إفتتاح معمل لفرز النّفايات وتوضيبها في بشمزين والكلمات دعت الى تكاتف الجهود لتحقيق منطقة نموذجيّة
استهلّ الإحتفال بالنشيد الوطني ثم نشيد بلدة بشمزين وعرض شريط مصور عن المشروع.
ثم كلمة ترحيب وتقديم للمهندس جورج عبد الله مفرج، ألقى بعدها رئيس بلدية بشمزين فوزي كلش كلمة قال فيها: "لا تتحقق الأحلام إلا بالعمل الدؤوب، أن تحلم وتعمل على تحقيق حلمك بمفردك أمر معقول. لكن أن تحلم مجموعة متراصة لخدمة المجتمع البشمزيني والكوراني أصبحت حقيقة وواقعا أكيدان. الإنجاز اليوم هو خلاصة عمل المجلس البلدي ومجموعة من المجتمع المدني أمثال الأستاذ جاك مفرج والأستاذ جورج حنا جحا والسيد يعقوب شاهين وشركة S.T.C. وبرعاية النائب فادي كرم الذي عمل ويعمل على التنسيق والتعاون بين المجلس البلدي ومركز التنمية والديموقراطية والحوكمة CDDG".
وأضاف: "القصة ليست معدات وآليات، القصة هي قصة ثقافة بيئية وإجتماعية وتربوية، هي قصة ثقافة أخلاقية نريد بها توجيه المجتمع نحو رؤية أفضل. فإذا كورة العلم والثقافة والمعرفة ما كانت السباقة في هذا المجال فلمن قد تكون المبادرة؟".
وختم: "فلنتكاتف حول إتحاد بلديات الكورة بشخص رئيسه الأستاذ كريم بو كريم ولنعمل يداً بيد لكورة خضراء".
كما، ألقى بو كريم كلمة أكّد فيها "أنّ إفتتاح مصنع فرز النفايات المنزلية أمر طبيعي في أي مجتمع متحضر"، مشيراً الى أنّ "إقامة هذا المركز خطوة مباركة في رحلة الألف ميل وربما العشرة آلاف ميل إذا مشينا بسرعة الدولة اللبنانية ونأمل في النهاية أن نتوصل الى معالجة كل نفايات الكورة"، مضيفاً "نحن هنا لأنّ جبل سيدة البلمند قلحات تم جرفه ليردموا البحر، نحن هنا لأن معدل الوفيات بالسرطان في فيع وصل الى معدل خمسين بالمئة، نحن هنا لنساند الأرض وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. والكل يدرك أنّ موضوع البيئة هو مشكلة المشاكل في لبنان ملف معقد فيه تداخلات سياسية وتنفيعات مادية، ولا أريد أن أصدق ما يحصل، لدينا في الكورة مشاكل بيئية كما كل المناطق الأخرى في لبنان ويبدو أن ما من حل عن طريق الدولة لذا على كل منطقة أن تدبر أمورها ولكن كيف بإمكان البلديات ذلك إذا كانت الدولة بكامل هيبتها وسلطتها وأجهزتها عجزت عن فتح مطمر صحي في بلدة سرار في عكار فكيف لبلدية أو إتحاد بلديات أن ينجز ما عجزت الدولة عن إنجازه؟ ورغم ذلك علينا إيجاد حلول والتي ألخصها بثلاث مسلتزمات وهي إعطاء سلطة للبلديات والإتحادات، وضع رؤية وطنية شاملة عن طريق الحلول التقنية وتأمين الأموال اللازمة أما غير ذلك فلن ينجح".
وتطرّق الى مشاكل الكورة الصغيرة والمتوسطة والكبيرة من موضوع الصرف الصحي العام الى التلوث الناتج عن شركات الإسمنت، إضافةً الى نهش الجبال والإنبعاثات الغازية الناتجة عن المقالع"، مشيراً الى أنّه" تم العام 2015 لقاء مع الرئيس تمام سلام ووزير البيئة ووزير الصناعة والمجلس الأعلى للتنظيم المدني وبنتيجة اللقاء شكلت لجنة وطنية لمعالجة مشاكل التلوث الناتج عن شركات الإسمنت، لكن شركة السبع وشركة الترابة تمكنتا من قطع الطريق علينا وغيرا التصنيف من أراض حرجية الى مقالع وكسارات، لكن الإتحاد أرسل كتبا الى كل الوزارات المعنية ومجلس النواب لأن الخراب والحفر في تلال الكورة سيصل الى البيوت في فيع وكفرحزير وعفصديق. لكن كلّي أمل بأنّ لجنة البيئة الجديدة في إتحاد البلديات وبالتنسيق مع جميع الفاعليات الكورانية الرسمية والجمعيات البيئية والمجتمع المدني ستبادر كلها الى مجابهة المشاريع التي ستقضي على ما تبقى من تلال وبيئة الكورة وإلا سنندم في وقت لا ينفع فيه الندم".
