"العذراء مريم أعطتنا يسوع المخلّص وظلّت دائمًا إلى جواره": البطريرك يونان
شاركه الصلاة المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركيّ العامّ والأب كريم كلش أمين السرّ والأب سعيد مسّوح، والأب ديفيد ملكي كاهن رعيّة مار بهنام وسارة – الفنار، ومجموعة من أبناء رعيّة مار بهنام وسارة وإرساليّة العائلة المقدّسة، والتي تقوم برحلة حجّ إلى جبل الرحمة الإلهيّة ودير الشرفة ودير الراهبات الأفراميّات ومزار سيّدة لبنان في حريصا.
أعرب البطريرك عن فرحه الكبير مهنئًا الحاضرين "لأنّكم تقومون بهذا الحجّ، نهنّئكم لأنّكم عبّرتم عن إيمانكم وتشبّثكم وتعلُّقكم بإيمان آبائكم وأجدادكم، مهما كثرت الصعوبات والضيقات والتحدّيات ثم قال للحجّاج سوف تذهبون إلى مزار سيّدة لبنان في حريصا، حيث سترون الكثير من المؤمنين الذين يرفعون الصلاة إلى الله، سائلين شفاعة العذراء والدة الإله التي أعطَتْنا المخلّص يسوع، فحملَتْه في أحشائها تسعة أشهر، وبقيت قريبة منه على الدوام". وأشار قائلا نحن "نكرّم جميعنا العذراء مريم أينما كان، في لبنان وسورية والعراق ومصر والأراضي المقدّسة والأردن وتركيا، وفي الشرق والغرب، وبأسماء وألقاب كثيرة. نكرّمها في هذا الدير على اسم أمّ الرحمة، والذي تأسّس للراهبات الأفراميّات منذ 75 سنة عندما أراد المثلَّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأوّل تبّوني أن يعيد الرهبنة الأفراميّة التي تأسّست أوائل القرن الثامن عشر، أي منذ أكثر من 300 سنة، حين جاء رهبان وأسّسوا دير مار أفرام في الشبّانيّة، ثمّ أسّسوا ديرًا خاصًّا للراهبات. لكن كما نعلم تهدّم هذا الدير على مرّتين، وقُتِلَ الرهبان وتشرّدوا، وقد استطعنا أن نرمّمه بمعونة الربّ قبل بضع سنوات، واليوم يقيم فيه أربعة رهبان أفراميّين، ونحن نتمنّى أن يبقى هذا الدير مُشِعًّا بالحياة الرهبانية".
شكر البطريرك"الأخوات الراهبات الأفراميّات، ونصلّي كي تزداد الدعوات، فالشبّان والشابّات معروفون بالسخاء والعطاء والتكرُّس. لذلك نضرع إلى الربّ كي يلهمهم أن يتكرّسوا في الحياة الرهبانيّة والكهنوتيّة، حتّى تبقى كنيستنا مُشِعّة ومزدهرة، وتحافظ على تراثها العريق".
وأضاف البطريرك مشيرًا إلى قول السيد المسيح "أنا هو الخبز الحيّ، من يأكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد"، "نتذكّر أنْ بعدما تكلّم يسوع على هذا السرّ، سرّ جسده ودمه الأقدسين، بدأ البعض يشكّون، حتّى من بين تلاميذه، وهم يتساءلون: كيف نقدر أن نأكل جسده ونشرب دمه؟"
ولفت أيضًا إلى أنّ "الربّ يسوع سأل تلاميذه إن كانوا هم أيضًا يشكّون بأقواله وسيتركونه؟ فإذا بِبطرس يجيب كعادته بهذا الحماس وبمحبّته ليسوع: إلى أين نذهب يا ربّ وكلام الحياة الأبديّة عندكَ، مؤكّدًا أنّهم لا يتركون يسوع، وهم يصدّقون أقواله، ولو أنّهم لا يفهمون هذا السرّ العظيم، لكنّهم يقبلونه، لأنّ يسوع هو المعلّم الإلهي".
ختم البطريرك يونان قال: "نحن السريان منذ بداية المسيحيّة نرفع الصلاة والابتهال ملتمسين شفاعة أمّنا مريم العذراء، ونعتزّ بتكريمها بلغتنا السريانيّة الحبيبة، لغة الربّ يسوع وأمّه مريم وتلاميذه الرسل. ونسأل الربّ، بشفاعتها، أن يقوّي فينا الإيمان والرجاء والمحبّة. فأينما أرادنا هو، نحن دائمًا معه، ونحن متّكلون عليه، وواثقون أنّ أمّنا السماويّة لن تتركنا أبدًا".