لبنان
07 شباط 2022, 08:50

يونان قدّم أوجاع الشّرق الأوسط كذبيحة على مذبح الرّب في عيد دخول المسيح إلى الهيكل

تيلي لوميار/ نورسات
"نقدّم أوجاعنا وآلامنا والشّكوك والرّيبة الّتي في نفوسنا والقلق الّذي يجعلنا نتزعزع أحيانًا، كتضحية وتقدمة وذبيحة على مذبح الرّبّ، كي يتقبّلها منّا ويجعلها دائمًا وسيلةً لخلاصنا وخلاص إخوتنا وأخواتنا حولنا، فتتمكّن الشّعوب، في لبنان وسوريا والعراق وبلاد الشّرق الأوسط، العريقة في القِدَم أن تعيش السّلام والأمان والألفة والمحبّة، في العائلة والكنيسة والمجتمع والوطن".

هذه التّقدمة رفعها بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان إلى الله، خلال قدّاس الأحد الّذي احتفل به في كنيسة مار إغناطيوس الأنطاكيّ- المتحف، لمناسبة عيد دخول الرّبّ يسوع المسيح إلى الهيكل وشمعون الشّيخ.

وفي عظته، تحدّث يونان عن هذا العيد فقال: "بعد أربعين يومًا من ولادته، إتمامًا للشّريعة المعروفة في زمانه، حيث يصف الإنجيل المقدّس كيف أنّ يوسف ومريم حملا يسوع الطّفل وقاما بواجب تقديم الذّبيحة للهيكل حسبما يتطلّب ناموس الرّبّ: زوجَي يمام أو فرخَي حمام، إذ أنّ أوّل طفلٍ في العائلة يُعَدُّ تقدمةً للرّبّ."  

ونوّه لى أنّ "شمعون الشّيخ كان ينتظر عزاء إسرائيل، وكان يرجو أن يعطيه الله هذه النّعمة أن يلتقي بالمسيح المنتظر. فحمله على ذراعيه في الهيكل بدافع من الرّوح القدس، وفرح بلقائه، ورفعه تقدمةً لله، وتنبّأ أمام مريم ويوسف اللّذين أتيا إلى الهيكل ليقدّما يسوع إلى الهيكل، معتبرًا أنّ هذا الطّفل الّذي يحمله هو المسيح المنتظَر، والمُرسَل مسيحًا لله ولشعبه، والّذي سيكون نورًا للأمم والشّعوب، هذا النّور الّذي سيجعل الكنيسة توزّع الشّموع على المؤمنين في هذا العيد، رمزًا إلى النّور".

ولفت إلى أنّ "مار بولس في رسالته إلى أهل روما، يذكّرنا "أنّ يسوع لم يأتِ فقط للشّعب الإسرائيليّ المُختار، بل جاء ليهب ويمنح الخلاص لجميع المؤمنين من أيّ شعبٍ كانوا. وهو يذكّر اليهود في زمانه أنّ الّذي يخلّصنا ليس أعمال النّاموس والشّريعة والفرائض الّتي يتمّمها المؤمن خارجيًّا"، مشيرًا إلى أنّه "في العهد القديم كانت هناك فرائض كثيرة وقوانين، تُسمَّى النّاموس اليهوديّ، ومار بولس الّذي كان أيضًا يهوديًّا ومن فئة الفرّيسيّين، عندما ظهر له يسوع، جعله يفهم أنّ الخلاص هو بالإيمان وليس فقط بالأعمال الّتي نكملها ظاهريًّا. وهذا يجعلنا نفكّر أنّه مهما يحصل في حياتنا، يجب أن يكون إيماننا قويًّا ورجاؤنا راسخًا بالمسيح المخلّص".

وخلال القدّاس، أقام يونان رتبة تبريك الشّموع بحسب الطّقس السّريانيّ الأنطاكي لتكون بركةً لآخذيها، وحفظًا لبيوتهم، وشفاءً لمرضاهم، وصونًا لهم من الشّرّير.