متفرّقات
07 آب 2024, 11:20

الكنائس تندّد بأعمال الشغب العنصريّة اليمينيّة المتطرّفة في المملكة المتّحدة

شجب قادة الكنيسة البريطانيّة أعمال الشغب المستمرّة المناهضة للهجرة التي أثارها هجوم طعن مميت في ساوثبورت الأسبوع الماضي، قائلين إنّها تهدّد قيم المجتمع البريطانيّ، وفق "فاتيكان نيوز".

 

إنضمّ قادة الكنيسة في إنجلترّا وويلز إلى إدانة أعمال الشغب اليمينيّة المتطرّفة والمناهضة للمهاجرين التي تجتاح، منذ أيّام، العديد من المدن في أنحاء المملكة المتّحدة كلّها، بما في ذلك لندن.

إندلعت أعمال العنف بعد هجوم طعن مميت في 29 تمّوز/يوليو  في مدرسة للرقص في بلدة ساوثبورت الساحليّة في شمال غرب إنجلترّا قتل فيه ثلاثة أطفال وأصيب آخرون.

ألقي القبض على مشتبه به بريطانيّ ولم يتمّ بعد، تحديد الدافع وراء تصرّفه، لكنّ الشرطة استبعدت الإرهاب.  

مع ذلك، فإنّ الشائعات المزيّفة التي انتشرت على الشبكات الاجتماعيّة بعد الهجوم، تشير زورًا إلى أنّ مهاجرًا مسلمًا كان مسؤولًا عن عمليًة الطعن.

تسبّب الهجوم، وهو واحد من أسوأ الاعتداءات ضدّ الأطفال في البلاد منذ عقود، في صدمة عامّة في بريطانيا، وأدّى إلى مظاهرات عنيفة لليمين المتطرّف ومناهضة للمهاجرين في العديد من البلدات في أنحاء المملكة المتّحدة جميعها.

ووقع أحد أحدث الحوادث مساء الإثنين في بلفاست في أيرلندا الشماليّة، حيث نقل رجل إلى المستشفى في ظروف خطيرة بعد تعرّضه لهجوم في جريمة كراهية مشتبه بها.

وألقي القبض على أكثر من 400 شخص منذ بدء أعمال الشغب.

أدان مجلس الأساقفة الكاثوليك في إنجلترا وويلز (CBCEW) أعمال الشغب ذات الدوافع العنصريّة، قائلًا إنّها تهدّد قيم المجتمع البريطانيّ.

"إنهم يظهرون تجاهلًا تامًّا للقيم التي تقوم عليها الحياة المدنيّة في بلدنا"، قال الأسقف بول ماكالينان، الأسقف الرئيس للمهاجرين واللاجئين.

وأشار إلى أنّ "تصرفات القلّة المتورّطة في العنف تتناقض بشكل صارخ مع عمل الجمعيّات الخيريّة والجماعات الكنسيّة والمتطوّعين الذين يمدّون، بلا كلل، يد الترحيب بالمهاجرين في أعمال تضامنيّة". وأمل أن تتضاعف الجهود للتمكّن من إعادة بناء المجتمعات بعد ما وقع في الأيّام القليلة الماضية.

وأعرب الأسقف ماكالينان عن تضامنه مع اللاجئين في بريطانيا. "أنتم محبوبون ومرحّب بكم هنا. علينا جميعًا أن نفعل ما في وسعنا للتأكّد من أنّكم تشعرون بالأمان".

كما شكر بحرارة خدمات الطوارئ، التي تواصل العمل بتفان على الرغم من المخاطر.  

من بين المنظّمات التي تدعم المهاجرين في بريطانيا، المنظّمة اليسوعيّة لخدمة اللاجئين في المملكة المتّحدة، التي ناشدت مديرتها سارة تيثر الحكومةَ البريطانيّة اتّخاذ خطوات عاجلة لضمان سلامة المستهدفين جميعهم، بمن فيهم الأشخاص في نظام اللجوء "الذين فرّوا، بالفعل، من العنف في كثير من الحالات وعانوا من صدمة عميقة".

وأشارت إلى أنّ العديد من اللاجئين الذين تخدمهم الجمعيّة "يعيشون في خوف عميق وانعدام الأمن بعد هذه الهجمات".

كما دعت السيّدة تيثر المواطنين البريطانيّين إلى تحدّي المعلومات المضلِّلة والخطاب العنصريّ والمثير للانقسام الذي يغذّي هذا العداء.

أدان جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري الأنجليكانيّ، العنف بأشدّ العبارات.

وقال إنّ مثيري الشغب "يدنّسون العلَم الذي يلفّون أنفسهم به".  

"إنهم يتحدّثون عن الدفاع عن القيم المسيحيّة لهذا البلد" ولكن "عندما سئل يسوع عمّا يجب أن تفعله في الحياة للحصول على حياة جيّدة قال: أحبّ الله وأحبّ قريبك وأحبّ عدوّك".

وأشار إلى وجوب تقاسم الثروة بشكل أكثر إنصافًا بين الأغنياء والفقراء في المملكة المتّحدة ولكنّ "الحرمان الاجتماعيّ لا يبرّر بأيّ شكل من الأشكال هذا العنف. مع ذلك، نحن بحاجة إلى إعادة النظر في كيفيّة تقاسم فوائد اقتصادنا بين كلّ من يحتاج إليها". "يحتاج الجميع إلى الاستفادة من كونهم بريطانيّين - واحدة من أغنى سبع دول على وجه الأرض."

وفي رسالة مشتركة إلى صحيفة التايمز، تحدّث الكاردينال فنسنت نيكولز، رئيس مجلس الأساقفة، والسير إفرايم ميرفيس، الحاخام الأكبر، ورئيس أساقفة كانتربري، والد. سيّد رزاوي، الإمام الأكبر، والإمام قاري عاصم، رئيس المجلس الاستشاريّ الوطنيّ للأئمة، ضدّ العنف وأعمال الشغب.