لبنان
21 أيار 2024, 12:50

نداء من جمعيّة نورج ورؤساء بلديّات الشريط الحدوديّ لدعم صمود أهل الجنوب

تيلي لوميار/ نورسات
عقدت جمعيّة " نورج" ورؤساء بلديّات الشريط الحدوديّ مؤتمرًا صحافيًّا في المركز الكاثوليكيّ للإعلام أطلقوا في خلاله نداءً لدعم صمود الأهالي في الجنوب.

 

بدايةً، ألقى مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام المونسنيور عبده أبو كسم كلمة رحّب فيها بـ"أهلنا" من الجنوب "في لقاء تضامنيّ لنتحسّس همومهم وقلقهم لكن الأهمّ لنطلق صرخة ربّما قد تفتح آذان المسؤولين في لبنان....بالمختصر المفيد المسؤولين في الدولة في وادٍ والشعب في وادٍ آخر".

ثمّ حيّا المونسنيور أبو كسم جمعيّة نورج بشخص رئيسها، ورؤساء المجالس البلديّة، والأهل من اثنتي عشر بلدة من بلدات الشريط الحدوديّ الذين جاؤوا ليرفعوا الصوت وليطالبوا بحقٍّ لهم "علينا". "هم خسروا أشغالهم أو أُتلفت أرزاقهم وهجّرت عيالهم وتشتّت أولادهم...بفعل عدوان يحرق الأخضر واليابس".

وتابع أبو كسم قائلًا للحضور إنّهم التقوا في المركز ليس للبكاء، بل لمطالبة المسؤولين في لبنان والمجتمع الدوليّ بتأمين ضرويّات صمودهم، فلا بدّ من اهتمامٍ محلّيّ ودوليّ على مستوى جهود أهل الجنوب وتضحياتهم وكرامتهم، لأنّ كرامة اللبنانيّين الباقين وكرامة لبنان من كرامتهم.  

 

ثمّ تحدّث رئيس جمعيّة نورج الدكتور فؤاد أبو ناضر، فأوضح عملَ الجمعيّة التي هدفُها تثبيت الإنسان في أرضه من خلال الإنماء المناطقيّ المرتكز على ثلاث دعائم أساسيّة: المدرسة، والصحّة، وخلق فرص العمل.  

ثمّ استعرض أبو ناضر، في عجالةٍ ما عملته الجمعيّة منذ الثامن من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي للتخفيف من وطأة الأزمة على السكّان في الجنوب. لكنّ الأمر ازداد سوءًا بعد ثمانية أشهر من الحرب وصار "بقاء الأهل في قراهم مهدَّدًا" ومن هنا الدعوة إلى اللقاء الراهن لأهدافٍ أربعة:

1. الإضاءة على وضع أهل الجنوب وإفساح المجال أمام ممثّليهم للتعبير عن وضعهم وطرح المطالب والحقوق.

2. ضرورة أن تتحوّل معاناة الجنوبيّين إلى "قضيّة" يتبنّاها المجتمع اللبنانيّ كلّه من أجل تنظيم المساعدات على نحوٍ فعّال ومنسّق.

3. مطالبة الدولة وهيئات الإغاثة بالإسراع في تخمين الأضرار في الحجر والبنى التحتيّة والمزروعات والمواشي بغية التعويض المناسب من دون تهميش أو إقصاء. وقد أنشأت جمعيّة نورج خليّة تعمل من جهتها في هذا الاتّجاه لمواكبة هذه المرحلة.  

4. العمل على إيجاد الحلول المستدامة، وإطلاق المشاريع الإنمائيّة، ودعم المدارس، ومساعدة المرافق الصحّيّة، لإرساء المقوّمات صمود أهل الجنوب في أرضهم.

