لبنان
22 نيسان 2024, 05:30

الرّاعي: يسوع حاضر إلى جانب كلّ مؤمن في الحالات الصعبة لكي يخرجه منها

تيلي لوميار/ نورسات
ترأس البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قدّاس الأحد على نيّة رابطة الأخويّات في بازيليك سيّدة لبنان _ حريصا، عاونه فيه المطرانان حنّا علوان والياس سليمان، أمين سرّ البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيّدة لبنان الأب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور أخويّات لبنان، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

 

لفت البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي إلى حضور يسوع في حياة كلّ مؤمن خصوصًا في الأوقات الصعبة، مشدّدًا على أهميّة الثقة به، وذلك قدّاس الأحد الذي ترأسه على نيّة رابطة الأخويّات في بازيليك سيّدة لبنان _ حريصا، عاونه فيه المطرانان حنّا علوان والياس سليمان، أمين سرّ البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيّدة لبنان الأب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور أخويّات لبنان، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى الرّاعي عظة بعنوان: "إرموا الشبكة من عن يمين السفينة تجدوا (يو 21: 6)، قال فيها: "بعد ليلة صيد فاشلة، أطلّ عند الصباح يسوع القائم من الموت على التلاميذ، وقال لهم: "أن يرموا الشبكة من عن يمين السفينة. على الرغم من عدم معرفتهم لهذا الغريب الذي ناداهم من على الشاطئ، "رموا الشبكة، فلم يستطيعوا جذبها لكثرة السمك الذي ضبطت (يو 21: 6). هو يسوع رأس الكنيسة، جسده السرّيّ، حاضر إلى جانب كلّ مؤمن ومؤمنة، ولا سيّما في الحالات الصعبة لكي يوجّههم إلى حلّها والخروج منها. فينتظر منّا الثّقة به والعمل بتوجيهاته وإلهاماته. هكذا جرى مع التلاميذ الذين بفضل ثقتهم بذاك الغريب وفعلوا كما أشار إليهم، أصابوا السمك الكثير: مئة وثلاث وخمسين سمكة كبيرة اعتبرها آباء الكنيسة القدّيسون رمزًا لعدد الشعوب المعروفة، وعلامةً لجامعيّة الكنيسة. وحده يوحنّا الحبيب عرفه من صوته ومن دافع الحبّ الذي في قلبه. وهمس "إنّه ربّنا" لسمعان-بطرس المملوء إيمانًا وحبًّا ليسوع، فألقى بنفسه في البحيرة آتيًا إليه".

وتابع: "يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة التي تجمعنا في مناسبتين: لقاء رابطة الأخويّات، واليوم العالميّ للصلاة من أجل الدعوات؛ وأن تشارك معنا جمعيّة فينيسيا للقدّيس شربل البولنديّة، مع وفدٍ من السوّاح البولنديّين ومرشدهم الروحيّ. وهم في زيارة للبنان وقدّيسيه، وللوقوف الى جانب الشعب اللبنانيّ وتشجيع السياحة في لبنان والحجّ الدينيّ إليه. وكذلك تشارك معنا "جماعة الرجاء" الني تهدف الى مساعدة العائلات التي فقدت أحد أبنائها من أجل إعادة الرجاء الى قلوبهم.

تجتمع رابطة الأخويّات في لبنان اليوم تحت نظر أمّنا مريم العذراء تأسّست الرابطة في لبنان سنة ١٩٥١ على يد المرحوم الأب جورج خوري اليسوعيّ، وتضمّ العديد من الأخويات  

وهذا هو اللقاء الأوّل للأخويّات الأمّ، بتحضير وإشراف اللجنة الإداريّة ومرشدها العام الأب الأنطوني دجوني الحاصباني  

نشكر الله على هذه النعمة الكبيرة التي أعطاها لكنيسة لبنان، انتم الجيش الروحيّ الحقيقيّ الذي لا يمتلك سلاحا ولا مدافع إنّما يملك الحبّن والإيمان والاخوّة والعطاء، لذلك سينجو لبنان بفعل صلاتكم وبشفاعة امّنا مريم العذراء سيّدة لبنان وقدّيسيه".

