متفرّقات
14 تشرين الثاني 2024, 13:20

يوم الخشخاش: تذكّر الماضي ولكن الأمل في السلام في المستقبل

تيلي لوميار/ نورسات
في كلّ عام، في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، يتمّ الاحتفال بيوم الهدنة في البلدان حول العالم. الخشخاش هو زهرة الحقل الصامدة، وهي تأخذ معنى جديدًا للأمل كلّ عام. نتابع ما شرحته "فاتيكان نيوز" عن ذاك اليوم، في الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من كلّ سنة وفي كلّ يومٍ من كلّ سنة، خصوصًا في هذه الأيّام التي يشهد فيها عالمنا ما دعاه البابا فرنسيس "حربًا عالميّة ثالثة بالتجزئة".

 

 

"في الساعة الحادية عشرة من اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر، سنتذكّرهم".

في الساعة 11 صبًاحا يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، تمّ توقيع الهدنة، وهي اتّفاقيّةٌ لإنهاء القتال في الحرب العالميّة الأولى، وفتح مفاوضات السلام

ومنذ ذلك الحين، يصادف يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر يوم إحياء ذكرى الذين فقدوا أرواحهم جميعهم في النزاعات في أنحاء العالم كافّة.

إبّان الحرب العالميّة الأولى، اندلع القسم الكبير من الصراع في أنحاء أوروبا الغربيّة. هناك، تمزّق الريف الجميل ذات يوم. ما كان حقولًا خصبة ومناظر طبيعّية خضراء، أمسى حقولًا من الطين حيث لا يمكن أن ينمو سوى القليل. ومع ذلك، وسط الدمار، ظهر حقل أحمر مذهل: خشخاش فلاندرز. نمت هذه الأزهار بالآلاف في أنحاء الأرض التي مزّقتها الحرب، وصارت رمزًا للصمود وإحياء ذكرى أولئك الذين لقوا حتفهم في الصراع.

بوسعنا تخصيص الخشخاش هذا العام، للجنود في العالم أجمع الذين هم أصغر من أن يقاتلوا. على الصعيد العالميّ، ينجرّ آلاف الأطفال إلى الصراعات المسلّحة ويُجبرون على الخدمة في أدوار تعرّضهم للاستغلال وسوء المعاملة الشديديْن. وفقًا للأمم المتّحدة، بين عامي 2005 و 2022، تمّ توثيق أكثر من 105000 حالة تجنيد للأطفال.

غالبًا ما يطلق على هؤلاء الفتيان والفتيات الصغار اسم "الجنود الأطفال"، ويتمّ استخدامهم كجنود ولكن أيضًا ككشّافة وطبّاخين وحمّالين وحرّاس وسعاة.

ولكن، كما ذُكر على موقع الفيلق الملكيّ البريطانيّ على الإنترنت، فإنّ الخشخاش لا يقتصر على تذكّر أولئك الذين قاتلوا في الحروب، بل هو لجميع الذين فقدوا أرواحهم في الصراع: "نعترف بالمدنيّين الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم في الصراع وأعمال الإرهاب".

هذا العام، يمكن تخصيص الخشخاش لشعوب أوكرانيا وفلسطين والسودان وجنوب السودان وجمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة. يمكن أن يكون رمزًا لميانمار، وبخاصّة شعب الروهينجا. يمكن أن يذهب الخشخاش أيضًا إلى شعوب اليمن وسورية ولبنان وأفغانستان والكاميرون ونيجيريا وأرمينيا. يمكن ارتداء الخشخاش للإيزيديّين والتوتسي والكمبوديّين والأكراد. والقائمة تطول، لكنّ الخشخاش هذا العام مخصّص أيضًا لأولئك الذين يلقون حتفهم في البحر الأبيض المتوسّط بحثًا عن الأمان عبر مياهه.