بيئة
09 أيلول 2018, 07:24

تدشين درب جديد لمحبّي المشي في غابة محميّة أرز تنّورين

أصبح لمحبي المشي والطبيعة في لبنان درب صديق جديد بنكهة برازيلية تم تدشينه في غابة محمية أرز تنورين خلال حفل افتتاح نظمته جمعية "درب الجبل اللبناني"، بالتعاون مع بلدية تنورين ولجنة محمية غابة ارز تنورين الطبيعية، في حضور نائب رئيس بلدية تنورين سامي يوسف، ممثلين عن درب تريليا ترانس كاريوكا البرازيلية والسفارة البرازيلية في لبنان.

أقيم الإفتتاح في نهاية رحلتي مشي على القسمين 9 و10 من درب الجبل اللبناني بمواكبة فريق انقاذ الجبل التابع للصليب الاحمر اللبناني حيث التقى الجميع في محمية أرز تنورين، ليتشاركوا الإحتفال بالصداقة ما بين لبنان والبرازيل في إطار طبيعي أبعاده دعم دروب المشي في لبنان، ونشر التوعية حول أهمية المحافظة عليها من قبل الهيئات المحلية كالبلديات والمحميات والمجتمع المحلي في الضيع والبلدات اللبنانية. 

البداية مع النشيدين اللبناني والبرازيلي، ثم القى نائب رئيس بلدية تنورين سامي يوسف كلمة رأى فيها أن "للبرازيل في وجدان اللبنانيين قصة طويلة وما تدشين درب الصداقة بين لبنان والبرازيل على جزء من القسم 9 من درب الجبل اللبناني إلا تعبيرا عن عمق العلاقات الأهلية اللبنانية البرازيلية".

وقال: "تجتاز معظم طرقات لبنان الأقضية من ساحله الى جبله، من غربه الى الشرق، ومن البحر الى القمم. وهذه الطرقات، على أهميتها في ربط أجزاء لبنان ببعضها، إتصفت منذ زمن غير بعيد بالقلة والندرة، وإقتصرت على وصل بعض المناطق، دون الأخرى. وحده درب الجبل اللبناني يعبر لبنان من الشمال الى الجنوب، من عندقت الى مرجعيون مرورا بعدد كبير من البلدات والقرى الجبلية، فيتراوح بذلك إرتفاعها بين ال600 وال2000 متر عن سطح البحر. وها نحن الآن واقفون عند نقطة اللفي متر". 

وتابع: "لجمعية درب الجبل اللبناني الفضل الكبير في إعادة إحياء هذا الدرب، كما وإعادة شبك العلاقات بين القرى والبلدات بكل أوجهها، وهي تعمل منذ 2007 على تشجيع ودعم السياحة الريفية المستدامة والحفاظ على هذا الإرث الذي يسهم في خلق فرص إقتصادية للمجتمعات المحلية. ولأننا في تنورين الفوقا أهمية التواصل والإنفتاح. ولأن بلدتنا جبلية واسعة تتصل ب3 محافظات، مختزنة ثروة طبيعية جميلة ومتنوعة، عقدنا العزم على المساهمة في إحياء هذا الدرب، وترسيخ التواصل بين بلداته واللبنانيين أجمعين. والدليل على ذلك وجودنا معا في محمية غابة أرز تنورين الطبيعية، فقد وقعنا مع الجمعية إتفاق تعاون يرمي الى صيانة هذا الدرب وجعله مقصدا للبنانيين في المناطق كافة. هذا وسنسعى مع الجمعية كل السعي لدفع الدولة اللبنانية الى الإعتراف به رسميا وإصدار التشريعات اللازمة لحمايته وإستمراره. كما سنسعى، بمشاركتكم الى إحياء يوم سنوي في النصف الأول من شهر أيلول ينظم فيه مشوارا على درب الجبل وعلى دروب تنورين الأخرى التي تتقاطع وإياه، من هذه المحمية الى وادي عين الراحة وتنورين التحتا مرورا بوادي تنورين ووطى حوب، عابرين تنورين الفوقا وشاتين وصولا الى بالوع في بلعا، ستكتشفون على هذه الدروب المتكاتفة جمالا ولا أحلى".

