أميركا
12 حزيران 2018, 09:18

كنيسة الأمازون تبحث عن دروب جديدة والهدف؟

قدّم في الفاتيكان، الأمين العامّ لسينودس الأساقفة الكاردينال لورنسو بالديسيري الوثيقة التّحضيريّة للجمعيّة الخاصّة لسينودس الأساقفة من أجل الأمازون، الّتي ستُعقد في ت1/ أكتوبر 2019 تحت عنوان: "الأمازون، دروب جديدة للكنيسة ومن أجل إيكولوجيا متكاملة".

 

وأوضح بالديسيري، نقلاً عن "إذاعة الفاتيكان"، أنّ "الدّروب المذكورة قد تمّ التّفكير فيها من أجل ومع شعب الله الّذي يعيش في هذه المنطقة، ولهذا فقد عملت الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة منذ البداية في تعاون وثيق مع الشّبكة الكنسيّة للأمازون. إنّ موضوع السّينودس وإن كان مرتبطًا بمنطقة محدّدة أيّ الأمازون، فإنّ التّأمّلات حول هذا الموضوع تتجاوز الحدود الإقليميّة لأنهّا تشمل الكنيسة بكاملها وأيضًا مستقبل الأرض، كما أنّ هذا المشروع الكنسيّ والمدنيّ والإيكولوجيّ يسعى إلى إعادة صياغة الخطوط الرّعويّة كي تكون أكثر تماشيًا مع زمننا، ولهذا السّبب أيضًا يُعقد السينودس في روما".

أمّا عن سكّان الأمازون الأصليّين فأشار إلى أنّ الأولويّة هي لهم وللاهتمام بهم، "فهم، وحسب ما ذكر البابا فرنسيس في بويرتو مالدونادو في 19 ك2/ يناير 2018 خلال زيارته الرسولية إلى بيرو، لم يتعرّضوا من قبل لتهديدات بحجم ما يحدث لهم اليوم. يأتي بعد ذلك الاهتمام بقضيّة البيئة، الإيكولوجيا والعناية بالخليقة، البيت المشترك. إنّ هذه القضايا ستُطرح في ضوء تعليم وحياة الكنيسة العاملة في هذه المنطقة".

وتتألّف الوثيقة من العام ثلاثة أقسام وتُختتم بمجموعة من الأسئلة، "فالأقسام الثّلاثة تنطلق من أسلوب جاء بنتائج إيجابيّة في سينودس الأساقفة المخصّص للعائلة، وهو أوّلاً أن نرى، ثانيًا أن نميّز، ثمّ أن نعمل. يوضح القسم الأوّل بالتّالي، والسّاعي إلى التّعريف بالمنطقة محور السّينودس، بهويّة الأمازون والحاجة العاجلة إلى الإصغاء، ويتفرّع القسم للتّوقف بشكل مفصّل عند قضايا هامّة مثل التّعريف بهذه المنطقة الجغرافيّة، التّنوّع الاجتماعيّ الثّقافيّ وهويّة الشّعوب الأصليّة، تاريخ الكنيسة، العدالة وحقوق الشّعوب، وأيضًا الجانب الرّوحيّ وحكمة شعوب هذه المنطقة.

يتحدّث بعد ذلك القسم الثّاني، عن تمييز دروب جديدة وذلك انطلاقًا من إيماننا بيسوع المسيح ومن تعليم الكنيسة وتقاليدها. ويتطرّق بالتّالي إلى إعلان الإنجيل في منطقة الأمازون وذلك في أبعاده المتعدّدة، البيبليّ اللّاهوتيّ، الاجتماعيّ، الإيكولوجيّ، الأسراريّ ثمّ البعد الكنسيّ الإرساليّ... إنّ الكتاب المقدّس يلهمنا للتّأمّل في الواقع الخاصّ لمنطقة الأمازون، وأعطى هنا مثلاً كلمات بولس الرّسول في رسالته إلى أهل رومة "فالخَليقةُ تَنتَظِرُ بِفارِغِ الصَّبْرِ تَجَلِّيَ أَبناءِ اللّه. فقد أُخضِعَت لِلباطِل ... ومع ذلك لم تَقطَعِ الرَّجاء، لأَنَّها هي أَيضاً ستُحَرَّرُ مِن عُبودِيَّةِ الفَسادِ لِتُشاركَ أَبناءَ اللهِ في حُرِّيَّتِهم ومَجْدِهم. فإِنَّنا نَعلَمُ أَنَّ الخَليقةَ جَمْعاءَ تَئِنُّ إِلى اليَومِ مِن آلامِ المَخاض" (روم 8، 19-22)".

كما ذكّر الأمين العامّ من جهة أخرى بحديث البابا فرنسيس في الإرشاد الرّسوليّ "فرح الإنجيل" عن المحتوى الاجتماعيّ لإعلان الإنجيل، وأضاف: "إنّ هذا البعد نجد له تعبيرًا هامًّا في منطقة الأمازون تحديدًا حيث يتداخل النّظام البيئيّ بشكل متلازم مع حياة الأشخاص، ويضمن استقرار وحماية البيت المشترك. وهنام عنصر أساسيّ على الكرازة أن تأخذه بعين الاعتبار وهو التّنمية البشريّة المتكاملة، ولا يمكن للكرازة في هذه المنطقة أن تتجاهل تعزيز العناية بالمنطقة أيّ الطّبيعة، وبسكّانها أيّ الثّقافة، ويتطلّب هذا الجمع بين الخبرات القديمة والمعارف الحديثة".

وتابع بالديسيري مذكّرًا أنّه على المعمَّدين جميعًا أن يكونوا تلاميذ مرسلين، وذلك من خلال المشاركة في حياة الكنيسة بأشكال مختلفة وفي مجالات مختلفة.

أمّا عن القسم الثّالث والأخير، والمخصّص للعمل فقال: "إنّه يتطرّق إلى عمليّة التّوصّل إلى دروب رعويّة جديدة لكنيسة ذات وجه أمازونيّ. وإنّ الوثيقة تتحدّث عن إدراك الكنيسة في منطقة الأمازون خلال العقود الأخيرة، وذلك أيضًا بفضل وثيقة أباريسيدا، للحاجة الضّروريّة إلى حضور كنسيّ أكبر للتّمكّن من الرّدّ على ما هو مميّز لهذه المنطقة انطلاقًا من قيم الإنجيل، مع الوعي بالمساحة الجغرافيّة الكبيرة للمنطقة والّتي يصعب بلوغها في حالات كثيرة، وبالتّنوّع الثّقافيّ الكبير وبالتّأثير القويّ للمصالح الوطنيّة والدّوليّة السّاعية إلى ثراء اقتصاديّ سهل من خلال موارد الأمازون. وفي حديثها عن أولويّات العمل الرّعويّ تتحدّث الوثيقة أوّلاً عن التّفكير في محتويات وأساليب وتصرّفات رعويّة متثقِّفة، ثمّ عن اقتراح خدمات للعاملين الرّعويّين المختلفين تجيب على مهام ومسؤوليّات الجماعة. والكرازة وسط الثّقافات التّقليديّة في منطقة الأمازون تستدعي، وشأن ما كتب البابا فرنسيس في الإرشاد الرّسوليّ "فرح الإنجيل"، أن نعير الفقراء "صوتنا للدّفاع عن قضاياهم، لكن أيضًا أن نكون لهم أصدقاء، أن نصغي إليهم، ونفهمهم، وأن نتقبّل الحكمة السّرّيّة الّتي يريد الله أن يبلِّغنا إيّاها من خلالهم" (198).