العراق
13 حزيران 2024, 07:15

"الولاء هو فقط للمسيح والكنيسة بشكل مطلق": البطريرك لويس ساكو

تيلي لوميار/ نورسات
إجتمع البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو بكهنة أبرشيّة بغداد بعد وصوله مباشرة إلى الصرح البطريركيّ في بغداد مساء الثلاثاء 11 حزيران/يونيو 2024، حسبما ذكر موقع البطريركيّة الكلدانيّة.

 

بدأ اللقاء بصلاة وترتيلة شكر لله كما عبّر البطريرك عن شكره وتقديره للمطران يلدو وكهنة بغداد على خدمتهم ومحبّتهم للكنيسة في أثناء تواجده في الدير الكهنوتيّ في عنكاوا. بعد ذلك، تطرّق الكاردينال لويس إلى الوضع العامّ في الكنيسة وطلب من الكهنة الوضوح والصدق في المواقف والخطابات وعدم الوقوف مع هذا أو ذاك من أجل مصالح أو مكاسب. وشدّد على أن يكون ولاؤهم، بشكل مطلق، للمسيح والكنيسة. ثمّ، تحدّث عن المعهد الكهنوتيّ والاهتمام بالدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة.  

وفي يوم التالي، ترأّس البطريرك قدّاسًا احتفاليًّا في كنيسة مار كوركيس، في بغداد الجديدة، لمناسبة عودته إلى العاصمة العراقيّة، عاونه فيه المطران باسيليوس يلدو والمطران شليمون وردوني ولفيف من الكهنة، وحضره عدد من الراهبات وجمهور غفير من المؤمنين.

بعد قراءة الإنجيل ألقى الأب البطريرك عظة من وحي المناسبة قال فيها:

"نشكر الله على إنهاء هذه المرحلة الصعبة من الظلم، بمبادرة شجاعة من دولة رئيس الوزراء محمّد شيّاع السودانيّ. قراره الممّيز يُعيد الثقة إلى المسيحيّين الممتَحنين أكثر من مرّة منذ سقوط النظام السابق، ويشحن أملهم بمستقبل أفضل. أتمنّى أن يواصل دولته دعمه لهم.

الشكر كلّه والامتنان لجميع الذين عبّروا عن دعمهم بصلاتهم ومواقفهم وبياناتهم، من أجل إظهار الحقّ.

تابع البطريرك مخاطبًا المؤمنين: "نحن لسنا غرباء عن هذه الأرض المباركة، نحن أحفاد من أسّسوا حضارة وادي الرافدين. نحن أحفاد مَلحَمة كلكامش بمضامينها الإنسانيّة العميقة، وأحفاد حمورابي صاحب القانون الأوّل في تاريخ البشريّة وأحفاد إبراهيم الكلدانيّ أبي المؤمنين بالله الواحد.

كنيستنا من أقدم الكنائس وليست أجنبيّة وافدة، نحن مؤمنون بالمسيح ورسالته في الأخوّة والمحبّة والسلام والخدمة. ولاؤنا ظلّ دومًا مطلقًا للوطن ولقد أعطيناه الكثير. نحن لون من ألوان النسيج العراقيّ الجميل، الذي تجب المحافظة عليه".

وأردف قائلًا: "نحن نريد أن تتعامل الحكومة معنا على مبدأ المواطنة والمساواة، وأن تحترم تمثيلنا، وأن نسترجع بيوتنا وأملاكنا المستحوَذ عليها. من غير المقبول أن تُربَط مقدّرات المسيحيّين كلّها بجهة واحدة لها أطماع لا تنتهي! لماذا يتمّ إقصاء مسيحيّين أكفّاء ومخلصين يوَدوّن الإسهام في تقدّم بلدهم وازدهاره؟

لقد دافعتُ طوال الوقت عن العراق والعراقيّين والمسيحيّين المكسورين، ولم أنجرّ إلى المال والمغريات ويبقى باب البطريركيّة الكلدانيّة وكنائسها مفتوحًا للجميع".

وقال البطريرك ساكو أيضًا: "إنصاف المسيحيّين قد يشجّع المهاجرين على العودة إلى أرضهم والاستثمار وخلق فرص عمل.

وهنا أشدّد على أهمّية وحدة المكوّن المسيحيّ والعمل كفريق واحد حرّ ومستقل في خدمة العراق والمسيحيّين بنزاهة وإخلاص".

وختم البطريرك عظته بالقول: "في هذا القدّاس نرفع الصلاة من أجل نجاح برنامج رئيس الوزراء الإصلاحيّ وتحقيق السلام والاستقرار في العراق".

نودّ هُنا أن نوضح أنّ الأب البطريرك باشر أعماله الرعويّة فزار مجمّع البابا فرنسيس في السعدون المخصّص للعائلات المتعفّفة (المستورة) والمهجّرة وقد اطّلع على سير العمل وشجّع على إنجازه في الوقت المحدّد، كما زار كنيسة أمّ المعونة، وكنيسة القدّيسة ترازيا الطفل يسوع (بادري بير) في السنك للاطّلاع على أعمال الصيانة الجارية فيها لافتتاحها قريبًا.