وأضاف: "لم تكتف جمعية درب الجبل اللبناني بالعمل على مستوى لبنان فقط، بل وسعت نشاطها الى بلدان العالم، فقامت بتوأمة أقسام من درب الجبل مع دروب ومحميات في عدد من بلدان العالم. واليوم نتيجة جهودها، سندشن الدرب الصديق مع محمية Trihla trance carioca في البرازيل وللبرازيل في وجدان اللبنانيين قصة طويلة. هي التي إستقبلت المهاجرين الأوائل منذ أواسط القرن التاسع عشر. ولأن اللبنانيين شعروا بالراحة والإطمئنان والحرية، وهم الهاربون من ندرة فرص العمل ومن التجنيد الإجباري في صفوف الجيش العثماني، فقد كثفوا هجرتهم في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وفي مطلع القرن العشرين، حيث بات عددهم يتراوح ما بين 7 و10 ملايين برازيلي من أصل لبناني، يتوزعون في مختلف المناطق البرازيلية عاملين في كافة الميادين. وما تدشين درب الصداقة بين لبنان والبرازيل على جزء من القسم 9 من درب الجبل اللبناني الذي يمر في محمية غابة أرز تنورين الطبيعية إلا تعبيرا عن عمق العلاقات الأهلية اللبنانية البرازيلية. ويشرفنا ويسرنا، وقوع الخيار على بلدتنا وبلدتكم تنورين نظرا لما تمثل من إنفتاح وإنتشار وتواصل وجمال يتماثل ويتماهى مع إنفتاح البرازيل وإنتشار المهاجرين فيها وجمالها وجمال لبنان".

وختم شاكرا "الجميع فردا فردا ونتمنى أن تكونوا قد إستمتعتم بهذا النهار والى اللقاء".

بعدها، القت رئيسة جمعية درب الجبل اللبناني مايا كركور كلمة عبرت فيها عن سرورها ب "الدرب الجديد لانه يخلق رابطا وثيقا ما بين البلدين المتشاركين من خلال الترويج المتبادل للدروب الوطنية، كما أنه يسمح بالتبادل الثقافي ما بينهما للتعرف على تنوعهما الطبيعي ومجتمعاتهما المحلية".

وتابعت: "تعمل جمعية درب الجبل اللبناني LMTA مع منظمات عالمية لدروب المشي بهدف زيادة الوعي والدعم حول ممرات المشي عبر إنشاء دروب صديقة. بدأت مشاريع الدروب الصديقة من خلال شبكة الدروب العالمية WTN، والLMTA عضو فيها. هذا الدرب الصديق الجديد هو علامة صداقة ما بين لبنان والبرازيل، كما أنه منصة لتبادل الخبرات والترويج والتنسيق المتبادل، اضافة إلى التبادل الترفيهي والثقافي. كانت أفتتحت الـLMTA دروب صداقة عديدة مع منظمة بروس تريل كونسيرفنسي الكندية في القسم 5 من LMT في إهدن، والذي تم تدشينه في تشرين الثاني 2012 ؛ وآخر مع منظمة جيجو أوليمن كوريا الجنوبية في القسم 21 في منطقة جزين، كان افتتح في العام 2014".

وختمت: "منذ العام 2007، تعمل جمعية درب الجبل اللبناني على تشجيع ودعم السياحة الريفية المستدامة والحفاظ على الارث الذي يسهم في زيادة الفرص الاقتصادية للمجتمعات المحلية. وتتنوع برامج الجمعية وتشمل عدة مشاريع خاصة بالتنمية والتعليم وصيانة الدرب والحفاظ عليه بالتعاون مع المجتمعات المحلية". 

وقال المستشار في تطوير الدرب لدى تريليا ترنس كاريوكا، بيدرو مينيزيس: "الدروب هي أكثر من مجرد مسارات. وتفتخر تريليا ترنس كاريوكا التي تعنى بأول درب لمسافات طويلة في البرازيل بأن تمثل النهج البرازيلي للدروب لمسافات طويلة من خلال هذه الصداقة العالمية ما بين لبنان والبرازيل، ودعا للسير سوية لقرون عديدة".

واستهل الملحق الثقافي لدى السفارة البرازيلية في لبنان ثياغو أنطونيو دي ميلو أوليفيرا كلمته بالقول: "سلام عليك"، مشيرا الى "ان اللبنانيين كانوا خلال بدايات عملهم وتجاربهم في البرازيل يلقون هذه التحية على كل الذين يلتقونهم وهذا الامر ان دل على شيء فانه يدل على خلقية ابناء لبنان"، وشدد بدوره على "أن الدرب الصديق يشهد على ضرورة الحفاظ على الطبيعة والأشكال التقليدية للحضارة في كل من البلدين إذ أن كلا من درب الجبل اللبناني ودرب ترانس كاريوكا يمران بمناطق غنية بالطبيعة والثقافة، ولكنهما تحت ضغط عال ومستمر من التحضر العصري".

وختم شاكرا لبلدية تنورين وجمعية درب الجبل واعضاء لجنة المحمية مساهمتهم وتعاونهم من اجل انجاح اللقاء وافتتاح الدرب.

وبعد التوقيع على اوراق التعاون تمت ازاحة الستارة عن اللوحة التي تحمل خريطة الدرب الجديدة.