21 أيلول 2015, 21:00
قصة اليوم: شباب دائم النضارة
بلغ مايكل آنجلو بالفن آخر حدود القدرة البشرية الى درجة كان بين يديه يتوثّب حياة وينتفض حبًّا وهياماً وقد قيل فيه "مايكل آنجلو هو أكثر من بشر! إنه ملاك إلهي!"كان عمره ٢٢ سنة حين نحت تمثال بيتّا الموجود في الفاتيكان والذي يُعَد روعة الأجيال في فن النحت وهو يمثّل العذراء وعلى حضنها يسوع بعد أن أنزلوه عن الصليب.ولما عرضه للأنظار لأول مرة، اعترض الفنان كونديني بأن العذراء تبدو شابة أكثر مما ينبغي، فأجابه مايكل آنجلو "ألا تعرف أن النساء العفيفات يحتفظن بالنضار والصبا أكثر من غير العفيفات؟ مريم العذراء، لم يعكّر قط صفاء براءتها فكر واحد رديء، ليشرب جمال وروعة جسدها".
هذا هو فضل العفاف وأثره على جسم صاحبه "إنه يتلألأ بريقاً في عيون صافية، وعذوبة على ملامح بريئة، وموسيقى في صوت حنون، وحركات تنضح رجولة وطبَعية وحشمة، يوشح النفس العفيفة بجمال طفولة محبّبة حتى ليستحيل أن نرى نفساً عذراء على وجه بريء من دون أن نشعر بمحبة هي مزيج من الاحترام والحنان".
والعفاف ما هو إلا نتيجة السيطرة على الأميال الرديئة، وبالتالي دليل عزة نفس تأبى الاستعباد للأهواء ولا يتحقق العفاف الكامل إلا اذا استقرّ في القلب والرغبات والأفكار والأقوال، حِينَئذٍ فقط ينضح القلب على الخارج جمالاً ونضارةً وبراءة.