متفرّقات
21 آذار 2019, 14:00

ها هو الرّبيع!

ماريلين صليبي
لملِم يا شتاء رطوبتك وأبعد من السّماء غيومك الدّاكنة واترك العرش جميلًا لإطلالة الشّمس وأغدق الطّقس بالصّفاء وأنزل السّتارة عن فصل الأمطار والبرد وارحل!

 

فها هو الرّبيع بخجل يطلّ آتيًا بجرعة الأمل ليسكب عبير الزّهر في الحقل وأريج الثّمر في الشّجر. 

ها هو صاحب الجلالة والدّلع يقترب من لبنان ليغمر طبيعته بالخضار ويفرش بساتينه بالجمال فتتفتّح الورود وتسطع الشّمس وتتطاير الأوراق وتزقزق العصافير.

ها هو الرّبيع يحلّ ضيفًا عزيزًا على القلوب، مجيء قيّم يصادف مع اليوم العالميّ للغابات وعشيّة اليوم العالميّ للمياه، وكأنّ الصّدفة أدركت أنّ الرّبيع هو الصّديق اللّدود لخضار الحقل ولنقطة الشّفى.

الرّبيع يتصادق مع الغابات فيغنيها ببراعم طيّبة وكالأمّ الحنونة يرضعها حرارة لتتفتّح فتصبح طازجة، الرّبيع يتزاوج والنّهر فيعيد إحياء سيلانه بخفّة ورقّة لتتلألأ مياهه العذبة بين الجبال والوديان الجميلة.

الرّبيع صورة نحتها الخالق بكلّ ما فيها من جمال فأنزل فيها أصخب الألوان وأطيب الشّذى. جعل الرّبّ من هذا الفصل الأكثر عدلًا وفتورًا فلا الحرارة عالية غير محتملة ولا الجوّ قاسٍ عاصف هائج، بل ها هو الرّبيع مصدر فرح وجمال وتجدّد وتقدّم يتغلغل بخفر في النّفس والطّبيعة ليحييهما.

الرّبيع نعمة مميّزة لا بدّ لنا في لبنان من أن نحافظ على مكنوناتها، فالغابات أمانة تركها الرّبّ بين أيادينا فلنكفّ عن تدمير جمالها بالحرق ولنجعل من الثّروة المائيّة الضّخمة سبيلًا للتّطوّر والاستدامة بعيدًا عن كلّ أساليب التّلوّث الممكنة.