وختم متمنّياً النجاح للمشروع، آملاً اللقاء في مشاريع بيئية أخرى في القريب العاجل. وأعلن أنّ وزارة البيئة وعدت بتركيب أربع محطات لقياس الإنبعاثات والغبار في حامات وعفصديق وفيع والبلمند في أواخر شهر آب المقبل.
ثم تمّ عرض فيلم عن فوج إطفاء البلدة، وقدم النائب كرم درعاً تكريميةً لمسؤول فوج الإطفاء أكّد فيها "أنّ هذا المشروع يأتي من ضمن سلسلة مشاريع تقوم بها القوّات اللّبنانية في منطقة الكورة بالتعاون مع البلديات والتي يجب علينا جميعاً أن نقدم الدعم لها"، مضيفاً "لأنّ النجاح عنوان وإسم أردنا اليوم تكريم هذه المجموعة التي تطوعت وخاطرت بحياتها ووصلت الى حد الإحتراف في مكافحة الحرائق في الكورة حيث نأمل أن لا تحصل أي حادثة وأن يكون هناك وعي بيئي لنتجنب الحرائق. ونأمل أن يكون لدينا في السنة المقبلة وقفة ثانية لتهنئة فريق عمل هذا المركز الحضاري الذي نفتتحه اليوم وأنا كلي ثقة بنجاح هذا المركز".
وختم: "نحن نقوم بكل هذه الخطوات لنصل الى منطقة نموذجية وذلك يتطلب تكاتف كل الجهود، جهود المسؤولين والأحزاب والفعاليات الكورانية".
بعد ذلك، ألقى الجميل كلمة قال فيها: "بكل إعتزاز نشارككم اليوم في إفتتاح هذا المركز والذي يشكل الخطوة الأولى والمدماك الأول في عملية الحفاظ على البيئة الخضراء في الكورة. ونحن في جمعية الصناعيين أكدنا ضمن إستراتيجية شاملة على ضرورة المقاربة بين الفرز والتدوير والتسبيغ لنصل في النهاية الى طمر أقل نسبة ممكنة من النفايات وهذا لا يتم إلا بتعاون الجميع من البلديات الى المجتمع المدني. وما يعتبره البعض لعنة منذ بداية مشكلة النفايات أثبتم اليوم أنه نعمة إذا ما أحسنا معالجتها وخصوصاً أنّ النفايات يمكن أن تكون مواد أولية مفيدة لصناعات كثيرة وأبرزها صناعة الكتب ومواد التغليف أضف الى ذلك إيجاد فرص عمل للعديد من الشباب في هذه المعامل".
وأضاف: "نحن اليوم بوجودكم وتأكيدكم على المعالجة عبر الفرز نحافظ على قرانا ولا أخفيكم بأن لبنان أدخل هذه الصناعة منذ العام 1929 وكان رائداً في المنطقة والعالم في هذا المجال".
وختم مهنّئاً بلدية بشمزين وإتحاد البلديات وأبناء الكورة على هذا الإنجاز، شاكراً الشركات التي تسهم في مثل هذه المشاريع.
بعد ذلك، ألقى راجي كلمة قال فيها: "عندما إجتمعنا في تشرين الأول من العام الفائت حول المؤتمر الذي نظمه مركز التنمية والديمقراطية والحوكمة CDDG للبحث في حلول عملية لمشكلة النفايات، كان همنا الأساسي آنذاك ترجمة النظريات المقترحة الى حلول عملية على أرض الواقع. ها نحن اليوم هنا ننطلق بخطى ثابتة نحو الحلول الشاملة والمستدامة".
