بيئة
31 كانون الثاني 2017, 14:51

هدر الطعام يسبب الاحتباس الحراري

يهدر العالم من المواد الغذائية سنوياً ما تقدّر تكلفته بنحو تريليون دولار، ولهذا وجب التحرّك سريعاً من أجل الحدّ من هذا الهدر في وقت يموت فيه الفقراء في العالم جوعاً بينما ترمى في مكبّات النّفايات أطعمة تكفي الكثيرين منهم.

 

استطاعت الدانمرك تقليص هذه الكميات المهدورة إلى الربع تقريباً، وذلك من خلال تطبيق على الهاتف المحمول اسمه"طعام أثمن من أن يلقى في القمامة" "تو غود تو غو" الذي يسمح للكثيرين شراء الطعام الذي لم يبع في المطاعم بأسعار مخفضة. وقد تعاونت الكثير من المطاعم واشتركت بهذا التطبيق، هذا بالإضافة إلى مبادرات اجتماعية عديدة تعالج مشكلة إهدار الطعام التي أظهر استطلاع للرأي في الدانمرك أن متوسط ما يهدره كل منزل في البلاد سنوياً يبلغ ثلاثة آلاف كورونا دانمركية أي ما يفوق بكثير ما تنفقه الأسر على الطعام شهرياً، هذا من دون ذكر المتاجر التي تتخلص من الثمار ذات العيوب الطفيفة والمخابر التي تتخلص من الخبز الذي لا يبدو شكله أو حجمه ملائماً.

وفي  دراسة علمية لتأثير رمي الطعام تبين أنه في قارة أوروبا وحدها يُلقى مئة مليون طن من الطعام سنويا في مكبات النفايات، وعندما يتحلل هذا الطعام، يُنتج مئتان وسبعة وعشرون طنا من الغازات المسببة للاحتباس الحراري وأخطرها غاز الميتان.ولا تقتصر مشكلة إهدار الطعام على الدول الغنية فقط، فبحسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، تهدر الدول النامية والدول الصناعية نفس الكمية من الطعام تقريبا

بذلك أصبحت الدانمارك نموذجا يحتذى به لحل مشكلة إهدار الطّعام، بعد أن تمكنت من تقليص الطّعام المهدر في السّنوات الخمس الأخيرة بنسبة خمسةٍ وعشرين في المئة، وفقا لدراسة أجراها مجلس الزراعة والأغذية الدانماركي .

وبدأت بعض البلدان تحذو حذو الدنمارك. وقد سنّت فرنسا وإيطاليا، على سبيل المثال، قوانين جديدة تمهد السّبيل للشّركات، والمزارعين أيضا، للتبرع بالفائض من الطعام للمؤسسات الخيريّة،كما أُطلقت تطبيقات جديدة على الهواتف الذكية في بعض البلدان، ليستدل بها الباحثون عن الطعام على الأماكن التي تبيع الفائض منه.