مصر
12 نيسان 2024, 12:45

البابا تواضروس يستكمل، في تعليم يوم الأربعاء، سلسلة "طرق تقديم المحبّة"

تيلي لوميار/ نورسات
ألقى البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعيّة في اجتماع الأربعاء، من كنيسة القدّيس أنطونيوس في المقرّ البابويّ في القاهرة، من دون حضور شعبيّ، وبُثّت العظة عبر القنوات الفضائيّة المسيحيّة وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلاميّ للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة على شبكة الإنترنت، على ما أعلن المتحدّث الرسميّ للكنيسة.

 

أوضح المتحدّث أنّ البابا تواضروس استكمل سلسلة "طرق تقديم المحبّة"، وتناول جزءًا من الفصل الخامس عشر في إنجيل القدّيس متّى، (15: 21 - ٢٨)، وتأمّل في "كيف تُقدّم المحبّة من خلال الحوار"، وذلك من خلال حوار المسيح مع امرأتين في الكتاب المقدّس، هما: المرأة السامريّة في إنجيل يوحنّا الفصل الرابع، والمرأة الكنعانيّة في إنجيل متّى، الفصل الخامس عشر.

قال البابا إنّ الكلام هو أسرع طريقة لنقل الأفكار وأفضل طريقة لتقديم المحبّة، وتتمثّل صوره الأربع في: الكلام والاستماع والقراءة والكتابة (أم ١٦: ٢٤).  

ثمّ شرح مميّزات حوار المسيح مع المرأتين، كالتالي:

- عندما تقابل السيّد المسيح مع المرأة السامريّة عند البئر لم يكن التلاميذ موجودين، بينما كانوا حاضرين عندما أتت المرأة الكنعانيّة إلى المسيح، (مت ١٥: ٢٢).

- المرأة السامريّة تنتمي إلى فئة اليهود التي انقسمت في ذلك الوقت إلى مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم ومملكة الشمال وعاصمتها السامرة، وقامت بين اليهود والسامريّين خصومة، بينما المرأة الكنعانيّة من فئة الأمم.

- عندما تقابل المسيح مع المرأة السامريّة أتى إليها وكانت امرأة منبوذة، في المقابل، كانت المرأة الكنعانيّة متألّمة من أجل ابنتها ولكنّها لجأت إلى المسيح ولو كان من اليهود.

-  في الحوار مع السامريّة طلب منها المسيح أن يشرب لكنّها رفضت بحجّة الخصومة بين اليهود والسامريّين، ولكنّ المسيح جذبها بكلامه إلى الاعتراف بخطيئتها. في المقابل، كان طلب المرأة الكنعانيّة مرفوضًا - على الأقل هذا ما نسمعه في الإنجيل، (مت ١٥: ٢٣)، (مت ١٥: ٢٤)، ومن خلال حواره مع المرأة أراد أن يُظهر لنا عمق إيمانها، وكذلك أن يتعلّم التلاميذ الحوار الناجح من خلال اتّساع القلب لكلّ إنسان من دون النظر إلى انتمائه.

-  في مقابلة المسيح مع السامريّة كان الحوار منفردًا، ومن خلال خطوات الحوار بالحبّ ورقّة الألفاظ، كان علم المعرفة ينمو لديها تدريجيًّا، (يو ٤: ١٩)، في المقابل تمتّعت المرأة الكنعانيّة بالمنطق في الحوار (مت ١٥: ٢٧).

- المرأة السامريّة بالحوار الممتلئ بالمحبّة صارت كارزة، والمرأة الكنعانيّة حصلت على مكافأة وشُفيت ابنتها، وذلك لأنّ الحوار الواضح يستطيع أن يُغيّر الإنسان.

بعد هذا التفصيل، وضع البابا علاماتٍ للحوار الناجح، هي:

- الاحترام الكامل لأفكار الآخر، من خلال اختيار الألفاظ، حتّى وإن كانت أفكار الآخر تختلف معك (إش ١: ١٨).

- التشجيع للآخر بكلماتٍ من قبيل: جيّد ورائع، لأنّ الحوار هو إثراء وغِنى (مز ١٣٨: ٣).

- الحريّة، أي التحرُّر من الأشياء المكبوتة داخليًّا والحديث بحريّة، لأنّ ذلك يجعل المتكلّم يشعر بالفرح (٢ كو ٣: ١٧).