متفرّقات
02 شباط 2018, 11:25

زحمة السير أزمة جديدة تهدد حياة المواطن اللبناني!

لم يعد هاجس اللبناني أن يموت عند أبواب المستشفيات بسبب حالات الفقر والبؤس و"اللادولة" وإنعدام الضمير فحسب، بل تخطّى ذلك ليصبح هاجسه وسؤاله "هل أستطيع الوصول إلى المستشفى في حال تعرضت لأزمة قلبية مثلاً أنا أو أحد أفراد عائلتي في ظلّ زحمة السير"؟ "هل سيكون مصيري الموت في سيارة عادية أو في سيارة إسعافٍ حتى"؟ قد يبدو الأمر ساخراً، لكنّه في الحقيقة هو مخيفٌ، مهينٌ، ولاإنسانيّ!

لم يكن ينقص اللبناني في أزمة زحمة السير هذه، إلا حرق الإطارات! "معتّر" المواطن اللبناني، "فالكبار يأكلون الحصرم وهو يضرس"، رجال السياسة والسلطة يتشاجرون من جهة، وخطيئة إنسانية، إقتصادية، وبيئية تُرتَكَب من جهةٍ أخرى بسبب زحمة السير.

الخطيئة الإنسانية هي تلك التي تحدّ من قيمة وكرامة الإنسان الذي خلقه الله على صورته كمثاله وميّزه عن باقي خلقه!

الخطيئة الإقتصادية هي تلك المتعلقة بالفساد والهدر، فبسبب زحمة السير يخسر لبنان يومياً ما يقارب الـ 5 ملايين دولار.

الخطيئة البيئية هي تلك التى يسببها دخان السيارات والشاحنات، هذا إن لم نتطرق لحرق الإطارات وأزمة النفايات!

أما الدولة يا عزيزي المواطن فهي في ثباتٍ عميق، لا تحرّك ساكناً إلا بوجه الإعلام وحرية التعبير، فهي لا تكتفي بخنقنا إنسانياً وإقتصادياً وبيئيّاً... بل تريد أن تقمعنا أيضاً وتعيدنا إلى أيّامٍ ولّت!

وأختم ببيتٍ من قصيدةٍ للشاعر نسيب عريضة:

"رُبَّ ثَارٍ، رُبَّ عَارٍ، رُبَّ نَارٍ،

حَرَّكَتْ قَلْبَ الجَبَانْ، كُلُّهَا فِينَا وَلَكِنْ لَمْ تُحَرِّكْ
سَاكِنَاً إلاَّ اللِسَانْ ".