بيئة
11 كانون الأول 2017, 11:27

اهالي الكورة بدأوا بالاعتماد على جفت الزيتون في التدفئة لاهميته البيئية وتجنبا لقطع الاشجار

وجه الكورانيون، مع هطول امطار الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، الى وسائل التدفئة المنوعة لحماية عائلاتهم من البرد.

ومع تطور الحياة وتبدل مشهد القرى والبلدات الكورانية، التي كانت تتصاعد من اسطحها جميعها دخان المدافئ، اقتصر استعمال الحطب على مدافئ الفيلات ومنازل أصحاب رؤوس الاموال والمزارعين ممن يشحلون حقول زيتونهم ويستخدمونها في التدفئة.

تجاه ذلك يرى المزارع ديب عبيد من كفرحزير ان ما يجعل اسعار الحطب ترتفع وتنخفض نسبة استخدامها في التدفئة هو "تراجع الاهتمام بحقول الزيتون واهمال تشحيلها، اضافة الى توفر مادة المازوت كما الغاز والكهرباء باسعار اقل كلفة". 

واشار الى انه انه كان يبيع في السنوات السابقة ما لا يقل عن ثماني شاحنات من الحطب، الا انه في هذا العام لم يبع الا شاحنة واحدة، موضحا ان سعر الحطب يتأثر بالعرض والطلب، حيث ان سعر الشاحنة المتوسطة الحجم اليوم لا تزيد عن 300 دولار في حين كانت تباع ب400 دولار، وقال: "هذه التجارة لم تعد مربحة كما في السابق، ولا سيما ان اصحاب الحقول باتوا يطلبون بدلا ماديا من الحطابين لقاء تشحيلها المجاني سابقا.

أما ناطور بشمزين أمين اسبر، فأشار الى ان الاشجار الحرجية قليلة في الكورة، ما يجعل الحطابين يعتمدون على تشحيل الزيتون، وهو ما يجعل سعر متر الحطب المكعب بمئة دولار اميركي.

وفي حين شدد المهندس غسان مهدي على ان استعمال الحطب بات يقتصر على مدافئ الاغنياء لارتفاع ثمنه، لفت الى ان 90 في المئة من العائلات تعتمد اليوم في تدفئتها على المازوت والغاز.

وتعتبر ناتالي سابا ان مدفأة الحطب تعطي جوا من الرومنسية في المنزل، على ما تعكسه حرارة الحطب وشعلة نيرانها من اجواء حميمة بجمع شمل العائلة، لا سيما في المناسبات.

اما ماري الديري فهي تعتمد في تدفئة منزلها على "صوبيا" الحطب جراء تشحيل زوجها لاشجار الزيتون سنويا واحتفاظه باغصانها اليابسة.

وفي ظل التراجع الكبير لاستخدام "الدق" في "الكانون" نظرا لاضراره الصحية والبيئة، اوضح المهندس الزراعي رولون العنداري انتشار استعمال قطع الجفت المجففة للتدفئة، كبديل عن الحطب، مشيرا الى ان نسبة استخدامه وصلت الى 50 في المئة، نظرا لتدني سعره مقابل الحطب.

ونوه بالنقلة النوعية في الكورة بالاعتماد على جفت الزيتون المطحون والمجفف في التدفئة المركزية بالمنازل والفيلات، نظرا لاهميته البيئية ومحافظتة على الاشجار من القطع من جهة، والمردود المالي الاضافي الذي يعود للتعاونيات الزراعية، بعد تصنيعه من جهة اخرى، اضافة الى تخفيفه من الاعباء المالية على مستخدميه في التدفئة.

وقدم مقارنة بين أسعار جفت الزيتون الذي يباع مباشرة من المعصرة بما يتراوح بين العشرة والعشرين دولار اميركي للطن الواحد، والجفت المجفف للتدفئة حيث يباع الطن الواحد منه بما يقارب ال250 الف ليرة، مشددا على ان "الربح الذي يعود للمعصرة من بيعه، بعد حسم كلفة التصنيع والمصاريف الاخرى، لا يقل عن 50 دولارا".

وتسعى تعاونية داربعشتار الزراعية الى وضع المشروع النموذجي الجديد في تشحيل الزيتون وفرمه وكبسه، قيد الدرس، لاستخدامه بديلا عن الحطب في المدافئ، وتجنب استخدام المازوت المضر والملوث للبيئة، ولا سيما ان كل معاصر الزيتون الحديثة في الكورة تمتلك آلة لكبس الجفت.

وأعلن رئيس هيئة حماية البيئة والتراث في الكورة وجوارها المهندس رفعت سابا عن تشجيع الهيئة لاي مشروع حديث للتدفئة صديق للبيئة، رافضا اي "عملية قطع للاشجار للتدفئة، ما لم تكن قد انتهت حياتها طبيعيا او بفعل التشحيل". ودعا الى "استكمال حملة التشجير في الكورة على المساحات الشاسعة غير المغروسة بالزيتون او الاشجار المثمرة"، مركزا على المساحات التي كانت تزرع بالحبوب لاغراض مختلفة، وقد تحولت بغالبيتها، الى التلال المشرفة على البحر من فيع مرورا بكفرحزير، وصولا الى القويطع، الى مقالع ترفع منها الاتربة لصالح شركات الاسمنت".