 

وأتت كلمة ميلاد العلم، رئيس بلديّة رميش باسم القرى الأخرى المشاركة. سلّط فيها الضوء على الوضع المأساويّ الذي تعيشه كلٌّ من رميش، عين إبل، دبل، القوزح، يارون، علما الشعب، برج الملوك، دير ميماس، القليعة، جديدة مرجعيون، البويضة، إبل السقي، كوكبا، راشيا الفخّار، بفعل الحرب القائمة.."وهم مواطنون لبنانيّون  ينشدون السلام والعيش الحرّ الكريم أسوةّ بشعوب الأرض كلّها". إلّا أنّ "هذه البلدات تواجه تحدّياتٍ جسيمة تهدّد الأمن والاستقرار وتؤثّر سلبًا على الحياة اليوميّة للسكّان وتعرّضهم إلى المخاطر والخسائر الجسيمة".

ثمّ عدّد العلم قسمًا من الخسائر التي تكبّدها أهل تلك القرى ولا يزالون يتكبّدونها من تهجير وخسارة أملاك وبيوت، وسبل عيش، ونقص في الخدمات الأساسيّة، والتعليم لأولادهم، والخدمات الصحّيّة..." في ظلّ عدم قيام الحكومة اللبنانيّة بالدور المطلوب منها في رعاية مواطنيها".  

تتطرّق العلم أيضًا إلى الآثار النفسيّة للحرب على الأفراد والمجتمعات.

ثمّ عدّد المطالب وفيها شمل بلدات الجنوب كلّها:  

- تعويض الأضرار المادّيّة الناجمة عن أعمال العنف والقصف

- مقاربة الوضع الاقتصاديّ لهذه البلدات أسوةً ببلدات الجنوب الحدودية كلّها وإعلانها "منطقة منكوبة"، بعدما توقّفت فيها دورة الحياة الاقتصاديّة. وهنا دعا العلم الحكومة اللبنانيّة لا سيّما وزارة الزراعة الى وضع خطّة دعم استباقيّة وذكر، من بين أمورٍ أخرى، زراعة الزيتون، والثروة الحيوانيّة، وقطاع الدواجن...

- دعم قطاع التعليم لأنه يشكّل ركيزة أساسيّة لتنمية المجتمع وبناء مستقبل واعد للأجيال المقبلة، خصوصًا وأنّ غالبية الأُسر في بلدات الجنوب هي من المتقاعدين والموظّفين والعسكريّين وجميعها محدودة الدخل...والمدارس تكافح لتوفير القدرة اللازمة ودفع رواتب المعلِّمين والموظّفين...

- إعفاء الحكومة اللبنانيّة المواطنين في القرى المتضرّرة من فواتير الكهرباء والمياه والضرائب لمدّة سنتين على الأقلّ كجزء من التعويضات والدعم لهذه المنطقة المنكوبة

- مبادرة وزارة الشؤون الاجتماعيّة إلى توفير بطاقة أمان للأهالي من أبناء البلدات الحدوديّة التي فقدت المقوّمات الاقتصاديّة والحياتيّة  

- تقديم الحكومة اللبنانيّة سلفات عاجلة من أي جهة مانحة الى البلديّات، لكي تقوم بواجباتها تجاه المواطنين الصامدين في البلدات. وتوفير الخدمات الأساسيّة مع الوزارات المعنيّة وإعادة بناء البنية التحتيّة المتضرّرة...

وأكّد العلم "هذه بلادنا وأرضنا ولن نتركها ونحن صامدون فيها كما صمد أجدادنا وكما سيصمد أولادنا، وندعو اللبنانيّين جميعهم إلى التعاون والتضامن لمساعدة الجنوبيّين على تخطّي هذه الأزمة وإعادة بناء مجتمعاتنا بشكل دائم ومستدام".

 وأشار إلى" أنّنا بصدد تشكيل لجنة خاصّة لمتابعة بنود هذه الحاجات، والتي ستعمل بالتنسيق مع الوزارات المعنيّة والجمعيّات المحليّة والدوليّة والسفارات لضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة. هذه اللجنة ستسعى جاهدة لتحديد الأولويّات وتوزيع الموارد بشكل عادل وفعّال لدعم الأسر والمدارس في هذه الظروف الصعبة".