الأردنّ
11 كانون الأول 2019, 09:45

مجموعة عائلة القدّيسة ماري ألفونسين- السّلط تحيي ساعة سجود أمام القربان الأقدس

نورسات/ الأردنّ
أحيت مجموعة عائلة القدّيسة ماري ألفونسين وراهبات رعيّة اللّاتين- السّلط، في زمن المجيء المقدّس، مساء الثّلاثاء، ساعة سجود استعدادًا لميلاد فادي الآنام بعنوان: "الميلاد سرّ التّجدّد".

البداية كانت بتأمّل قصير مع راعي رعيّة اللّاتين أرميمين الأب فرح حجازين، ركّز فيه على قيمة الميلاد ومعنى السّجود، ومَن قدّم السّجود لفادي الآنام، ومَن ما زال يسجد وينحني أمام ربّ الأرباب.

ثمّ شكر وشجّع أعضاء العائلة المقدّسة على هذا النّشاط الرّوحيّ المميّز الّذي يعمل على تجدّد الإنسان، ويغذّيه ويمنحه القوّة لمواصلة مسيرة الحياة بفرح الميلاد رغم صعوبات الحياة.

بعدها انطلقت ساعة السّجود بترتيلة "فقيرًا ما له ثوب" مع الأخت ماجدة حدّاد وأعضاء المجموعة، تلتها صلاة جماعيّة رفعت بصوت واحد قائلين: "يا إلهنا، نحن مجموعة العائلة المقدّسة، خاصّتك الّتي فديتها بإرسال ابنك الوحيد، جاثون أمام عزّتك الإلهيّة ننتظر بشوقٍ كبيرٍ مجيئك...

ها نحن اليوم نسلّمك ضعفَنا، فبدّد كلّ خوفٍ واضطراب فينا، أضرم فينا نار حبّك، فتتجدّد غيرتنا على بيتك وعلى أبنائك، أنتَ الحبّ الحقيقيّ... تعالَ أيّها الرّبّ يسوع، تعالَ واسكن في بيوتنا وعائلاتنا وفي قلوبنا".

وبعد صمت وجيز وسماع الإنجيل المقدّس، رفعت هذه الصّلاة بعنوان: تَعَال يا ربّ ولا تُبْطىء... فَالأَرضُ فِي انْتِظَارِك، الأرض مليئة بالحروب وغياب السّلام... الأرض بحاجة إلى سلام وهدوء المذود... الأرض مليئة بالألم والجروح والحزن... الأرض بحاجة إلى مَنْ يُطيِّب حزنها وجراحها...الأرض مليئة بالكره والشّرّ... الأرض بحاجة إلى دفء ومحبّة طفل المغارة...الأرض تعاني من تفكّك العائلات... الأرض بحاجة إلى تماسك العائلة المقدّسة.

الأرض تعاني وطفل المغارة يعزّي... فتعال يا ربّ ولا تبطىء... نحن بحاجة إليك...

ويبقى السّؤال المهمّ، كيف لنا أن نعيش زمن المجيء، ونستعدّ لميلاد المسيح، ونتفاعل مع هذا الحدث العظيم؟ إنّ هذا الزّمن يدعونا إلى السّهر والصّلاة، والتّأمّل بمجيء المسيح حاملاً معه الحبّ والحنان والنّور والرّحمة والحياة، كما يدعونا للتّأمل بكيفيّة استقبال المسيح في قلوبنا، وامتلاكه في حياتنا حيث لديه الرّحمة والخلاص، وهذا يحتم علينا أن نخلع عنّا أعمال الظّلام، ونلبس سلاح النّور ونسير سيرة كريمة خالية من الفاحشة والفجور والخصام والحسد وغيره كما يقول القدّيس بولس.

إنّ زمن المجيء يُحتِّم علينا أيضًا أن نكون ساهرين متيقّظين، وحذرين مستعدّين، ومستشعرين عودة ربّنا يسوع مسارعين إلى التّوبة وعمل البرّ، وعيش حياة المصالحة ومحبّة القريب، وعندها تسمو نفوسنا إلى الأعالي وندخل في علاقة حميمة مع الرّبّ فلا نخزى، ولا يشمتنَّ بنا الأعداء، فنسلك في نور الرّبّ، فيجود علينا بخيره وبركاته، وتجود علينا الأرض بالثّمار الوافرة.

هل سنعيش زمن المجيء بكل أبعاده، فنُعِدَّ طريق الرّبّ ونجعل سبله قويمة؟ هل سنعمل بما أتتنا به الكتب من الصّبر والعزاء واتّفاق الآراء، وتقبّل بعضنا البعض كما يشاء المسيح؟ هل سننأى جانبًا في هذا الزّمن على الأقلّ عن شؤون الدّنيا، ونحوِّل مسيرتنا إلى لقاء الرّبّ الآتي مخلّصنا ومخلّص الأمم، ونسمع جلال صوته فتفرح قلوبنا؟ هل ننهض ونقف في الأعالي منتظرين المسرَّة الوافدة علينا من عند الرّبّ إلهنا؟ هل نلبّي دعوة يوحنّا المعمدان ونتوب ونتجدّد استعدادًا لقبول المسيح ملك الرّحمة والحبّ والحياة؟".

 

ثمّ رفعت الصّلوات حاملة نوايا عديدة من أجل الأردنّ وملكها وعائلاتها، ومن أجل الدّعوات الكهنوتيّة والرّهبانيّة وعلى نيّة كاهن الرّعيّة الأب رياض حجازين الّذي اعتذر عن الحضور بسبب ظرف خاصّ.

وتخلّلت ساعة السّجود تراتيل وتأمّلات أعدّت مسبقًا تماشيًا مع ظروف الحياة وفحص الضّمير، وكانت هناك فرصة لنيل سرّ المصالحة لجميع الأعضاء.

وفي الختام، تليت الصّلاة الآتية: "يا طفل المغارة، أعطنا أن نكون شهودًا حقيقيّين لك مجدّدين إيمانا بسرّ تجسّدك العجيب ومعلنين نحن أعضاء عائلة القدّيسة ماري ألفونسين- السّلط قائلين: "يا ربّ نحن ساهرون ومصابيحنا مشتعلة... فتعال ولا تبطئ...".