متفرّقات
03 تشرين الأول 2024, 13:30

ذكرى غرق السفينة عام 2013: دعوة إلى حماية المهاجرين

تيلي لوميار/ نورسات
تحيي "أنقذوا الطفولة" الذكرى السنويّة الحادية عشرة لحادث غرق سفينة المهاجرين في 3 تشرين الأوّل/أكتوبر 2013 بالقرب من جزيرة لامبيدوسا، ما يسلّط الضوء على فقدان أكثر من 30 ألف شخص منذ ذلك اليوم المأساويّ عندما غرق قارب على بعد نصف ميل فقط من ساحل صقليّة، وأودى الحادث بحياة 368 شخصًا، بينهم أطفال وأولاد وبنات ونساء حوامل، بحسب "فاتيكان نيوز".

 

مرّ أحد عشر عامًا منذ الكارثة، ومع ذلك، يشير بيان صحفيّ نشرته مؤسّسة "أنقذوا الطفولة" الخيريّة إلى أنْ القليل فقط تحسّن، وإلى أنّ المسارات الآمنة والمنظّمة للمهاجرين للوصول إلى أوروبا، لا تزال محدودة، ولا يزال نظام الإنقاذ غير موجود.

وفقًا للمنظّمة، لا يزال البحر الأبيض المتوسّط طريقًا مميتًا للمهاجرين، حيث يفقد ثمانية أشخاص حياتهم كلّ يوم بسبب عدم وجود نظام منسّق للبحث والإنقاذ. تسلّط هذه الإحصائيّة القاتمة الضوء على الظروف المحفوفة بالمخاطر التي تواجه الأفراد الفارّين من بلدانهم الأصليّة بحثًا عن الأمان والفرص في أوروبا. غالبًا ما يخاطر المهاجرون بحياتهم في البحر الأبيض المتوسّط، مدفوعين باليأس الناجم عن الحرب والاضطهاد والفقر المدقع والعنف وتغيّر المناخ والأزمات الإنسانيّة واسعة النطاق في بلدانهم الأصليّة.

 

تؤكّد أنطونيلا إينفيرنو، رئيسة قسم الأبحاث والتحليل والتدريب في منظّمة "أنقذوا الطفولة"، أنّ تزايد وتيرة الصراعات وعدم الالتزام بالمعاهدات الدوليّة المتعلّقة بحماية اللاجئين وطالبي اللجوء، أدّى إلى تفاقم الوضع.  

والمرأة تشير إلى أنّ المؤسّسات الأوروبيّة والدول الأعضاء تفشل في تحمّل مسؤوليّاتها بموجب نظام الحماية العالميّ، ما يزيد من تعريض السكّان الضعفاء للخطر.

وتشدّد إينفيرنو على أنّ النهج القائم على الأمن، إلى جانب سياسات أكثر صرامة لمراقبة الحدود لتأمين الدول، يجعل الوضع أكثر خطورة بالنسبة إلى المهاجرين، وبخاصّة الأطفال والمراهقين. ومن بينهم، يتعرّض القاصرون غير المصحوبين لخطر أكبر.

وهي تدعو إلى التحوّل نحو السياسات التي تعطي الأولويّة لحقوق الإنسان، وعلى وجه التحديد، حقوق الأطفال، التي يتمّ إهمالها في النهج الحاليّ.

 

تسلّط التقارير الأخيرة الصادرة عن المنظمة الضوء على الحجم الهائل لهذه القضيّة. اعتبارًا من عام 2024، وصل ما يقرب من 48,646 شخصًا إلى إيطاليا عن طريق البحر، كثير منهم يبحثون عن اللجوء والأمان. ومن المثير للقلق أنّ هذا الرقم يشمل 5,542 قاصرًا أجنبيًّا غير مصحوبٍ منم قبل أهله. هؤلاء القاصرون معرّضون بشكل خاص للاستغلال وسوء المعاملة في أثناء رحلتهم.

بحلول نهاية آب/أغسطس 2024، كان نظام الاستقبال في إيطاليا يستضيف 20,039 قاصرًا غير مصحوبين. وتشير هذه الأرقام إلى الأزمة المتفاقمة في البحر الأبيض المتوسّط والحاجة الملحة إلى استجابة أكثر إنسانيّة وتنسيقًا من جانب الحكومات الأوروبيّة.

 

أعلنت منظّمة "أنقذوا الطفولة" عن إنشاء مساحة آمنة داخل نقطة كونترادا إمبرياكولا الساخنة في لامبيدوسا، بهدف توفير الحماية والدعم للقاصرين والشابّات والأمّهات. تُعدّ هذه المبادرة، التي تمّ تحقيقها بالتعاون مع اليونيسف والمفوّضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين ومنظّمة DiRe، خطوةً حاسمة في تلبية احتياجات المهاجرين المستضعَفين الذين عانوا من رحلات مؤلمة عبر البحر الأبيض المتوسّط. ويشارك الصليب الأحمر الإيطاليّ، الذي يدير النقطة الساخنة، أيضًا في تسهيل الأنشطة داخل هذه المساحات الآمنة.