ماذا تعرف عن البطريق الملكي؟
يُعدّ البطريق الملكي، ثاني أكبر بطريق على وجه الأرض. وقد حصل الطائر على اسمه الشائع نتيجة اعتقاد خاطئ بأنه الأكبر بين جميع أنواع البطاريق، وهو اعتقاد انقلب في عام 1884 عندما تم التعرف على قريبه، الذي يُطلق عليه اسم البطريق الإمبراطور، والذي يصل ارتفاعه إلى نحو قدم تقريبًا.
يتميز البطريق الملكي عن 17 نوعًا آخر من البطاريق، يعد الريش الأصفر البرتقالي على صدره العلوي والبقع الملونة على جانبي رأسه، أبرز علاماته. وتتميز ذكور طيور البطريق الملكي بأنها أكبر قليلاً من الإناث، لكن يبدو الجنسين متطابقين تقريبًا في المظهر. ومع ذلك، فإن صغار البطريق الملكي تتباهى بالريش البني الغامق الذي يبدو مختلفًا تمامًا عن البالغين، الأمر الذي جعل العلماء يعتقدون في السابق أنها نوع منفصل تمامًا، يُعرف باسم البطريق الصوفي.
يعيش البطريق الملكي، ويتكاثر في عدد من الجزر شمال القارة الواقعة في أقصى الجنوب. تُعرف هذه الجزر باسم الجزر القطبية الجنوبية. عندما تكون على الأرض تفضل الطيور الشواطئ والوديان الخالية من الثلج والجليد، ويمكن العثور عليها عادة بالقرب من البحر.
يعد البطريق الملكي صياد ملحمي، بإمكانه صيد نحو 2000 سمكة في يوم واحد، إذ يستخدم الزعانف الكبيرة للسباحة بسرعة ستة أميال في الساعة بحثًا عن سمك الأنقليس والحبار. في بعض الأحيان، يتطلب العثور على الفريسة الغوص إلى أعماق تزيد عن 1180 قدمًا، أي بعمق يصل إلى عمق برج إيفل. إذ يُعرف هذا الجزء من المحيط بمنطقة الشفق، ويصبح أكثر قتامة كلما زاد عمقه. ما يجعل، طيور البطريق الملكية تتمتع برؤية ليلية ممتازة، على الرغم من أنها تقوم بمعظم الصيد أثناء النهار.
أما أعداء البطريق الملكي في الطبيعة، فهم حيتان الأركة، وفقمات النمر وفقمات الفراء في أنتاركتيكا، وأسود البحر في أمريكا الجنوبية. على الشواطئ الحجرية يجب على طيور البطريق الملكية أيضًا حماية بيضها وفراخها من الحيوانات المفترسة مثل طيور النوء العملاقة ونسور الديك الرومي والكاراكارا.
تتشابه طيور البطريق الملكية مع البطريق الإمبراطور، فهي لا تبني أعشاشًا. بدلاً من ذلك، يتناوب الذكور والإناث على احتضان بيضهم فوق أقدامهم والحفاظ على دفء الصغار بغطاء خاص من الجلد العاري يُعرف باسم كيس الحضنة. ويمكن أن تستمر دورة التكاثر بين 13 و 16 شهرًا. تميل إناث طيور البطريق الملك إلى وضع بيضة واحدة كل عام، على الرغم من أن التكاثر غالبًا ما يكون ناجحًا فقط كل عامين. تستغرق فترة حضانة البيض نحو 54 يومًا، وبعد ذلك يجب على الوالدين الاستمرار في العودة إلى الصيصان وتقيؤ الطعام في أفواههم لمساعدتهم على البقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء.
يصنف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة طيور البطريق الملكية على أنها من الأنواع "الأقل قلقًا". هذا يعني أنه مع وجود مجموعة كبيرة نسبيًا وعدد سكان عالمي يبلغ نحو 1.1 مليون زوج تكاثر سنويًا، فإن البطريق الملكي ليس مهددًا بخطر الانقراض حاليًا. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن تغير المناخ يمكن أن يهدد بعض مجموعات البطريق الملكي في المستقبل. إذ يؤثر ارتفاع درجات حرارة سطح البحر على تحركات أنواع الفرائس، ويتنبأ العلماء بأنه على وجه الخصوص في جنوب المحيط الهندي، سيتعين على طيور البطريق الملكية قريبًا السفر لمسافات أطول للعثور على نفس الكمية من الطعام. كما يعتقد العلماء أيضًا أن درجات الحرارة المتغيرة يمكن أن تدفع أنواع الفرائس إلى أعماق المحيط، وربما تدفع طيور البطريق الملكية إلى أقصى حدود قدراتها في الغوص. كما يهدد تفشي الأمراض، والاضطرابات الناجمة عن السياحة والتنمية، والأنواع الغازية البطريق الملكي.
المصدر: National Geographic