لبنان
11 نيسان 2023, 13:50

عون في الفصح: هذا ما يحتاج إليه وطننا اليوم، لا شيء سوى الحبّ والتّضحية والمغفرة

تيلي لوميار/ نورسات
من كنيسة مار يوحنّا مرقس- جبيل وكاتدرائيّة مار بطرس- جبيل أعلن راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون قيامة الرّبّ يسوع، في قدّاسين إلهيّين احتفل بهما الأوّل عند منتصف ليل السّبت- الأحد، والثّاني صباح عيد الفصح.

وفي عظته الخاصّة بالمناسبة، تأمّل عون باختبار الكنيسة الأولى الّتي أعطت حياتها للشّهادة لقيامة الرّبّ يسوع وفرح هذا الحدث، فقال: "وما زلنا حتّى اليوم نعيش هذا الفرح. لكن ما الّذي يعيق إعلان الفرح وعيشه اليوم؟

إذا عدنا إلى بداية الصّوم، حيث يقول الكاهن عند وضع الرّماد على جباهنا "أذكر يا إنسان أنّك تراب وإلى التّراب تعود"، نتذكّر قبر الخطايا الّتي تدفن المسيح الّذي يسكن في داخلنا. وهنا نسأل كالنّساء من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟ مار بولس في رسالته إلى أهل غلاطية يشبّه الحجر بأعمال الجسد، ألا وهي الزّنى والفجور والسّحر والعداوات والخصام والحسد والسّخط والمنازعات والشّقاق والحقد. هذه الأعمال تجرح ضميرنا وتشوّه فينا صورة الله وهي تمنعنا من اختبار القيامة. أحيانًا نحاول بصدق أن نتخلّى عن هذه الأعمال ولكن من دون جدوى.

نحاول في بعض الأحيان تجميل واقعنا ببعض الطّيوب لكن وحده يسوع الّذي يمكنه غلبة الموت الّذي في داخلنا. المسيح وحده يمكنه أن يمنحنا بطيب قيامته الّذي حصلنا عليه في المعموديّة خلاص نفوسنا. إذا آمنّا به واكتشفنا ثمار المعموديّة من حياتنا وبأنّه وحده القادر أن يحوّلنا من الدّاخل، عندها سنختبر مثل بطرس النّظرة الّتي جعلته يبكى بكاءً مُرًّا".

وأكّد في الختام إلى أنّ "هذا ما يحتاج إليه وطننا اليوم، لا شيء سوى الحبّ والتّضحية والمغفرة."

وكان عون قد وجّه رسالة فصحيّة إلى أبناء الأبرشيّة وبناتِها، كهنةً وشمامسةً ورهبانًا وراهباتٍ وعلمانيّين، جاء فيها:

"فجرَ الأحد، شعّت أنوارُ القيامة على القبر المُظلم، ونزل ملاكُ الرّبّ من السّماء فدحرج الحجر وجلس عليه، وكان منظرُه كالبرق ولباسُه أبيض كالثّلج، ودعا المرأتين إلى عدم الخوف لأنّ يسوعَ المصلوبَ قام كما قال (متّى 28، 1-6).

هذه الدّعوة نستقبلُها بإيمانٍ في هذا العيد، فنُسرِع لملاقاة الرّبّ القائم الّذي يسبقُنا على دروب حياتنا، وهو الكفيل بأن يغلب بنوره الظّلمات الّتي تلفُّنا.

لأنّ الخوفَ واليأس يُخيّمان علينا، نحتاجُ أيضًا هذه السّنة إلى أن نسمعَ بقوّةٍ إعلانَ القيامةِ يُعيدُ إلينا الرّجاءَ والإيمان، لأنّ المسيحَ غلب الموتَ بقيامته.

لأنّ وطنَنا ما زال يتخبّطُ في الأنانيّاتِ والأحقاد، نحتاجُ إلى أن نحتفلَ مجدّدًا بقيامةِ الرّبِّ يسوع لينتصرَ فينا التّضامنُ والمحبّة.

في عيد القيامةِ هذا، أضرعُ إلى المسيحِ المنتصرِ على الموت أن يمنحَنا قوّةَ قيامتِه وثمارَها، ويملأَ حياتَنا من فرحِه وسلامِه لننموَ بالرّجاء ونعملَ بثقةٍ وإيمانٍ على بناءِ مستقبلٍ أفضل لوطنِنا الحبيبِ لبنان، نبنيه معًا بتضحياتِنا وتضامنِنا على أسُسِ المحبّةِ والتّسامحِ والأخوّة".