لبنان
09 آب 2021, 11:15

ماذا يقول الأب الياس كرم عن المؤمن وكلام الله؟

تيلي لوميار/ نورسات
عن تجربة خاصّة، اختار الأب الياس كرم أن يكتب هذه المرّة عن المؤمن وكيفيّة تلقّيه لكلام الله، فكانت الأسطر التّالية:

"إستفدنا من وسائل التّواصل الاجتماعيّ في الآونة الأخيرة بكثير من الإيجابيّات، واستطعنا أن نسخّرها لخدمة البشارة، لدرجة أنّنا استعرنا، في مقال سابق، عبارة تعميد "السّوشال ميديا".

درج بعضٌ منّا، على إرسال آيات من الكتاب المقدّس، أو كلمات لآباء قدّيسين وعظات ومقالات، بصورة يوميّة ومنتظمة أو أسبوعيّة، وعبر مجموعات. فمنهم مَن ينتظرها على أحرّ من الجمر ويتمعّن بمضمونها، ومنهم من يتلّقاها بحماس أقلّ، وبعضهم لا يطّلع عليها. إلّا أنّ التّعزية تبقى في الّذين يقرأون الكلمة ويحفظونها.

تتشابه المجموعات في الهواتف الذّكيّة، وقد يحصل أحيانًا كثيرة لغط بإرسال مواضيع أو صور أو رسائل صوتيّة أو إعلانات، للشّخص أو المجموعة الغلط، وأحيانًا من دون انتباه، ولا نستلحق إلغاء المراسلة. هذا أمرٌ يحصل مع كثيرين، ومن دون سابق تصوّر وتصميم. إلّا أنّ بعض الأخطاء، تُظهر حقائق إيمانيّة لدى أشخاصٍ، لا ينتمون إلى الرّعيّة مباشرة، لكنّ رباط المحبّة والصّداقة والمعرفة، يجمعنا.

بالأمس القريب، أرسلت عن طريق الخطأ، آيات من هذا القبيل، إلى مجموعة أصدقاء ومعارف من إخوتنا الموحّدين، أبناء بلدتي، وبعد أن انتبهت لهذا الخطأ، أرسلت اعتذارًا. قوبل هذا الاعتذار باستنكار من كافّة الأشخاص ضمن هذه المجموعة العزيزة، واستلمت تعليقات تفرج الأسارير وتفرح القلب. تعليقات تدلّ على عمق الإيمان بكلام الله، أيًّا كان مصدره.  

عزّتني هذه التّعليقات الصّادقة، وأثلجت قلبي، وحمّلتني إلى الشّعور بحقيقة انتماء البشر إلى إله واحد، وأنّ الكلام النّازل علينا من فوق، يسري في الإنسان، كما تسري الدّماء في عروق البشر. فالمؤمن الحقيقيّ بالإله الواحد، يفرح بكلام الكتب السّماويّة، ويتقوّى بها.

لا يمكنني في هذه الأسطر أن ألخّص كلّ كلمة أو تعليق إيجابيّ استلمته، وكأنّ المؤمن ينتظر تعزية، من أيّة جهة أتت، خصوصًا في ظلّ الأوضاع المتردّية الّتي نعيشها جميعًا في هذا الوطن. معاناة نتساوى بها، وتوحّدنا لمواجهة الأزمات الّتي تعصف بنا، حيث لم يعد لأحدنا ثقة في أيّ مسؤول، ولذلك باتت الكلمات النّازلة علينا من فوق، هي القادرة على بلسمة الجراح، وتعزية النّفس، ومنحنا الصّبر والرّجاء."