لبنان
06 كانون الثاني 2020, 12:15

آرام الأوّل في قدّاس الميلاد: السّبب الأساسيّ للأزمات اليوم هو غياب العدالة

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأوّل قدّاس عيد الميلاد في كاثوليكوسيّة أنطلياس، حيث ذكّر في عظته بأنّ "العدالة أساس السّلام والقوّة الدّافعة للتّطوّر، والحجر الأساس للتّعايش السّلميّ، إذ حيث تغيب العدالة تسود الفوضى ويعمّ الخراب، وحيث تسود الشّرور الأخلاقيّة تنهزم العدالة".

وتابع بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام" قائلاً: "السّبب الأساسيّ للأزمات الّتي تواجهها الإنسانيّة اليوم غياب العدالة. فالدّول والمؤسّسات والأشخاص ينفّذون مخطّطاتهم بدافع من مصالحهم الشّخصيّة متجاهلين العدالة، وينشرون حولهم الشّرّ متسبّبين بالفقر والقهر والعنف وحروب وأضرار بيئيّة فادحة.
في الأشهر المنصرمة، ثار الشّعب وانتفض في شوارع لبنان، وكانت حركة شعبيّة عفويّة ضدّ الظّلم المنتشر تحت أقنية مختلفة وأشكال شتّى. اللّامساواة الاجتماعيّة والهدر الفادح للمال العامّ من مسؤولين في الدّولة والشّأن العامّ، واللّامساواة واللّاعدالة والقرارات المجحفة في النّظام وإدارة الشّأن العامّ وما شابه ذلك وكلّها على حساب مصالح النّاس وكرامتها، ما كان بالإمكان تحمّلها والسّكوت عنها. لهذا السّبب وقفنا بجانب الشّعب لأنّ الكنيسة مع العدالة والشّعب، وهي تدافع عن حقوق النّاس، كما علّمنا يسوع وكما يجب أن تكون الكنيسة، المدعوّة إلى إكمال رسالة يسوع المسيح.
لا يكفي إدانة الظّلم، بل لا بدّ من النّضال من أجل تحقيق العدالة. هذا ما ننتظره من المسؤولين في لبنان. لذا، الأولى أن تتشكّل فورًا حكومة تبعث الثّقة، إذ عندما تغيب الثّقة بالدّولة، تستحيل قيادة البلد نحو الازدهار والتّطوّر. ثانيًا، لا يقبل النّاس بأن يكونوا ضحيّة مصالح الآخرين، لذا علينا تجنيب لبنان قدر المستطاع، مشاكل الآخرين ومصالحهم. ثالثًا، إنّ الحياة السّياسيّة في حاجة إلى وجوه جديدة تأتي بأفكار جديدة ونمط عمل مختلف. لا يحقّ لنا أن نبقي الشّباب والمثقّفين والجيل الصّاعد على هامش الحياة السّياسيّة والشّأن العامّ، بل يجب إعطاء الفرصة لهذه الطّاقة الشّبابيّة الملمّة بمشاكل العالم وأزماته، وإشراكهم في الحياة السّياسيّة.
ننتظر بأن يتجدّد لبنان ويقوى بوجوه جديدة توحي بالثّقة وتحقّق مشاريع إصلاحيّة جديدة."