14 شباط 2016, 09:44
"أَحْبَبْتُكُمْ، قَالَ الرَّبُّ"
(نورسات الأردن-رنا حداد )يا ناس حبوا الناس ، الله موصي بالحب، الحب فرح الناس ويا ويله اللي ما بحب.نعم ، هي الوصية الأعظم " "هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ" (إنجيل يوحنا 15: 12)، وكيف لنا الا نلبي وصية الرب.اليوم ، يكون البعض قد اشترى هدايا وعطور، حلويات وزهور، اليوم ، عيد الحب، او يوم الحب ، اذ اتفق على الاحتفال به في الرابع عشر من شهر شباط في كل عام. في القصة التاريخية فان فالنتين هو قسيس كان يعيش أيام حكم الامبراطور الروماني كلاوديس الثاني أواخر القرن الثالث الميلادي، وفي فبراير 270 م أعدم القسيس فالنتين، لأنه عارض أوامر الإمبراطور الداعية إلى منع عقد أي قران لأنه لاحظ أن العزاب أشد صبرا في الحرب من المتزوجين الذين غالبا ما يرفضون الذهاب إلى المعارك، إلا أن فالنتين كان يعقد الزيجات في كنيسته سرا احتراما منه لمشاعر العشاق والمتحابين إلى أن افتضح أمره، واقتيد للسجن وهناك تعرف على ابنة احد حراس السجن كانت عليلة وطلب منه أبوها أن يشفيها ووقع في حبها وقبل أن يعدم أرسل إليها بطاقة كتب عليها "من المخلص فالنتين". وهكذا بعد أن دخل الرومان في المسيحية بنيت كنيسة في روما في المكان الذي أعدم فيه تخليدا لذكراه.
من نحب؟
" "أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 1
باغتنا الشاب العشريني رائد جبور بسؤال ردا على سؤالنا ان كان يحتفل بهذا اليوم، فقال السؤال الاهم هو «من نحب؟» ليكون الاحتفال لائقا ومقبولا".
ورد الشاب جبور على سؤاله وسؤالنا باختصار قائلا «ان الله،اولى بحبنا خالصا كاملا جميعا، متى احببناه ، احببنا الاخر وانفسنا ايضا".
وتابع»ان الحب الذي ينبع من قلب مؤمن وقريب من الله تعالى هو نور يضيء حياة الفرد ويبعده عن كل ما من شأنه ان يكون مصدر اذى له ولمن حوله».
اي حب؟
كثير من النفوس متعبة،سيما اننا نعيش واقعا عربيا اليما وسط اقليم ملتهب، لذا قد لا تغري واجهات المحلات اليوم، ولا البالونات والزهور كثير من الناس، لكن لربما باتت الاوضاع الاقتصادية والسياسية شماعة نعلق عليها جفاء مشاعرنا ، وبعدنا عن جوهر الحقيقة ان "الله محبة".
تقول مرام عازر، كل الشرائع السماوية، نادت بالحب ، ولم تحرم ان تكون هناك الفسح للمشاعر بين الناس ضمن الضوابط الشرعية ، وداخل العلاقات المعترف بها اجتماعيا».
وتتابع «هناك نساء تتمنى من زوجها ان لا يأتي لها بربطة خبز وتبقى جائعة مقابل ان يقول لها «اني احبك»، او حتى «يعطيك العافية «سواء في يوم الحب او غيره».
وتزيد «انا لا اشجع على هذا اليوم او على الاحتفال به ولكنني مع ابراز عواطفنا ومشاعرنا وتقديرنا للطرف الاخر كل يوم ولو بكلمة، فهذه اشياء تبقى ثمارها على مدار العام وليس ليوم 14 /2، فالحب من وجهة نظري لا يرتبط بيوم أو وقت معين».
مراهقون وحب بالاحمر
يتهم الشباب من الذكور والاناث انهم الفئة الاكثر احتفالا بهذا اليوم، فبحسب اصحاب محلات قالوا ان الفئات العمرية من 14 الى 19 عاما هم اكثر المتسوقين لهذه المناسبة. وان كنا في مجتمع اغلبه لا يحبذ الاحتفال بالمناسبة الا ان الاستشارية الاسرية رندة روحي قالت اننا بحاجة ماسة لاظهار الحب والاحتفال به في زمن الماديات.
تقول روحي، الحب ليس تاريخا يذكرنا به جوجل او رزنامة المنزل او المكتب، هو اسلوب حياة، يجب ان يرسخ في سلوكنا منذ الصغر، حب الوطن، حب الاسرة، حب المجتمع ، حب الذات وحب الاخر.
وتؤكد "لا شيء يمنع نشر ثقافة الحب فهي ركيزة للتصالح والتسامح،واننا عندما ننشىء جيلا مشبعا بحب اسرته واصدقائه ووطنه نكون قد احتفلنا بالحب».
وعن الآثار الإيجابية للحب إذا ما عمم كثقافة في المجتمع،قالت «لو ادرك كل فرد في المجتمع، بأنه محبوب ووصل إليه حب الآخرين لانخفضت الامراض ،واختفت الجريمة،وقلت معدلات الطلاق ،وتجنبنا المشاكل الاسرية والعاطفية والنفسية التي باتت تهدد امن اسرنا ومجتمعنا».
وزادت الاخصائية روحي مطلوب من الجميع احياء ثقافة الحب في المجتمع والمنازل ، وليس بتحريم الاحتفال بهذا اليوم بل بايجاد بديل ينشر ثقافة اسمى وانبل العواطف الانسانية «الحب» معتبرا الحب كلمة سحرية وبوابة الالتقاء مع الله.