وتابع: "في البداية، وضعنا نصب أعيننا رؤية لفرز النفايات تطورت الى خطة حتى ترجمت معملاً يفرز حالياً حوالى 5 أطنان يومياً. بدأت المسيرة في بشمزين حيث إنضمت الى المشروع ست قرى مجاورة. ونتوقع إنضمام عشرين قرية أخرى. نحن الآن بصدد البحث عن ممولين جدد يهدف توسيع الطاقة الإنتاجية للمعمل ليشمل كافة بلدات الكورة".
وأضاف: "لفرز النفايات أهمية كبيرة على عدّة أصعدة، إن كان لجهة المحافظة على البيئة وتعميم ثقافة معاصرة للتنمية المستدامة ان لجهة أثرها الإقتصادي الإيجابي كونها تؤمن أرباحاً مالية للبلديات فضلاً عن توفيرها فرص عمل لأفراد المجتمع. على سبيل المثال ستكون العائدات السنوية لمعمل بشمزين مقابل خمسة أطنان يومية من فرز النفايات حوالى أربعمئة ألف دولار أميركي. كانت ولا تزال الدولة المركزية تتخبط لإيجاد حلول للمشاكل اليومية ولتوفير ولو حتى أولويات العيش الكريم للمواطن. هدرت الأموال بطريقة عشوائية تارة عن جهل وتقصير وتارة عن سابق تصور وتصميم. فالمشاريع التي تم تلزيمها بملايين الدولارات، لزمت مجدداً وخلصت الى تنفيذها بآلاف الدولارات. يشكل إنعدام الإستراتيجيات الواضحة الناتج عن الشلل السياسي وجمود المؤسسات إنعكاساً سلبيّاً على تسيير أعمال المواطنين فنصل الى حائط مسدود".
وتساءل: "ما هو الحل؟ المضي بما تيسر وإن على حسابنا أم البقاء مكتوفي الأيدي؟ كفى كفى، حلّنا بسيط نقول لكم: أعطونا اللامركزية وسننجز النجاحات. أعطونا الوسائل وسنحقق الأهداف، أعطونا حرية التصرف وسنتصرف حسناً، أعطونا الثقة وخذوا لبناناً جديداً ذا مستقبل مشرق".
ولفت الى أنّ "إتحاد بلديات الكورة وبخاصة بلدية بشمزين اثبتا أنّ للسلطة المحلية القدرة على تنفيذ ما عجزت عنه الدولة كاملة، فأضحت مثالاً يحتذى به للشراكة بين مكونات المجتمع المدني. لهذه الشراكة دور أساسي فالشراكة مع القوّات اللّبنانية ليست الأولى من نوعها في هذه البلدة العزيزة. القوّات التي قامت سابقاً بتأمين شاحنة إطفاء ساهمت بإخماد حرائق عدة في بلدات كورانية مختلقة. هذا ونعد فريق الإطفاء بالدعم المتواصل شاكرين له إنجازاته وتضحياته".
وشدّد على أنّ "النجاح سعي فردي بمجهود جماعي ومن هنا نرى أنّ المعمل هو ثمرة تعاون بين المجتمع المدني المتمثل بال CDDG وحزب سياسي المتمثل بالقوات اللبنانية بشخص رئيسها الدكتور سمير جعجع ممثلاً بالنائب الدكتور فادي كرم والسلطة المحلية المتمثلة ببلدية بشمزين بشخص رئيسها الدكتور فوزي كلش والقطاع الخاص متمثلاً بشركتي جميل إخوان وسوليكار بشخص رئيس مجلس إدارتهما الدكتور فادي الجميل وشركة روكي بلاست بشخص رئيسها الأستاذ روبير خوري. جزيل الشكر لفريق العمل من شركة "جميل إخوان" على متابعتهم الحثيثة والمحترفة. جزيل الشكر لفريف العمل في البلدية، نتطلع لإنجاز مشاريع أخرى في هذا القضاء الرائع".
وختم: "من ثورة الى ثورة، ثورتنا ستمتد على مساحة الوطن لأنّ الثروة الحقيقيّة هي التّنمية المستدامة وما هذه إلا نقطة البداية الى حيث لم يجرؤ الآخرون".
ثم كانت كلمة شعرية للدكتور جاك مفرج، قصّ بعدها الرئيس مكاري والنواب كرم وغصن ورؤساء البلديات والأب بركات الشّريط التّقليدي وإطّلعوا على عمليّة الفرز.