العالم
21 حزيران 2024, 06:00

"آمل أن تَنبُت بذور السلام وتأتي بالثمار المرجوّة": الكردينال بارولين

تيلي لوميار/ نورسات
شارك أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال بييترو بارولين في لقاء عُقد في مقرّ مجلس الشيوخ الإيطاليّ تحت عنوان "محادثات من أجل السلام"، كما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

ألقى الكردينال بارولين كلمةً في اللقاء الذي ضمّه إلى أعضاء مجلس الشيوخ الإيطاليّ، وكان قبلها أشار إلى مشاركته في مؤتمر عقد سابقًا في سويسرا لأجل السلام في أوكرنيا فنقل عن المؤتمرين تأكيدهم "أنّهم ليسوا في حالة حرب مع روسيا، لكنّهم موجودون من أجل البحث عن سبيل للسلام بين روسيا وأوكرانيا". ولفت إلى أنّ نتائج المؤتمر كانت مفيدة لكنّها محدودة نظرًا إلى عدم مشاركة روسيا فيها، موضحًا أنّ "السلام يمكن أن نصنعه معًا".  

تابع الكردينال بييترو بارولين مداخلته في مجلس الشيوخ موجّهًا نداءً إلى المسيحيّين وحاثًّا إيّاهم على العمل من أجل قضيّة السلام في عالمنا هذا المطبوع بالحروب والصراعات المسلّحة. وقال إنّ سموات العديد من الدول تلبّدت بغيوم الحرب القاتمة التي تمنع الشعوب من العيش بتناغم، مشيرًا إلى أنّ عالمنا المعاصر يشهد حفر الخنادق وسط تصلّب المواقف الأيديولوجيّة، واعتبر أنّ ثمّة حاجة إلى توعية الأشخاص المفترض أن يسهروا على العدالة والسياسة كي يعملوا بانسجام، مستوحين نشاطهم من الإنجيل ومن المبادئ الأخلاقيّة.

كما أكّد أمين سرّ دولة الفاتيكان في مداخلته أنْ "لا بدّ من الانطلاق من المدرسة من أجل تنشئة الشبّان على ثقافة الإدماج وعدم الاستسلام لمنطق الإقصاء والأحكام المسبقة والصور النمطيّة التي تغذّي العداوات". وأضاف أنّ "مصيرنا ليس الموت إنّما الحياة، ليس الحقد إنّما الأخوّة، ليس الصراع إنّما التناغم. وتمنّى الكردينال بارولين أن يكون السلام بمثابة النجم الذي ينير مصير الأرض كلّها ويقوده، وأن تلقي أيدينا السلاح الذي يسيء إلى الله وإلى الكرامة البشريّة".

تطرّق الكردينال في حديثه إلى مجلس الشيوخ، إلى زيارته المرتقبة لبنان نهاية شهر حزيران/يونيو الجاري، والتي كشفت عنها وسائل إعلام لبنانيّة. وأوضح أنّها لن تكون زيارة دبلوماسيّة ولا مهمّة من أجل السلام في الأرض المقدّسة، في ضوء التطوّرات الأمنيّة في المنطقة. هي تلبية لدعوة تلقّاها منذ فترة طويلة من قبل منظّمة فرسان مالطا في لبنان ليزور البلاد ويطّلع على نشاطاتها التي تحمل تأثيرًا اجتماعيًّا كبيرًا في ظلّ الأزمة الراهنة، مشيرًا في هذا السياق إلى أنّ البلاد تعاني من أزمات على الصُعُد المختلفة وستسعى دبلوماسيّة الكرسي الرسوليّ، كما تفعل دائمًا، للإسهام في التوصّل إلى حلّ مؤسّساتيّ.

وفي دردشة مع الصحفيّين تطرّق الكردينال مجدّدًا إلى الوضع في لبنان والمنطقة ولم يخفِ قلق الكرسي الرسوليّ حيال إمكانيّة اتّساع رقعة النزاع الدائر في الشرق الأوسط، لا سيّما في ظلّ التهديدات بشنّ هجوم ضدّ لبنان، وتمنّى الكردينال بييترو بارولين أن تنبت بذور السلام وتأتي بالثمار المرجوّة.