من الفقر إلى الغنى!
تحيّة إلى من ضاقت بهم الدّنيا وفرغت جيوبهم من المال...
تحيّة إلى من تظهر إليهم قيمة الأشياء ومعانيها جليّة ومعبّرة وثمينة...
تحيّة إلى من يحفر الجهد والتّعب في كفوفهم مجاري للدّمّ والعرق والجروح...
تحيّة إلى من يتوق إلى الخبز وإلى الوظيفة وإلى العيش الكريم...
الفقر معروف بالضّيق المادّيّ والمجاعة والنّقص والعجز عن التّمتّع بخيرات هذا العالم، غير أنّ الفقر نعمة من الله، ودرب يرسمه الله لأبنائه.
فمن ضاقت بهم الدّنيا مادّيًّا أنزل الله عليهم شلّالًا من النِّعم، ومن عاشوا القلّة الأرضيّة سيختبرون الغنى السّماويّ. كنز هذه الأرض ليس بمادّيّاته، بل هو الله يدرك كيف يغدق على الإنسان المواهب الغنيّة.
الحرائق التي أشعلت لبنان في اليومين الماضيين هجّرت النّاس من بيوتهم، وأفقرتهم من النّوم العميق والطّمأنينة، غير أنّ هذا الفقر المادّيّ سرعان ما انقلب غنًى إنسانيًّا، فتهافت المحبّون إلى نصرة المنكوبين دعمًا مادّيًّا ومعنويًّا وعينيًّا.
في اليوم العالميّ للفقر، لا يصحّ إلّا القول إنّ الفقراء هم من يفتقرون إلى المشاعر والمحبّة والعون، لا هؤلاء الأغنياء بالرّوح!