دينيّة
13 أيار 2021, 13:00

في خميس الصّعود تُفتح أبواب السّماء

ماريلين صليبي
إنّه خميس الصّعود... صعود المسيح إلى السّماء، إلى مملكته الأبديّة، إلى عرش فردوسه.

 

فبعد أربعين يومًا على قيامته، صعد يسوع إلى السّماء إلهًا بعد أن مات على الصّليب متمّمًا مشروع الخلاص.

هذا العيد يشكّل مناسبة لاختبار أبعاده الرّوحيّة، ولمشاركة المسيح هذه النّعمة الإلهيّة. إذ لا بدّ من خلال هذا اليوم أن نمجّد الرّبّ ونصون أمانته أيّ أن نحمي هذه الأرض التي تركها بين أيادينا ممهّدين لعودته ورضاه.

الصّعود إذًا تمجيد للمسيح الإله ودلالة على انتماء المسيح إلى الكون السّماويّ، إذ إنّه ابن الله الحيّ الذي تجسّد من أجل خلاصنا ويهمّ إلى عودة ثانية يدين فيها الخطأة ويجازي كلّ إنسان بحسب أعماله.

هذا العيد يكمن أيضًا في أن يدرك المسيحيّ أنّه حامل رسالة الحياة الأبديّة، فهو لا يفنى بعد الموت بل نفسه صاعدة إلى حيث الملكوت السّماويّ. فالمسيحيّ لا تحدّه الخطيئة والخوف والحرب على هذه الأرض المتأرجحة فوق بركان من المشاكل، بل هو يتطلّع إلى حيث الأبديّة الفرحة، إلى حيث مجد الرّبّ وبهائه، إلى مملكة الخلاص.

عيد الصّعود فرصة ليستذكر المرء أنّ مملكته ليست على هذه الأرض، أيّ إنّ المراكز والمال والشّهرة فانية، بل هي السّماء مملكة أبديّة باقية أبدًا ملجأ منيعًا يحتمي فيه من الوجع والألم.

في عيد الميلاد المجيد، الإله صار إنسانًا وأخذ عالمنا الماديّ على عاتقه وأحبّ الإنسان وعاش تفاصيل حياتنا اليوميّة واختبر بإنسانيّته كلّ المشاعر البشريّة.

أمّا عيد الصّعود فهو عيد الاكتمال، عيد أخذ فيه المسيح هذه الإنسانيّة وعاد فيها إلى قلب الثّالوث الأقدس ليقول إنّ هذه الإنسانية بكلّ مشاكلها وهمومها وضعفها ليست غريبة عن الله بل حاضرة بقلب الثّالوث الأقدس.

فالمسيح عاد حاملًا فناء الأرض وغبارها لإعطائها المجد والخلود.

إنّه خميس الصّعود... عيد ارتفاع نفوسنا وترفّعها عن المادّيّات، فهيّا بنا نصلّي إلى الرّبّ لتكون عودته خلاصًا لأنفسنا التّائهة.