البابا يستقبل جماعة المعهد الماروني في روما ويقول إن للبنان دعوة خاصة من أجل السلام
ولم تخلُ كلمة البابا فرنسيس إلى جماعة المعهد الماروني في روما من الإشارة إلى بعض المخاطر المحدقة بهؤلاء الطلاب الذين يتلقون تحصليهم العلمي في المدينة الخالدة، ومن بينها خطر الانجرار وراء ثقافة ما هو موقت وثقافة المظاهر. وأشار إلى أن هذه السنوات تشكل مناسبة ملائكة لتقوية جهاز المناعة ضد الأمور الدنوية. إنها سنوات من "الرياضة" و"التمرين" في "قاعة التمرينات الرياضية الرومانية". وشدد في هذا السياق على ضرورة أن يسعى الطلاب نحو الانضباط الروحي، الذي يستند إلى ركائز الصلاة والعمل الداخلي. ولفت إلى أهمية ألا تقتصر الصلاة الليتورجية والشخصية على الطقوس الجميلة وحسب، إذ ينبغي أن نقدم من خلالها الحياة للرب ونقدم الرب للحياة. وأكد البابا أيضا أن العمل الداخلي ينبغي أن يكون صبوراً ومنفتحا على الحوار، تعضده الدراسة ويطبعه الالتزام، ويعرف كيف يميّز بين ما هو حق وما هو باطل.
هذا ثم اعتبر البابا أن الغنى البشري والفكري والروحي الذي يحصل عليه طلاب المعهد الماروني في روما هو بمثابة جائزة بالنسبة لهم، كما أنه خير لا بد من جعله يثمر، وهو أيضا كنز ينبغي أن يوجَّه إلى المؤمنين في الأبرشيات التي سيكرسون حياتهم من أجلها. وذكّر فرنسيس ضيوفه بأنهم ليسوا مدعوين إلى تبوء منصب ما وحسب إذ يتعين عليهم أن يعيشوا رسالة بعيدة عن الحسابات الضيقة، ولا تعرف حدودا. وأكد البابا بعدها أن المؤمنين الذين سيوكلون إلى رعاية كهنة الغد يعيشون في منطقة الشرق الأوسط التي لا تخلو من المشاكل والاضطرابات وبالتالي سيبحثون في رعاتهم عن أشخاص يقدمون لهم العزاء.
بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن أهمية السلام وقال إن للبنان دعوة خاصة من أجل السلام يؤديها في العالم كله وهذا ما تحدث عنه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان". وشدد البابا فرنسيس في الختام على ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالشبيبة وأهمية أن ترافقهم الكنيسة بثقة وصبر وذكّر بلقاء البابا بندكتس السادس عشر مع شبيبة لبنان عام 2012 عندما دعاهم ليكونوا مضيافين ومنفتحين، ومن هذا المنطلق ـ ختم البابا فرنسيس ـ لا بد أن يساعد رعاة الكنيسة الشبيبة على فتح قلوبهم على الخير كي يختبروا فرح قبول الرب في حياتهم. هذا ثم منح البابا ضيوفه بركاته الرسولية.