العراق
27 أيلول 2024, 06:20

"لا نحتاج الى شهداء الدم، بل نحتاج إلى شهود الحياة": البطريرك ساكو

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم القدّاس الإلهيّ لمناسبة ذكرى استشهاد القدّيسة مسكنتا وولديها في كركوك في القرن الخامس، وذلك في كنيسة دير القدّيسة حنّة للراهبات الكلدان بنات مريم، بالكرادة داخل – بغداد. عاونه المطران باسيليوس يلدو والأب بسمان جورج بحضور عدد من الراهبات والمؤمنين، نقلًا عن موقع الكنيسة الكلدانيّة الرسميّ.

 

بعد قراءة الإنجيل، ألقى البطريرك ساكو عظة وقد طلب في بدايتها الصلاة من أجل السلام فقال: " أطلب منكم أن تصلّوا من أجل السلام في لبنان والأراضي المقدّسة والسودان وأوكرانيا وانتهاء هذه الحروب المدمّرة. في تاريخ الكنيسة الطويل في بلادنا، حدثت اضطهادات للمسيحيّين بشكل مستمرّ، وراح ضحيّتها آلاف الشهداء مثل مسكنتا وولديها، لكن اليوم لا يحتاج المسيحيّون الى الاستشهاد، إنّما ما يحتاجونه هو شهادة الحياة التي تؤثّر إيجابيًّا على المجتمع".

قال أيضًا: "التطابق بين الإيمان والأخلاق أمام اللامبالاة وتراجع الأخلاق والقيم، أصبح أكثر أهمّيّة من أي وقت مضى، بما للأبعاد الروحيّة والأخلاقيّة من التأثير على السلام والأمن العالميّين، ونزع السلاح، ومنع الصراعات. الصراعات والحروب الحاصلة في منطقتنا وعالمنا سببها تدهور الأخلاق وغياب التعليم الدينيّ السليم، وفقدان الثقة والخشية من الآخر المختلف، واستخدام العبارات الملوّثة بفيروس التطرّف الأيديولوجيّ، والبحث عن الزعامة والمصالح، بدل السعي إلى تعزيز قيم العيش المشترك كالصداقة والتضامن والاحترام والتفاهم المتبادل لبناء مستقبل أفضل".

وطلب البطريرك، في كلمته، من المسيحيّين:

1- أن يكونوا قادرين، حتّى لو كان عددهم محدودًا، أن يشهدوا لشيء مختلف وأن يتحمّلوا الألم من أجل إنتاج عمل ذي قيمة إنسانيّة وروحيّة واجتماعيّة. المسيح قال: "أنتم ملح الأرض" (متى 5/13)، أسأل .. ماذا فعلنا لنكون ملح الأرض؟

2-  الانخراط في الحوار من أجل التعايش السلميّ والإسهام في إعادة التفكير في المعايير الحاليّة وبناء الإنسان في العائلة والمدرسة وهذه هي الخطوة الأولى لبناء المسار الإيجابيّ  للتغيير.

3- أن يكونوا شهودًا لقيم ليس من السهل الحديث عنها، ويجسّدوها في واقعهم. أذكر مثلًا أقوال المسيح: كلّكم إخوة، أحبّوا بعضكم بعضًا، اغفروا، كونوا صانعي السلام.. هذه الكلمات إن عشناها تحرّر أنفسنا من  النزعات غير الصحّيّة.

ختم البطريرك عظته بالقول: "إنّنا نحتاج اليوم إلى شهود قادرين على عيش المحبّة والرجاء والسلام، أي إلى شهادة الحياة، وليس إلى شهادة الدم. إنّنا نتطلّع إلى يوبيل الرجاء الذي أعلنه البابا فرنسيس في العام المقبل 2025، ليترجم الأمل إلى السلام للعالم كلّه".