لبنان
03 نيسان 2016, 09:55

لحام في عشاء رابطة الروم الكاثوليك: الهوية بلا انفتاح قوقعة والعكس فشل حضور وفراغ كنسي واجتماعي

أقامت رابطة الروم الكاثوليك عشاءها التقليدي في أسبوع فيض النور من زمن القيامة، في حضور بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، متروبوليت بيروت وجبيل المطران كيرللس سليم بسترس، نائب رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق نقولا الصحناوي، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي روجيه نسناس، المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعه، رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، رئيس الرابطة اللبنانية للروم الأرثوذكس نقولا غلام، رئيس الرابطة مارون بو رجيلي، وعدد من رؤساء البلديات ومخاتير ومهندسين وشخصيات وفاعليات كهنة واعلاميين.

بداية، ألقى لحام كلمة قال فيها: "المسيح قام، فرحتي كبيرة أن أكون اليوم بينكم ومعكم وأشكركم أعضاء الرابطة بخاصة، على أهتمامكم الكنسي وغيرتكم وهذا في اساس وسبب وجود الرابطة، المسيح.. ليأتي أبناء الله المتفرقين الى واحد.. الكنيسة لا شك تحضر من خلال البطريرك والمطران والخوارنة والكاهن والراهبة.. ولا تكن تحضر بنوع خاص من خلال العلمانيين الذين لهم الكهنوت العلماني المعتمد الذي يتناول جسد الرب هو كنيسة، الكنيسة بكم ونحن خدام في هذه الكنيسة. هكذا الكنيسة الراعية ونحن الرعاة حاضنة كنيسة الأفضل في المجتمع، وبين أبناء وبنات الكنيسة من خلال العلمانيين.. الكنيسة تحضر بواسطتكم أبناء وبنات الرابطة وأصدقائها وكل رعايانا بالسياسة بالوزارات بالعمل النيابي بالاعمال الخيرية والاجتماعية في أعمال الرحمة الجسدية والروحية، بكم الكنيسة على الطريق فعلا، على الطريق وأين ما ذهبتم تسير معكم. فيسوع معكم هو الطريق والحق والحياة.البابا فرنسيس يعطينا في هذا الصدد: على المسيحي الشاب أن يكون له هوية واضحة ويكون منفتحا.. فلا حضور في المجتمع من دون هذين المبدأين رسالتك أن تحضر في المجتمع، وتكون فاعلا فيه من خلال هويتك. فالهوية بلا انفتاح تعني القوقعة.. والانفتاح بلا هوية يعني فشل الحضور وفراغا كنسيا واجتماعيا".

وتابع: "هذا حق لكم يا أبناء الرابطة بنوع خاص شكر الكنيسة، وشكر البطريرك وشكر المطران بسترس الحبيب، شكري القلبي والأبوي والأخوي وبركتي البطريركية. ولا نزال طبعا في فرحة عيد القيامة المجيدة. ان شاء الله أن نعيد مع بعضنا ونتخلص من عقدة الشرقي والغربي، والغريغوري واليوري ونعيد مع بعضنا في يوم موحد وثابت. العالم كله يجب أن يبقى على الطريق.. طريق الخير.. معا على الطريق ونحن والرابطة وكل أعضائها وكل المؤسسات معا على الطريق هذا واقع حياتنا كبشر على الأرض. على دروب الحياة سائرون معا، والعبرة أن نسير مع الله ومع أخوتنا البشر لأجل أن تكون لهم الحياة. كم نحتاج الى هذا السير معا، لأجل بناء عالم أفضل، يسود فيه العدل، والمحبة، والسلام، والاحترام المتبادل، والتضامن، والتعاضد، والتآخي، والتواصل، والخدمة، والكرم، والسخاء، والعطاء... لكي نبني معا عالم المحبة، وحضارة المحبة. هذا ما يحتاج اليه لبنان واللبنانيون لكي يخرجوا لبنان من أزمة الفراغ الرئاسي وعدم الاتكال لا على الشرق ولا على الغرب. ومن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تهدد المواطنين جميعا في قطاعات حياتهم اليومية ولا سيما الفقراء منهم والذين يعيشون في الأطراف".

