الأراضي المقدّسة
06 أيلول 2017, 13:22

كنائس القدس

صدر عن رؤساء الكنائس في القدس بيانا جاء فيه:

 

نحن، رؤساء الكنائس في القدس، نلجأ اليوم إلى اصدار بيان عام يعبر عن قلقنا بشأن انتهاكات الوضع الراهن (الستاتيكو) الذي يحكم المواقع المقدسة ويضمن حقوق الكنائس وامتيازاتها. وهذا الوضع الراهن تعترف به عالميًا الحكومات والسلطات الدينية على حد سواء، وأيدته دائمًا السلطات المدنية في منطقتنا.

إننا نجد أنفسنا الآن متحدين مرة أخرى في إدانة التعدي الأخير على الوضع الراهن. وفي ظل هذه الأمور، فإننا نحن رؤساء الكنائس حازمون وموحدون في معارضتنا لأي عمل تقوم به أي سلطة أو جماعة تسعى لتقويض القوانين والاتفاقات والأنظمة التي نظمت حياتنا على مدى قرون.

وبما أن هناك إجراءات أخرى تشكل خرقًا واضحًا للوضع الراهن فإن قرار المحكمة المركزية الإسرائيلية في قضية "باب الخليل" ضد بطريركية الروم الارثوذكس المقدسية نعتبره غير عادل، وكذلك مشروع القانون المقترح في الكنيست إنما هو في نظرنا ذو دوافع سياسية من شأنه أن يحد من حقوق الكنائس على ممتلكاتها، وهذه الإجراءات هي إعتداءات على الحقوق التي ضمنها دومًا الوضع الراهن.

نحن نرى في هذه الإجراءات محاولة منهجية لتقويض سلامة مدينة القدس الشريف والأراضي المقدسة، وإضعاف الحضور المسيحي. ونؤكد بأوضح العبارات الممكنة أن المجتمع المسيحي الحيوي النابض بالحياة هو عنصر أساس في تكوين مجتمعنا المتنوع، ولا يمكن للتهديدات التي يتعرض لها المجتمع المسيحي إلا أن تزيد من التوترات المقلقة التي ظهرت في هذه الأوقات المضطربة.

ولذلك فإننا، بصفتنا مسؤولين عهدت إليهم العناية الإلهية رعاية كل الأماكن المقدسة والإشراف الرعوي على رعايانا والمجتمعات المسيحية الأصيلة في الأرض المقدسة، ندعو الكنائس المسيحية في أنحاء العالم كله قادةً ومؤمنين، كما ندعو رؤساء الحكومات وجميع الناس من ذوي النية الحسنة، أن يدعمونا في قضايانا العادلة بضمان عدم بذل أي محاولات أخرى من أي جهة كانت لتغيير الوضع الراهن (الستاتيكو) التاريخي بأحكامه وروحه والوقوف بحزم معًا في العمل من أجل المصالحة وإحلال السلام العادل والدائم في منطقتنا، ونطلب نعمة الله على جميع شعوب أرضنا المقدسة الحبيبة.