مصر
02 أيار 2024, 13:15

البطريرك العبسيّ: القربان المقدّس والكهنوت، سرّا محبّة ووفاء بالوعد

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس البطريرك يوسف العبسي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك رتبة غسل الموائد والقدّاس الإلهيّ في كاتدرائيّة القيامة في القاهرة بمناسة خميس الأسرار بحسب التقويم الشرقيّ، وعاونه الأب المتقدّم في الكهنة اندره فرح والأرشمندريت بيار فرح والأبوين غريغوار شلويط وشارل ديب، وبعد الإنجيل المقدّس ألقى البطريرك عبسي كلمة جاء فيها:

 

"مع صلاة الغروب والقدّاس الإلهيّ للقدّيس باسيليوس، صباح يوم الخميس المقدّس، تبدأ الكنيسة المرحلة الأخيرة من الصيام المقدّس، مرحلة الآلام. لذلك، تتلو الكنيسة الإنجيل الذي يروي الساعات الأخيرة قبل صلب يسوع وموته وقيامته."

تابع البطريرك العبسيّ يشرح عن السرّين اللذين أسّسهما الربّ يسوع في مثل هذا اليوم. هما سرّ القربان المقدّس أو الإفخارستيّا، وسرّ الكهنوت. وفي هذا السياق، تقدّم البطريرك، باسمه، وباسم المؤمنين، وباسم المطران جان ماري، راعي أبرشيّة القاهرة والسودان للروم الملكيّين الكاثوليك، بالشكر للكهنة على خدمتهم التي تكون صعبةً في أحيانٍ كثيرة ولكنّها مع ذلك مصدر فرحٍ للجميع، بما أنّهم من خلالها، يقدّمون لنا جسد المسيح ودمه وهو من سبق ووعدنا بالبقاء معنا على الدوام. وطلب من المؤمنين جميعًا أن يحوِّطوا الكهنة بالمحبّة والعناية في الحالات كلّها، فـ"كلّنا ضعفاء، كلّنا خطأة، كلّنا فينا نقص، وزلّات، وعثرات...لكنّنا مدعوّون إلى أن نكون جسدًا واحدًا، جسد يسوع المسيح الذي أعطانا إيّاه يوم الخميس المقدّس"...  

ثمّ، قدّم البطريرك العبسيّ شرحًا موجزًا عن سريّ القربان المقدّس والكهنوت، فالأوّل يعبّر عن محبّة يسوع المسيح لنا، محبّةً للغاية، وحتّى النهاية، أيّ "ليس فقط محبّة لا رجوع فيها، بل أيضًا محبّة كاملة، لا نقصان فيها". في هذا السرّ أعطانا لحمه ودمه مأكلًا ومشربًا....

والثاني، أي سرّ الكهنوت، مرتبطٌ ارتباطًا لا انفصام فيه مع الإفخارستيّا فعلى يد الكهنة يتمّ سرّ القربان المقدَّس، بالتالي، من دون سرّ القربان، لا ضرورة للكهنة، ومن دون الكهنة، لا إتمام لسرّ القربان فَيَفِيَ يسوع بوعده ويبقى معنا على الدوام في القربانة المقدّسة...

في ختام كلمته، دعا البطريرك يوسف العبسي المؤمنين إلى الانضمام إلى مسيرة يسوع الآلاميّة التي تبدأ مساء الخميس المقدّس، في زمننا البشريّ، وأن يمكثوا معه في آلامه، ويشتركوا معه فيها، بمحبّة وخشوعٍ وتامّل، حتّى يتمكّنوا من الاحتفال بقيامته يوم الأحد.