أميركا
25 أيلول 2018, 08:41

كندا.. البطريرك الرّاعي أزاح السّتارة عن تمثال المغترب اللّبنانيّ في هاليفكس

رعى البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي إزاحة السّتارة عن تمثال المغترب اللّبنانيّ بدعوة من القنصل الفخريّ في هاليفاكس وديع فارس وعلى نفقته الخاصّة، خلال احتفال أقيم على الواجهة البحريّة لمدينة هاليفاكس تقديرًا ووفاء للإنجازات الّتي حقّقها الأجداد عندما وصلوا إلى شواطئ هذه المدينة عبر السّفن منذ مئات السّنين.

 

حضر الاحتفال إلى جانب البطريرك الرّاعي رئيس مجلس النّوّاب الكنديّ جيف ريغن، رئيس مجلس وزراء مقاطعة نوفا سكوتشيا ستيف مكنيل، وزيرة الهجرة والثّقافة لينا دياب، النّائب في برلمان نوفاسكوشيا باتريسيا عرب، رئيس بلديّة هاليفاكس مايكل سافج، مطران اللّاتين في هاليفاكس الكاردينال انتني مانسيني، المطارنة: بولس صيّاح، وبول مروان تابت، وسيمون فضّول، وكاهن كنيسة مار أنطونيوس للرّوم الأرثوذكس مكسيموس صيقلي، القنصل وديع فارس وعقيلته، رئيس مؤسّسة البطريرك صفير الاجتماعيّة الدّكتور الياس صفير، وعدد من القناصل الفخريّين، وشخصيّات روحيّة وسياسيّة، وممثّلين عن الأحزاب اللّبنانيّة في هاليفاكس، وحشد من أبناء الجالية اللّبنانيّة في المدينة .

 

بعد النّشيدين اللّبنانيّ والكنديّ وكلمة عرّيفة الاحتفال، ألقى فارس كلمة وصف فيها هذا اللّقاء بـ"اليوم الوطنيّ  بامتياز تحتفل به جاليتنا اللّبنانيّة في مدينة هاليفكس، خصوصًا في حضور وبركة غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، رئيس الكنيسة المارونيّة الّذي نكنّ له محبّة خاصّة، وهو بدوره يكنُّ لهذه المدينة وأهلِها محبّةً أبويّة مميّزة، فشكرًا على وجودِك في ما بيننا ضيفًا عزيزًا". 

وأضاف بحسب "تيلي لوميار/ نورسات": "تخليدًا لمسيرة أجدادنا المُشرِّفة، ولكي يبقى إسم لبنان محفورًا في الأذهان ومطبوعًا في ذاكرةِ التّاريخ، ولكي نجعل من تاريخِنا أمثولة لأجيالنا الصَّاعدة فلا ينسوا أنّ نجاح جاليتنا مبنيٌّ على سواعد شعب حفر الصّخر وزرعه، ها هو "نصب المغترب اللّبنانيّ يقف بفخر على الواجهة البحريّة لمدينتنا الّتي احتضنت أجدادنا وأهلنا وأضحت بيتًا لنا!

ها هو نصب المغترب اللّبنانيّ يُخبرُ قصّةَ شعبٍ تحدّى وجعَ الفراق وغصّةَ الرّحيل، قصّةَ شعبٍ زرعَ لبنانَهُ في كلّ بقعةٍ حلَّ فيها، حكاية شعبٍ أصبح رقمًا صعبًا ومثالاً يُحتذى به!".

وختم: "لا يسعنا في هذه المناسبة، ومن على هذا المنبر، وباسم الجالية اللّبنانيّة في هاليفكس، إلّا أن نوجّه تحيّة إكبار وافتخار لفخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، المؤتمن على حرّيّة لبنان وسيادته وكرامة أهله."

 

وجدّد البطريرك الراعي في كلمته "شكره للدّولة الكنديّة على احتضانها لأبناء الجالية اللّبنانيّة على أرضها ، وللقنصل فارس على تقدمته هذا التّمثال الّذي يجسّد تاريخ هجرة أوّل لبنانيّ إلى هليفاكس".