أضاف: "أحب أن أثني على بيان أصدره لقاء الجمهورية الذي يترأسه فخامة العماد ميشال سليمان الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية. في هذا البيان إشارة الى التعددية والمشاركة الوطنية: إن الهاجس الأساسي يكمن في احتمال نشوء كيانات سياسية أو عرقية أو دينية من لون واحد كبديل من دولة سورية موحدة قائمة على الاعتدال واحترام حقوق الانسان والحريات العامة والاعتراف بالآخر المختلف والمشاركة معه في ادارة الشأن العام، ما قد يهدد الصيغة وجوهر التعددية في لبنان، الوطن الرسالة كما وصفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني. السيد المسيح أرسل تلاميذه الى الطريق! الى طريق الناس. والبابا فرنسيس دعا الجميع، لاسيما المرسلين، والكهنة، والرعاة، لكي يذهبوا الى الأطراف، الى الناس، لاسيما الفقراء، والمرضى، والمنبوذين، والمهشمين، واللاجئين، والنازحين، والمخطوفين والمعوقين... يسوع يطلب منا أن نذهب الى كل هؤلاء، ونسير على دروبهم، وطرقهم... الى الأمام".

وختم: "يا رابطتي المحبوبة! سيري على طريق يسوع! ويسوع يبقى على الطريق وطريقك".

وألقى بسترس كلمة قال فيها: "هذه السنة هناك عيدان متداخلان سويا وبشارتان أولا عيد البشارة وعيد القيامة في عيد البشارة الملاك جبرائيل بشر مريم العذراء بأنها ستولد المخلص، وفي عيد القيامة ظهر ملاك وبشر النسوة بأن المسيح قد قام وهاتان البشارتان تدلان على أننا في هذه الأيام نعيش التجسد الدائم للمسيح لأنه في كل قداس نقول بأن المسيح هو في ما بيننا كائنا وسيكون هذا المسيح كلمة الله وتجسد وهو دائما بيننا وهو القائم من بين الأموات. كما نبشر دائما بالقيامة، والبشارة الثالثة قال الملاك للنسوة أنكن تطلبن الحي من بين الأموات انه ليس ها هنا قد قام اذهبن الى الجليل، هناك ترونه فاذهبوا الى الجليل، أعطاهم يسوع البشارة الثالثة اذهبوا وبشروا وعلموا وتلمذوا، وها أنا ذا معكم كل الأيام الى انقضاء الدهر، وهذه البشارات ال3 لديها قاسم مشترك وهو عمل الله. الله أحبنا وأرسل الينا أبنه يسوع المسيح الكلمة المخلص الله أحبنا وأقام يسوع من بين الأموات. الله أحبنا وأوكل الينا أن نقتاد رسالة المسيح ونبشر العالم بالقيام ونبشر العالم بحضور المسيح في ما بيننا هذه الثلاث اشارات التقت اليوم في هذه الأمسية الجميلة مع رابطة الروم الكاثوليك وأهنئكم على هذا الاحتفال السنوي وهناك من يسأل لماذا هذه الرابطة، هناك غيرها؟"

أضاف: "أتى مرة تلاميذ لعند يسوع قالوا له أننا رأينا واحدا يطرد الشياطين بإسمك ومنعناه لأنه لا يتبعنا، فأجابهم الله يساعدكم ولو.. أنه يطرد الشياطين بأسمي فمنعتوه .. أتركوه دعوه يعمل فمن ليس ضدكم فهو معكم، فنحن مع التنوع في المؤسسات خصوصا التي تسهم في خدمة الانسان تسهم في المحبة.. ليس هناك تنافس بين أحد كلنا نتعاون ونتضافر لنخدم هذا الشعب. في هذه الأيام الصعبة ولكن في النهاية نحن نقول أننا أبناء القيامة، نحن نؤمن أن لبنان فيه ناس كثر أوادم.. هناك ناس تعمل بكل طيبة خاطر ومحبة.. عندما أراد الله أن يدمر صادوم وعامورة تشفع بهم ابراهيم وبقوله له ولو بدكم الدمر الصالحين مع الطالحين.. قال له الله. جد لي خمسين بينهم من الصالحين فأعفي عنهم ولما لم يجد، قال له الله جد عددا أقل. وفي لبنان هناك الآن 50 ومئة والآف من الناس الصالحين ولهذا السبب لبنان باق وأنا نؤمن بأن هناك ناس أوادم يعملون ومؤسسات تخدم، راهبات ورهبان وكنائس وأيضا علمانيون وأننا نؤمن أن لبنان باق رغم كل ما يجري حولنا من عنف وقتل وتذبيح نحن أبناء القيامة نحن بناة الحضارة".

