البابا فرنسيس: هل أنا "مسيحيّ القول" أم "مسيحيّ الفعل"؟
"الثّنائيّ الأوّل "القول والفعل" والّذي يميِّز بين مسيرتين متعارضتين في الحياة المسيحيّة. القول هو أسلوب للإيمان ولكنّه سطحيّ جدًّا وجزئيّ: إذ أقول إنّني مسيحيّ ولكنّني لا أفعل ما يفعله المسيحيّ. وبالتّالي– لأقوله ببساطة– أنا أتبرّج بالمسيحيّة، أيّ أنَّ القول بدون الفعل هو مجرّد تبرّج؛ فيما أنّ اقتراح يسوع هو العمليّة والأمور الملموسة؛ وأعمال الرّحمة هي ملموسة.
أمّا الثّنائيّ الثّاني فهو "الصّخر والرّمل". الرّمل ليس ثابتًا وهو من تبعات القول، وبالتّالي من يبني على الرّمل يبني بدون أساسات، أمّا الصّخر فهو الرّبّ وهو القوّة. لكن غالبًا ما نجد أنَّ الّذي يثق بالرّبّ يعيش في الخفاء وبعيدًا عن الأنظار وبدون نجاح... ولكنّه ثابت على الصّخر؛ لأنّه رجاءه ليس في القول والغرور والكبرياء وسلطات الحياة الزائلة وإنّما في الرّبّ الّذي هو الصّخر. وبالتّالي فواقعيّة الحياة المسيحيّة تجعلنا نسير قدمًا ونبني على هذا الصّخر الّذي هو الله أيّ يسوع. وبالتّالي لا على المظاهر والغرور والنّفوذ وإنّما على الحقيقة.
من ثمَّ هناك الثّنائيّ الثّالث "الأعلى والأسفل" والّذي يقارن بين خطوات المتكبّرين والمتواضعين. وأذكّر بالقراءة الأولى من سفر النّبيّ أشعيا فالرّبّ قد "خَفَضَ السَّاكِنينَ في عَلاء وحَطَّ المَدينَةَ الشّامِخة حَطَّها إلى الأَرض وأَلصَقَها بالتُّراب فَتَطَأُها القَدَم قَدَما البائِسِ خُطوات المَساكين". يشبه نشيد أشعيا هذا نشيد العذراء مريم: فالرّب يرفع المتواضعين، الّذين يعيشون الحياة الملموسة يوميًّا، ويحطُّ المقتدرين الّذين يبنون حياتهم على الكبرياء والغرور... وبالتّالي فهؤلاء لا يدومون أبدًا.
إذًا في زمن المجيء هذا ستساعدنا بعض الأسئلة المهمّة: "هل أنا مسيحيّ القول أو مسيحيّ الفعل؟"، "هل أبني حياتي على صخرة الله أو على رمل روح العالم والغرور؟"، "هل أنا متواضع وأسير دائمًا بدون كبرياء، وأخدم الرّبّ؟".