نظرة الشركات لتلوث الهواء في دلهي.. قاتمة
كان فيجاي شيكار شارما مؤسس شركة (باي تي.إم) واحدا من آلاف الشخصيات التي غادرت المدينة فرارا من التلوث الذي قد يكلف عاصمة الهند واقتصادها الكثير.
وفي مومباي حيث توجه شارما بدافع القلق من أثر سحب الأتربة والأدخنة العالقة فوق دلهي في شهور الشتاء قال "بات جليا أن الوضع سيكون صعبا في دلهي وبخاصة بالنسبة للأطفال الصغار ... نخشى أن يسبب هذا مشاكل (صحية) على المدى الطويل."
وتفكر شركته في نقل مقرها خارج دلهي. وقد وضعت في مبناها منقيات للهواء ونباتات ووفرت أقنعة وعرضت المزيد من المساعدات الصحية.
وسمحت شركة (أيديا سليولر) للاتصالات وغيرها لمزيد من موظفيها بالعمل من المنزل واستأجرت حافلات بحيث تساهم في الحد من السيارات على الطرق .. وكل ذلك على نفقتها الخاصة.
وانتعش عمل بعض الشركات نتيجة الدخان الكثيف العالق في أجواء المدينة ومنها شركات أقنعة الوجه وأجهزة تنقية الهواء.
لكن شركات أخرى مثل شركات السيارات تواجه أزمة وسط خضم تصريحات السياسيين الذين يريدون الحد من التلوث المهلك في حين شكت شركات العقارات والشركات السياحية من ضعف النشاط.
ويسكن دلهي نحو 17 مليون نسمة وهي من أسرع ولايات الهند نموا. واتسع اقتصادها الذي يبلغ حجمه 84 مليار دولار بأكثر من ثمانية في المئة في العامين الأخيرين بينما يبلغ معدل النمو على المستوى الوطني 7.4 في المئة.
إلا أن مستوى جودة هوائها يتدهور حتى بمعايير بلد به بعض أكثر مدن العالم تلوثا. وتحسنت الأحوال بحلول يوم الجمعة لكن المشكلة ما زالت باقية وازدادت حدة هذا الشتاء.
ولم تحص الشركات بعد تكلفة أسبوع شهد سعالا وأعينا دامعة. لكن غرفة التجارة والصناعة في الهند ترى أن استثمارات جديدة "بمليارات الدولارات" عرضة للخطر.
وتظهر دراسة أجراها البنك الدولي أن اقتصاد الهند - ثالث أكبر اقتصاد في آسيا - فقد 8.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2013 بسبب تلوث الهواء.