متفرّقات
27 آب 2013, 21:00

عيد ميلاد موقع أبونا ... 10 سنوات

(أبونا) يضيء موقع أبونا، إعلام من أجل الانسان، اليوم الثلاثاء 27/8/2013 شمعته العاشرة بعد أن انطلق في مثل هذا اليوم الساعة الخامسة مساء عام 2003.
وبهذه المناسبة يطيب لأسرة الموقع أن يحيوا القراء والكتاب والمتابعين والاصدقاء، في كل مكان، مؤكدين على أن هذه "العشرية الأولى" هي بداية وتصميم جديدان للمضي قدماً نحو تحقيق الشعار الذي اتخذه الموقع على عاتقه، ويعمل جاهداً من أجل تحقيقه، أي أن يكون "اعلاماً من أجل الانسان". لقد انطلق ابونا قبل عشرة أعوام مدفوعاً بالمحبة والرغبة الجارفة في أن يكون عامل خير ومحبة وتوحيد بين مكوّنات المجتمع الانساني الواحد كافة، من خلال تقديم الاعلام الصحي والصحيح الذي يبتعد عن الاثارة والتشويه والتجريح والقفز على جراحات الانسان.
 
وأن والإنسان في المنطقة العربية، وكما وصفه بطاركة الشرق الكاثوليك في رسالتهم عام 1992 هو انسان متألم. واليوم نراه انساناً أكثر ألماً وأكثر تعاسة وبؤساً. وأبونا إذ يبدأ عامه الأول بعد العاشر في غابة من الأحزان والمجازر العربية شبه اليومية، فانّه يشق لنفسه طريقا بين حقول الالغام وحقوق الانسان المنتهكة، وبين افواج اللاجئين والمرتحلين قسرا عن بلدانهم وبيوتهم، ليجعل من سعيه ومبتغاه سعياً ومبتغى لرفع الصوت عالياً من أجل احترام الكرامة الانسانية في الشرق والعالم.
 
أمّا مسيحيو الشرق الذين يخصّص لهم الموقع جلّ صفحاته يومياً، ولكونهم جزءاً لا يتجزأ من مجتمعاتهم المكتئبة، فانهم كذلك في ألم وحزن كبيرين على مئات الألوف من اخوتهم الذين يُقتلون لأنهم أبناء هذا الوطن أو ذاك، أو لأنهم أتباع هذا الرأي أو ذاك، أو لأنهم كذلك أتباع هذا الدين لا ذاك.
 
وهذا يحفز القائمين على الموقع ان يعملوا على تعزيز الحضور المسيحي في الشرق، وعلى مدّ جسور التعاون والوفاق، أولا مع أخوتنا المسلمين الذين نتقاسم معهم الحلو والمرّ، ونتطلع معهم الى مستقبل أفضل لمجتمعاتنا الواحدة. ونؤكد هنا انّ العرب المسيحيين لا يستطيعون –ولا يريدون– ان يعيشوا بمعزل عن مجتمعاتهم، الا انّهم يطالبون منها أن تلغي مظاهر التعصب والانغلاق التي اصبحت بتزايد، مع كلّ أسف، والنظر الى امور الحياة باحادية عقائدية لا تفاعل معها، وأن تفتح أبوب الحرية –ومنها كذلك حرية التعبير والحرية الدينية- وهما توأمان لا ينفصلان.
 
وثانياً، يعمل موقع ابونا، على مدّ تلك الجسور مع الاخوة المهاجرين، وقد بات من الصعب والغرابة أن ندعو الى وقف "نزيف" الهجرة الذي طال أقساماً كبيرة من الهوية المسيحية العربية والشرقية، وبات التركيز اليوم، وهذا ما أكد عليه سينودس الكنيسة في الشرق، شركة وشهادة، هو في التعاون مع الذين خرجوا من هذه الديار ليبقوا على الأقل على صلات القربى والصداقة والتعاون مع الذين آثروا البقاء في أوطانهم الأصلية.
 
من هنا، فاننا نتطلع عن قريب، ان شاء الله، الى اطلاق موقع ابونا بحلته الانجليزية، لكي يكون جسراً جديداً رابطاً بين مسيحيي الشرق المقيمين ومسيحييه الراحلين.
 
يحتفل أبونا هذا اليوم، بمرور عقد من الزمن على تأسيسه، وانطلاقته من قلب الصحراء الاردنية، لكنّه لا يحتفل هذا العام وحيداً. ذلك لأنّه قد أصبح ومنذ أكثر من عام "ابناً" للمركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام ويصدر عنه، بعد أن صدر لمدة أعوام كثيرة عن "الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في جنيفلكنه اليوم أصبح أكثر تأصلاً في التربة التي وُلد فيها - أي في الاردن - بلد المعمودية، وفي حضن البطريركية اللاتينية التي تسعى بمؤسساتها المتطوّرة على درب التجدّد والريادة. وكذلك فان "أبوناالموقع والطريق" هو الأخ الشقيق لمكتب فضائية نورسات في الاردن، والذي احتفل هو كذلك بمرور عام على انطلاقته بشكل رسمي في الأردن، وأشيد هنا طبعاً بالتعاون والتبادل الاخباري الرائع والرائد بين الموقعأبوناوالمكتبنورسات.
 
ختاماً أوجهمن نيويورك هذا العام، تحيتي للقائمين معي على خدمة "الاعلام من أجل الإنسانوأحيي كل العاملين في المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام، وموقع أبونا ومكتب نورسات وكلنا نعمل معاً من أجل خدمة الانسان، كلّ انسان، وكلّ الانسان، في كلّ زمان ومكان.
 
ولا يفوتني أن أرفع التهنئة والشكر والتقدير الى أسرتنا الكبيرة البطريركية اللاتينية التي قدمت الكثير الكثير لخدمة الاعلام، وليكون - كما هي- خادما لقيم "الخير والحق والجمال" وهي القيم التي أكد عليها البابا فرنسيس في أول لقاء له مع الاعلاميين. كما انني أجزي شكري وتقديري الى كل رؤساء الكنائس في الأردن وفي الشرق الأوسط، على تعدديتها وسعيها المثابر نحو تحقيق الوحدة المبتغاة، وكذلك للجهات الاعلامية في حاضرة الفاتيكان التي تكنّ لموقع ابونا كل تقدير، وكذلك الشكر لكل مراكز الاعلام الصديقة والشقيقة، التي تمدنا على الدوام، بالاشتراك مع كتابنا وقرائنا ومتابعينا بالمساندة والتشجيع. ولا يفوت طبعا ان ارسل كلمات الثناء والمحبة لكل الزملاء الاعزاء المشرفين على المواقع الالكترونية التي باتت مصادر اخبارية ليس بمقدور احد ان يتسغني عنها، متطلعين الى مزيد من التعاون فيما بيننا. ويذهب شكري كذلك الى كل متبرّع بماله أو بوقته، من أجل ان يبقى ابونا خادما للانسان والانسانية، واخص بالذكر هنا فرسان القبر المقدس وجميع الاخوة المتبرّعين للموقع، منذ نشأته قبل عشرة أعوام، بالتمام والكمال.
 
10 سنوات مضت – الحمد لله..
انطلاقة جديدةبهمّة الأحبّةان شاء الله..
وكل عام وأنتم بخير
وكل عام والانسان في منطقتنا العزيزة بأفضل حال..