وختم: "الباب بولس السادس قال عليكم أن تبنون المحبة، لأن الله محبة، وهذه الرابطة تحاول ان تعمل ذلك بخدمة الفقراء والمعوزين، وكل هذه الأعمال الخيرية تساهم في بناء حضارة المحبة. شكرا لحضوركم وان شاء الله دائما نتلاقى في لحظات المحبة والمسيح
قام".

ختاما ألقى بو رجيلي كلمة قال فيها: "نشكر حضوركم ومشاركتكم في عشاء الرابطة التقليدي الذي تقيمه منذ سنوات في زمن القيامة وخلال أسبوع فيض النور. لتبقى خطواتنا وخطواتكم على دروب الخير والايمان، مشعة، مضيئة متوهجة بنور الرب القائم من بين الأموات، لنهلل معا قائلين: المسيح قام .. حقا قام .. المسيح قام .. حقا قام .. المسيح قام .. حقا قام".

أضاف: "لقاء اليوم يجمع الأحباء والأصدقاء والأخوة الأوفياء للرابطة بالالتفاف حولها والمشاركة في مائدتها وخبزها وملحها، تأكيدا على التضامن البناء مع أعضائها وشد أزرهم وتشجيعهم على الثبات بالاستقلال والحرية والعزة بكل كرامة وعنفوان وآباء. لأن الرابطة هي بنت الكنيسة... والكنيسة في قيامة دائمة مستمرة، ورجاء ومحبة وفرح وانفتاح وتواصل وحوار... وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. ونشكر صاحب الغبطة أبانا البطريرك غريغوريوس الثالث لحام على مواكبته الرابطة، الحاضر الدائم معنا بشخصه وصلاته وبركاته، مشجع مسيرتنا، محفز نشاطنا، الزارع فينا الايمان والأمل، مع متروبوليت بيروت المطران كيرلس بسترس الذي نقدم له شكرنا المتواصل على محبته وعاطفته واحتضانه لنا ولكل ما نقوم به ولخطواتنا على دروب الخير والعطاء".

وتابع: "إنه الزمن البائس ... زمن البغض والكراهية والأصولية والارهاب والتكفير والعداء والكبرياء. والحروب والقتل والتدمير والتهجير والنزوح حولنا. زمن ضاعت فيه القيم والتقاليد والأصول، زمن محاولات تفكيك الدولة وتغييب الدستور وشل المؤسسات واغتصاب الصلاحيات، والتسلط والفوقية، والضياع والتنصل من المسؤولية، زمن انعدام الجرأة في اتخاذ القرارات، وارتكاب الأخطاء وقلة الوفاء، إنه زمن التنكر للحقوق والجماعات، والاستخفاف بالانسان".

وقال: "إن الرابطة باقية على نهجها وخياراتها ودورها وتواضعها صديقة لكل صديق. كانت وما زالت وستبقى ملتزمة بالمسار التاريخي للكنيسة الرومية الملكية الكاثوليكية، ومؤتمنة على أرث وتضحيات الآباء والأجداد.. وهي الموقع الصلب والمدماك الحصين للكنيسة وأبنائها.. وهي مؤمنة بالرجاء والمحبة بثبات وفرح بالرغم من هذه الأيام الأليمة والسوداء.. مؤمنة بالاعتدال والحوار والتواصل والانفتاح.. بإستعادة القيم والتقاليد والأصول.. بالاستقرار والاطمئنان والخير والسلام.. بالتفاعل والتضامن والوحدة والشراكة.. بالسيادة والحرية والاستقلال.. مؤمنة بقيامة لبنان.. وستبقى حرة سيدة مستقلة وفية في خدمة الكنيسة والوطن والمجتمع والانسان".

وختم: "نجدد الشكر لحضوركم صاحب الغبطة أبانا البطريرك، أصحاب المعالي والسعادة، والسيادة ورؤساء الرابطات المسيحية ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية والمخاتير والآباء الأجلاء والمحامين والمهندسين والاعلاميين وكل الأصدقاء الأعزاء الحاضرين كما نشكر المؤسسات الاعلامية كافة".