وبدأ شهر قلب يسوع الأقدس..
هو انطلاقة لعبادة قلب يسوع الأقدس يتلو خلالها المؤمنون مسبحته الخاصّة تأمّلاً بجراحات المسيح الخمسة، فيرتقون من خلالها إلى الكمال ملتمسين الحبّ الإلهيّ الّذي يضخّ فيهم حياة وخيرًا، مضرمًا القلوب بلهيب محبّة مشبّعة من روح الله.
هي رياضة روحيّة تنقّي القلوب من الزّؤان وتفترشها ببذور الطّهر والنّقاء وترشد إلى قلب المسيح الوديع والمتواضع "قلب الكنيسة"، كما يصفه البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني، "هو الّذي يدعونا إلى الاهتداء والمصالحة. هو الّذي يرشد القلوب النّقيّة والمتعطّشة إلى العدالة على درب التّطويبات. هو الّذي يُتمّم الشّركة الودّيّة لأعضاء الجسد الواحد. هو الّذي يسمح لنا بالتّقيّد بالبشرى السّارّة وقبول الوعد بالحياة الأبديّة. هو الّذي يرسلنا لنقوم بمهمّتنا. العلاقة القلبيّة مع يسوع توسّع القلب البشريّ على مستوى شامل".
في شهر قلب يسوع المبارك، دعوة- إلى كلّ قلب انتزعته الظّروف من قلب الكنيسة وشرّدته عن جوهر الإيمان وجعلته يتيمًا في هذا العالم- إلى العودة إلى قلب المخلّص ليختبر رحمته ويبحث فيه عن السّلام والعزاء ويلتمس منه النّعم والبركات؛ هي دعوة لاستعادة القلوب الفاترة حرارتها، وفرصة ليحفر يسوع أسماءنا في قلبه فلا تُمحى منه أبدًا.
لنجرؤ منذ اليوم على تكريس أنفسنا لقلب يسوع الأقدس ونعترف بسلطته علنًا وبحرّيّة، وليكن قلبه نورًا وقوّة وسندًا وحياة لكلّ قلب وديع ومتواضع على مثال قلب يسوع المسيح.