وأشار إلى أنّ "هذا التّمثال يجسّد ابعادًا ثلاثة وهي: الخروج من الأرض والمغامرة والطّموح"، وقال: "هذا التّمثال يخاطب المسؤولين في لبنان ويقول لهم أنا خرجت وضحّيت، وأطلب منكم أن تخرجوا من مصالحكم وحساباتكم الصّغيرة على حساب لبنان والدّولة اللّبنانيّة فلا تخافوا لأنّني أنا لم أخف، بل غامرت وكانت كلفة ترك الأرض والهجرة كبيرة. ولكن وجدت الكثير بهذه المغامرة لذلك يقول لهم لا تخافوا إن تركتم مصالحكم الصّغيرة من أجل بناء وطن ودولة، لأنّ ما تبنوه لكم زائل معكم، لكن الدّولة تعطيكم معنى لحياتكم"، مشيرًا إلى أنّ "هذا التّمثال يقول للمسؤولين اللّبنانيّين أنا غامرت وسرت نحو المجهول، فغامروا أنتم أيضًا وسيروا إلى الأمام، لأنّكم لا تستطيعون من دون المغامرة بناء دولة كانت موجودة تسير نحو الخراب وأنتم مسؤولون عن إعادة بنائها دولة عمرها ٩٩ سنة كانت تسمّى في الخارج سويسرا الشّرق، ونحن لا نقبل أن تصل إلى ما وصلت إليه اليوم وكأنّها أصبحت في مؤخّرة الدّول، لذلك عليكم المغامرة من أجل بنائها من دون خوف".

وأضاف: "هذا التّمثال يقول أيضًا للمسؤولين" فليكن لديكم الطّموح وأخرجوا من تقوقعكم ومن حساباتكم الرّخيصة ونفوذكم وعالمكم الصّغير واطمحوا إلى العالم الأكبر لأنّ العالم بأسره ينظر إلى لبنان، ولا تستطيعون أنتم تصغيره إلى حجمكم، وليكن طموحكم ببلد كبير بين بلدان العالم".

 

كما توّجه إلى أبناء الجالية اللّبنانيّة الحاضرين بالقول: "هذه الكلمات والمشاعر موجودة في قلوبكم في كندا وفي قلوب كلّ أبناء الجاليات اللّبنانيّة في أنحاء العالم، وبالرّغم ممّا حقّقتموه من نجاحات حيثما أنتم، إنّما تبقى الكآبة موجودة لديكم على وطنكم لبنان ألّا يكون كالأوطان الّتي استقبلتكم لذلك أنتم تتكلّمون من خلال هذا التّمثال".

وختم: "لا أحد يبني شيئًا كبيرًا إن لم يخرج من ذاته فعلى المسؤولين عندنا أن يخرجوا من ذاتهم من أجل بناء الوطن".

وتخلّل الاحتفال كلمات لكلّ من ريفن ومكنيل وسافنج أجمعوا فيها على شكر القنصل فارس وعقيلته على ما يقدّمانه أكان لهليفاكس أو للجالية اللّبنانيّة، منوّهين بالنّجاحات الّتي حقّقها اللّبنانيّون في هاليفاكس على جميع الأصعدة الاقتصاديّة والسّياسيّة والاجتماعيّ، وأكّدوا أنّ الشّعب اللّبنانيّ شعب جبّار وطموح.

بعد ذلك أزاح الرّاعي وتابت وفارس السّتارة عن التّمثال على أغنية الرّاحل الكبير وديع الصّافي" طلّوا حبابنا طلّوا"، وسط تصفيق أبناء الجالية اللّبنانيّة الّتي أدمعت أعين الكثيرين منهم، ثمّ لبّى الحاضرون دعوة فارس إلى مأدبة غداء أقامها على شرف البطريرك الرّاعي والوفد المرافق   .