متفرّقات
27 آب 2024, 13:30

مؤتمرٌ صحفيّ تحضيريّ لمؤتمر المدارس الكاثوليكيّة السنويّ الثلاثين

تيلي لوميار/ نورسات
نظّمت اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام بالتعاون مع الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان مؤتمرًا صحفيًّا في المركز الكاثوليكيّ للإعلام في جلّ الديب بعنوان"التربية على المواطنيّة، من أجل مجتمع أكثر ديموقراطيّة". يُعقد المؤتمر في 3 و4 أيلول/سبتمبر المقبل برعاية الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، البطريرك المارونيّ في جامعة الروح القدس - الكسليك.

 

تحدّث الأب عبده أبو كسم، مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام قائلًا: "نعلن في مؤتمرنا الصحفيّ الراهن عن المؤتمر السنويّ الثلاثين الذي تنظّمه الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة تحت عنوان "التربية على المواطنيّة من أجل مجتمع أكثر ديموقراطيّة"، ونحن نرى في هذا العنوان مشروعًا مستقبليًّا يحمل في مضمونه مشروع إنقاذ للبنان ومؤسّساته، لكن، في الوقت عينه هو مشروع تحدّ نواجه من خلاله المصاعب والمشاكل التي تقف في وجه إطلاق مشروع المواطنة، ومنها الاتّفاق على كتاب تاريخ موحّد يتّفق عليه اللبنانيّون، وتأكيد الثوابت الوطنيّة التي قام عليها المجتمع اللبنانيّ".

أضاف الأب عبده:"ما تقوم به الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة هو مشروعنا جميعًا، لأنّنا نرى فيه بداية خلاص لبنان، لا بل إعادة تكوين فكرة الدولة البعيدة البعد كلّه عن أشكال التفرقة والفساد التي دمّرت مؤسّسات الدولة".

ثمّ تحدّث الأب يوسف نصر، الأمين العامّ للمدارس الكاثوليكيّة عن المؤتمر وأهدافه، وقال:"في تفاعل المواطن، في الفضاء السياسيّ، والشأن السياسيّ، تُصاغ هويّته، وعمله ومستقبله. وبالتالي، فإنّ انخراط المواطن في حيّز سياسيّ يدخله في مواطنيّة الانتماء. وهذا بدوره يحيله إلى مواطنيّة المشاركة حيث يكون ملتزمًا تمامًا بـ"الشأن السياسيّ". عندئذٍ تغدو ضروريّةً مساءلةُ طبيعة هذه المشاركة في "الشأن السياسيّ" وديناميّاتها، لا سيّما في بلد مثل لبنان، يتأثّر بخطر فقدان المعايير في مواجهة العولمة، والعولمة الماليّة، وأزمة القيم والمؤسّسات، فضلًا عن أزمة التمثيل، واقعًا ومفهومًا. ومَن غيرُ النظام التربويّ - والحال هذه - يمكنه أن يجيب عن هذا السؤال؟ وبالتالي، فإنّ مسألة التربية على المواطنيّة تبقى محور تفكيرنا".

أضاف الأب نصر:"هذا يقودنا إلى إعادة النظر في مبادراتنا المواطنيّة التي نحاول تقديمها في غياب ثقافة مواطنيّة مشتركة. ويثير هذا الموضوع العديد من الأسئلة: لماذا لم ينجح النظام التربويّ اللبناني بعدُ في إرساء ثقافة مواطنيّة مشتركة تلائم الانتماء الوطنيّ والمشاركة الديموقراطيّة؟ هل شبابنا قادرون على النقاش وممارسة التفكير النقديّ وتطوير سيرورتهم المواطنيّة؟"

تابع الأب نصر: "في هذه الظروف بالذات نتطلّع، في المؤتمر الثلاثين للمدارس الكاثوليكيّة، إلى أن تتلاقى الأفكار لتطوير أسس المواطنيّة التشاركيّة والمسؤولة والنَشِطة، بما يتماشى مع الديموقراطيّة التشاركيّة والتمثيليّة؛ بما أنّ هذا المؤتمر يسعى إلى إدخال دلالات ووقائع جديدة من خلال إعادة تشكيل المفاهيم المقبولة للهويّة الجماعيّة والمواطنيّة. وهكذا، يطمح المؤتمر إلى مساءلة دور المؤسّسات التعليميّة في تنشئة مواطني الغد، من خلال التركيز على الاهتمام المشترك. لأنْ، في السياق الحاليّ للأزمات المتعدّدة الأبعاد في لبنان، كيف يمكن للمدارس الكاثوليكيّة أن تؤدّي دورًا أساسيًّا في تنشئة مواطنين مسؤولين ملتزمين في مجتمع ديموقراطيّ؟"

أشار الأب نصر الى أن "في اليوم الأوّل من المؤتمر، ننظر إلى المواطنيّة من منظور تاريخيّ يميّز بين الذاكرة والهويّة. ويسمح لنا اليوم الثاني بمقاربة المواطنيّة في علاقتها ببروز الوعي الوطنيّ، الذي يعتبر شرطًا لتربية مواطنيّة تحويليّة. أخيرًا، نعرض وجهات نظر جديدة لمواطنيّة ناشئة، ونتساءل عن النتائج المرجوّة أو المتوقّعة لتجديد الممارسات الديموقراطيّة من خلال مواطنية أكثر فاعلية".

وسأل:"في السياق اللبنانيّ الحاليّ، المضطرب بفعل الأزمات المتعدّدة، كيف يمكن التربية على المواطنيّة، بوصفها الموجّه الأساسيّ للتحوّل الاجتماعيّ، و كما يتمّ تدريسها في المدارس الكاثوليكيّة، أن تسهم في تنشئة مواطن مسؤول وملتزم في مجتمع ديمقراطيّ؟"

وذكر الأب نصر أنّ المؤتمر يهدف إلى "إعادة النظر في أسس التربية على المواطنيّة وتطبيقها داخل مؤسّساتنا الكاثوليكيّة، وتعزيز الكفايات الديموقراطيّة في تعليمنا لتنشئة المواطن الملتزم (المسؤوليّة، والشعور بالانتماء، والمساءلة، واحترام الخير العامّ...)، بالإضافة إلى وضع دليل للتربية على المواطنيّة بهدف إنشاء إطار موحّد ومتناسق".