 

كما إنّنا نحتفل"باليوم العالميّ للصلاة من أجل الدعوات". فوجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة في المناسبة، جريًا على عادة البابوات منذ إحدى وستّين سنة، وقد أسّسه سنة 1963 القدّيس البابا بولس السادس. أمّا عنوان رسالة البابا فرنسيس فهو: "مدعوّون لنزرع الرجاء ونبني السلام". يكتب في مستهلّها أنّ الدعوة ثمينة ويوجّهها الله إلى كلّ واحد وواحدة منّا، ومن الذين هم شعبه الأمين السائر على الأرض، لكي يتمكّن من المشاركة في مشروع حبّه، ومن تجسيد جمال الإنجيل في مختلف حالات الحياة. الكلّ مدعوّون لسماع الدعوة الإلهيّة، لا من حيث الواجب فقط، بل وبخاصّة كوجهٍ أفضل لنصبح أداة حبّ وجمال وسلام وقبول للآخر. ويذكّر قداسة البابا أنّ الدعوة تشمل:

- الآباء والأمّهات الذين يبنون حياتهم على الحبّ المجّانيّ، منفتحين على هبة الحياة، وباذلين نفوسهم في خدمة أولادهم ونموّهم.

- العمّال الذين يقومون بأعمالهم وأشغالهم بالتفاني وروح التعاون.

- الأشخاص الملتزمين، بمختلف الطرق والأصعدة، في بناء عالم أكثر عدالة، واقتصاد أكثر تضامنًا، وسياسة أكثر إنصافًا، ومجتمع أكثر إنسانيّة.

- جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الحسنة الذين يضحّون في سبيل الخير العامّ.

- الأشخاص المكرّسين الذين يقفون حياتهم للربّ في صمت الصلاة، والعمل الرسوليّ وفقًا لمواهبهم الخاصّة.

- الكهنة الذين يتفانون في إعلان الإنجيل، ويهبون حياتهم، مع خبز القربان، للأخوّة، زارعين الرجاء وكاشفين للجميع عن جمال ملكوت الله.

كما وجّه البابا فرنسيس كلمةً أبويّة للشباب قال فيها " أيّها الشباب: "يسوع يجتذبكم، إطرحوا عليه أسئلتكم. إنّه يحترم حريّتكم، ولا يفرض نفسه عليكم، بل يقدّم ذاته لكم. فاتركوا له مكانًا في نفوسكم وستجدون سعادتكم في اتباعه، حتى ولو طلب منكم أن تبذلوا حياتكم كلّها له".

تمنّى البطريرك الراعي على المسؤولين قائلا "كم نودّ أن يعتبر المسؤولون السياسيّون والمدنيّون عندنا أنّ الدعوة موجّهة إليهم أيضًا وأنّهم في طليعة المدعوّين، لأنّهم مؤتمنون على خير الشعب، وعلى الدولة ومقدّراتها، وعلى وحدتهم في السير نحو هذين الهدفين، وفقًا لتنوّع مواهبهم. لذا ندعوهم لبذل الجهود نحو الهدف الوطنيّ الواحد، وللتنافس في الوسائل والطرق نحو هذا الهدف، على قاعدة الديمقراطيّة السليمة التي تشكّل نظام لبنان "كجمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة" (مقدّمة الدستور، ج).  

وختم الراعي: "فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل أن يلتزم كلّ إنسان بدعوته الخاصّة، فتنسجم حياته مع تصميم الله الخلاصيّ. ولنصلِّ من أجل تقديس الأخويّات وإنمائها وانتشارها في مختلف الرعايا على كامل الأرض اللبنانيّة. ولتشفع لها ولنا ولوطننا لبنان أمّنا وسيّدتنا مريم العذراء سيّدة لبنان. ومعها نرفع نشيد المجد والتعظيم للثالوث القدّوس الواحد، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".