودَ، وعشقَ الأرضِ حتّى الدَّمِ، والإيمانَ العميقَ الّذي لا يُعادلُه أيُّ شيءٍ في عالمِنا الزّائل.

‎وأنت يا حمصُ، يا دارَ السّلامِ، يا مدينةَ القدّيسينَ والعلماءِ والأدباءِ، أنتِ نموذجٌ للاعتدالِ والتّلاقي على الخيرِ، لحوارِ الحياةِ ونشرِ السّلامِ في القلوبِ والعقولِ، فمنك أيتُّها المدينةُ الموجوعةُ والصّامدةُ على جرحِها وألمِها، أُحَيي بلدَنا الغالي سورية وكلَّ أبنائِه الأعزّاءِ، دعونا نُصلّي دائمًا لأجلِ سوريّتِنا، الوطنِ الأزليِّ والأبديِّ للسّريان، سورية الّتي تستحقُّ منّا الكثيرَ خاصّةً في هذا الوقتِ العَصيبِ الّذي نعاني منه كثيرًا جرّاءَ العقوباتِ الاقتصاديّةِ وما خلّفتْهُ الحربُ على سورية من أحزمةِ بؤسٍ موجعةٍ، وهجرةِ أعدادٍ كبيرةٍ وخاصّةً الشّباب، تعالوا نجدّدُ معًا إيمانَنا باللهِ وبطاقةِ السّوريّين للقيامِ من رمادِ الموتِ، فنحن شعبٌ يستحقُّ الحياةَ. ومن هذا المكانِ المقدّسِ أحيّي رئيسَ البلادِ الدّكتور بشّار الأسد وبواسلَ جيشِنا المِقدامِ وكلَّ من يدافعُ عن سورية وقضايا أبنائِها."

‎في الختامِ، أرفعُ الصلاةَ لأمِّنا مريمَ العذراءِ، الّتي أؤتَمَنُ في هذه اللّحظاتِ الرّهيبةِ على زِنّارِها الشّريفِ، كي ترافقَني بشفاعتِها في خدمتي، وعلى كلامِها أقولُ: ها أنا ذا عبدٌ للرّبّ، فليكُنْ لي حسبَ أمرِه، آمين."

هذا وترأّس البطريرك أفرام، صباح الأحد، القدّاس الإلهيّ الأوّل للمطران مار تيموثاوس متّى الخوري بعد تجليسه، وذلك في كاتدرائيّة السّيّدة العذراء أمّ الزّنّار في حمص.