علم نفس
13 تشرين الأول 2019, 13:00

روتين العودة إلى المدرسة في خطوات، تعرّفي إليها!

بولين الكلاسي منصور
مع بدء العامّ الدّراسيّ، يجد الكثير من الأولاد صعوبة في العودة إلى الرّوتين المدرسيّ خاصّةً أنّ معظمهم، خلال فصل الصّيف، لا يتقيّدون بجدول انضباطيّ بل يستمتعون بأنفسهم ويتّبعون جدولاً مريحًا بحيث ينامون ويستيقظون متى يشاؤون.

لذلك يجد الكثير من الأهالي صعوبة في جعل أبنائهم يتّبعون روتين المدرسة من جديد. في البداية، يحاول الأولاد معارضة والديهم وتأجيل الذّهاب إلى الفراش باكرًا، والسّعي إلى تغيير موقفهم. ولكن من المهمّ بالنّسبة للأهالي أن يكونوا ثابتين وصبورين ومتمسّكين بالجدول الزّمنيّ الّذي وضعوه لأنّ الرّوتين مهمّ جدًّا لأبنائهم من النّاحية النّفسيّة لأسباب عديدة:
أوّلاً، يعطي الرّوتين الأولاد الإحساس بالاستقرار والآمان، إذ يشعر الولد الّذي تعوّد على روتين مُعيّن بأنّه يُسيطر على بيئته من خلال الاطمئنان أنّ كلّ شيء يسير حسب الجدول. كما يشعر بالاطمئنان أنّ حاجاته الجسديّة والنّفسيّة مؤمنة.
ثانيًا، يُنظّم الرّوتين حياة العائلة ويجعلها أسهل، فيشعر الأطفال الّذين يعيشون في حالة من الفوضى أنّهم لا يملكون السّيطرة على محيطهم ممّا يؤدّي غالبًا إلى نتائج غير مرغوبة، مثل نوبات الغضب والتّحدّي وسلوكيّات أخرى غير مناسبة، يحاولون من خلالها تأمين الاستقرار النّفسيّ. غالبًا لا يدري الأولاد أنّ ما ينقصهم هو النّظام والرّوتين للشّعور على نحو أفضل. 
ثالثًا، يساعد النّظام الأهالي والأطفال على الاستفادة من يومهم وإنجاز الكثير بالإضافة إلى معرفة ما يمكن توقّعه، ممّا يُقلّل من القلق والخوف وعدم الاستقرار.
رابعًا، يساعد الرّوتين على تعزيز حسّ الانضباط والثّقة بالنّفس واحترام الذّات عند الأولاد.
خامسًا وأخيرًا، يؤمّن الرّوتين الرّاحة النّفسيّة للأولاد ويوفّر لهم المزيد من الوقت للاستمتاع بأنفسهم.
ولأنّه ذات أهمّيّة كبيرة، هناك بعض الإجراءات الّتي يمكن استخدامها لاتّباع الرّوتين. 
في الواقع، إنّ وضع روتين مُعيّن والعمل على اتّباعه بانتظام يستغرق بعض الوقت والمثابرة وتعاون جميع أعضاء العائلة. ويمكن أن يتضمّن التّالي: إيقاف مشاهدة التلفزيون أو اللّعب، تناول العشاء، تنظيف الأسنان، الاستحمام وارتداء ملابس النّوم والخلود للنّوم في الوقت المحدّد.
إنّما لا يجدر أن يتحوّل النّظام إلى كابوس من الشّجار المستمرّ وإعطاء الأوامر طوال الوقت لذلك على الأهل:
- التّواصل مع أبنائهم من أجل شرح النّظام المتوقّع والتّأكيد أنّ الجميع بحاجة إلى اتّباع الرّوتين للشّعور بالاستقرار والسّعادة.
- التّواصل مع أبنائهم بإيجابيّة بعيدًا عن التّهديد والصّراع حول السّيطرة.
- تعليم أبنائهم تولّي مسؤوليّة الأنشطة الخاصّة بهم من دون تمييز أحد على الآخر.
- جعل أبنائهم يشعرون بالمسؤوليّة وبأنّهم جديرون بالثّقة من دون تذكير دائم بالواجبات الّتي عليهم إتمامها. هذا الأمر يزيد من إحساس أبنائهم بالتّمكّن والكفاءة؛ فالأطفال الّذين يشعرون بالاستقلاليّة والمسؤوليّة تجاه أنفسهم لديهم أقلّ حاجة إلى التّمرّد والمعارضة.
- العمل على تحفيز الأبناء يساعدهم على التّعاون مع الأهل والحدّ من التّوتّر والقلق للجميع.
- تعليم الأبناء مفهوم "التّطلّع" إلى الأشياء الّتي يتمتّعون بها، فالأطفال بحاجة أن يتعلّموا الانتظار قبل أن يتمكّنوا من القيام بما يريدون، ممّا يُشجّعهم على إنهاء ما هو مطلوب منهم أوّلاً.
- التّضارب بين الوالدين يخلق القلق العاطفيّ كما يسمح للأولاد استغلال أحد الطّرفين لمنفعته الشّخصيّة والتّلاعب بالرّوتين وزعزعة الأمان المنزليّ، لذلك من المهمّ التّنسيق الدّائم بين الوالدين وثباتهما على موقف مُعيّن. وإنّ هذا الأمر لا يستبعد إدخال بعض المرونة والعفويّة من وقت لآخر باتّفاق الوالدين.
وفي الختام، لا بدّ من التّذكّر أنّ كلّ عائلة متمسّكة باتّباع الرّوتين والعادات السّليمة هي عائلة تعيش باستقرار وآمان وسلام.